السؤال
مشكلتي أني أغار من أختي وتوأمي، تلازمني شكوك دائما أنها أفضل مني في كل شيء وأنها أجمل مني، حتى أني لا أحب الخروج معها، أو أن نتعرف سويا على صديقات جدد، لأني أعلم مسبقا أنهم سيفضلونها علي وسيحبنونها أكثر مني.
أرجوكم أريد حلا لهذه المشكلة فأنا أحبها، ولكن غيرتي في بعض الأحيان تجعلني أتمنى لها الموت، أو أتمنى لنفسي الموت، وأنا أكره هذه الصفة فيني.
أشكركم على هذا الموقع، وأتمنى أن تجدوا لي حلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بداية نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك هذا التواصل، وشرف لنا أن نكون في خدمة بناتنا من أمثالك والأبناء، ونسأل الله أن يلهمنا وإياكن السداد والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أعجبني وأسعدني طرح هذا السؤال وهذه الشجاعة التي حملتك على السؤال، وهذا دليل على أن عندك قدرات، فثقي في نفسك واشكري الوهاب الذي وهبك هذه القدرة على التواصل والتعبير عما يجيش في النفس، وأعتقد أن مثل هذه المشاعر تحدث دائما، لأن الغيرة موجودة، وهي من طبع النساء، وهي موجودة، ولكن الإنسان ينبغي أن يحكمها ويحجمها بضوابط الشرع التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها، ولا شك أنك على خير، والدليل على ذلك أنك متضايقة من تلك المشاعر السالبة تجاه الشقيقة والتوأم الذي معك، ونحن نريد أن نقول: هذه التوأم يهمك أمرها، فهي أخت لك، وانتصارها والخير الذي عندها هو خير لك.
أرجو أن تعلمي أن كل فتاة جميلة بحيائها وحشمتها وأخلاقها، فلن تكون أجمل منك، ولذلك ينبغي أن تدرك كل فتاة أنها جميلة بسترها وحجابها وحيائها وإيمانها، وأن كل فتاة على وجه هذه الأرض لها فتى ولها أشخاص يعجبون بها ويميلون إليها ويرتاحون إليها، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، هذا معنى ينبغي أن يكون واضحا أمام الفتيات.
كما أرجو أن تعلم كل فتاة أن الجمال مقسم، فهذه تعطى جمالا في وجهها، وهذه تعطى جمالا في شعرها، وتلك تعطى جمالا في جسدها، وبتفاصيل جسدها. إذن النعم مقسمة.
أيضا هذه تعطى جمالا لكنها تحرم الذكاء، وهذه تعطى ذكاء وجمالا لكنها تحرم المال، وهذه تعطى المال والوظيفة لكنها تحرم الزوج، نعم الله إذن مقسمة، وما من إنسان منا إلا وهو صاحب نعم، والسعيد هو الذي يتعرف نعم الله عليه فيؤدي شكرها، ولا ينظر إلى ما أنعم الله به على الآخرين، لأننا إذا عرفنا نعم الله علينا فإن هذا سيحملنا على الشكر، وبشكرنا ننال المزيد، فحاولي دائما أن تتعرفي على النعم التي وهبك الله تبارك وتعالى إياها، قبل أن تنظري إلى ما عند أختك وإلى ما عند الأخريات، فإن نعم الله مقسمة، والعظيم يعطي أشياء ويمنع أشياء، وإذا أخذ شيئا عوض به أشياء، هكذا سبحانه وتعالى فضل بعضنا على بعض في الرزق، وفي الأطوال، وفي الأشكال، وفي الهيئات، وفي المناظر، ولا يزالون مختلفين في كل شيء، وهذا الاختلاف هو سر عمران الحياة، هو الذي يعطي الحياة طعما، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع.
لذلك أرجو أن تكون هذه الأمور واضحة أمامك، وأرجو ألا تظهري لشقيقتك أي مشاعر سالبة، وحاولي دائما أن تشقي طريقك وأن تتخذي لنفسك علاقات وتعاملات مع الزميلات، وأول هؤلاء الزميلات هي هذه الأخت الشقيقة، التي ينبغي أن يكون ما بينكما عامرا، وأنت ولله الحمد عاقلة، فأرجو أن تعرفي هذا النفور، التنافس الزائد قد يكون سببه أن في البيت ميزان مختل، ولكن الإنسان ينبغي أن يدرك أن قيمة الإنسان بإحسانه، والله لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا ولا إلى أموالنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، فعمري قلبك بالخير، وطهري قلبك من كل مخالفة ومن كل شرك ومن كل حسد وغل، فإنه لا ينجو بين يدي الله إلا من أتى الله بقلب سليم.
نشكر لك هذا السؤال وهذا التواصل، ونعتقد أنك على خير، وأنك تستطيعين أن تثقي في قدراتك التي حملتك على طرح السؤال وفهم هذه الأبعاد، نسأل الله أن يتوب علينا جميعا، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يؤلف بين قلبك وقلب هذه الشقيقة على الخير، وأن يسهل أمرها ويسهل أمرك، هو ولي ذلك والقادر عليه.