أعاني من الاكتئاب والرهاب، ما العلاج؟

0 439

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة مشهورة بين عائلتي بأخلاقي الحميدة، وبخجلي الزائد، هذا عند الأقارب فقط.

أما بالنسبة لمجتمع الجامعة أو عندما كنت في المدرسة فالأغلب يظنوني فتاة متكبرة، ولكن أنا من خجلي لا أستطيع النظر إلى أحد بل إني لا أستطيع السلام إذا دخلت على مجلس!

مع أني أخجل من نفسي، لأني لست بطفلة، لكي أدخل بدون أن أسلم، ولكن أشعر بأن لساني ينعقد، وضربات قلبي تزيد بشكل غير طبيعي، وأشعر بضيق شديد ورغبة في البكاء.

سلسلة من التعقيدات في حياتي بسبب الخجل، وأظن بدأت تسوء حياتي بسبب الخجل، لكن هذه فقط النقطة الأولى في رحلتي المعقدة، لا أدري! ولكن لاحظت بأني إنسانة اعتمادية، لا أستطيع فعل شيء بمفردي، حتى إني إذا كنت أرغب بشيء مهم في الجامعة أطلب من أمي المجيئ معي، وهي تتصرف.

لا أستطيع فعل شيء بنفسي، عاجزة عن كل شيء، حتى إذا ذهبت السوق لا أستطيع أن أحاسب، أشعر بالخجل الشديد، وبرود الأطراف ودوخة، وعندي أيضا خوف شديد من الرجال بشكل لا يصدق، مع أني لم أتعرف لشيء من الرجال في صغري، ولكن كل ما نظرت إلى رجل أتوتر.

أشعر بأن تفكيره كله بالجنس، وأتمنى الهرب ولا يراني أي رجل، أعلم بأن تفكيري غير طبيعي، فأنا أشعر بالتعب من نفسي، حتى طبيب الأسنان كلما اقترب مني أشعر بشيء غريب، لا أعلم ما هو؟! خوف مع استسلام حتى إني أنسى ألم أسناني من شدة تفكيري بقربه مني .

دائما ما أعاني من كوابيس عن الاعتداءات الجنسية، أيضا أشعر بأن قلبي ضعيف لدرجة لا تحتمل، فأنا أبكي من أي شيء على أي شيء، أي كلمة بسيطة ممكن أن تجرحني، وأفكر فيها لشهر تقريبا.

خاصة، إذا كانت من شخص أحترمه وأحبه، وأيضا أنا بلا صديقات، فكما قلت أنا إنسانة اعتمادية، وهذا ما يزيد الأمر سوءا منذ أن أصبحت في الجامعة، وأنا وحيدة، ولا أتحمل وحدي الذهاب إلى الحمامات، وأضل أبكي فيها أشعر بالجنون، ولا أعلم ماذا يحدث لي.

لم أعد أشعر بطعم للحياة، أتمنى الموت في كل لحظة، وعندما أشعر بألم قوي أقول إن شاء الله أموت، وتطلع روحي!

علاقتي بالله –الحمد لله- جيدة، ولكن أحيانا أتقاعس عن السنن الرواتب والوتر، أيضا ألاحظ أني أقابل الحسنة بالسيئة، فهناك صديقات أحسنت إليهن بشدة وأحبهن من قلبي، صدموني بتصرفاتهم، مع أني فعلت الكثير لأجلهم، ولكن أغلبهن تركوني.

بعضهن كن يقلن بأنهم أول ما رأينني وجدنني غريبة أطوار، وعندما تعرفن علي وجدن قلبي نقيا وطيبا وبريئا، لكنهن تركنني في النهاية!

أشعر بالذنب 24 ساعة بدون سبب، أشعر بالحزن لدرجة لا تحتمل، أحيانا من شدة الألم الذي أشعر به أصرخ وأصرخ وأصرخ! أريد الخروج من جسدي، أتمنى أن أشعر بآلام عضوية، فهي أهون بمائة مرة من الألم النفسي، أشعر بخيبة أمل كبيرة من الناس.

مع أني دائما أتمنى الخير لهم، وأحب أن أساعدهم، رغم علمي بأني إنسانه غير مفيدة، أيضا لدي صديق، وأنا معجبة به، يعاني من مشاكل نفسية خطيرة.

دائما أحاول أساعده، ولكنه يقول أنا يائس، وأحب الحزن شكرا لك! ولكن هذا قدري أنا منذ ولادتي، وأنا ملعون، ليس لدي أصدقاء ووحيد.

لا أحب أن أراه في هذه الحالة، وأبكي لأجله آلاف المرات، فأنا أرحمه بشدة ولا أريده يعاني، حاولت أساعده مرات عديدة ولكنه لا يستجيب، إيمانه ناقص بشدة.

طلبته أن يدعو الله ويتوب ويحافظ على الصلاة ولكنه يقول لا تدخلي الدين في هذه المواضيع، رغم أني أعلم بأن أغلب ما يعاني منه نقص بالدين، لكنه يضل يقول لي بأنه يحب الشعور بالحزن، وإذا سألته لماذا؟ يقول شعور رائع!

هل هذا الإنسان طبيعي؟! وكيف أساعده؟ شيء آخر أنا أدرس علم النفس، لأني أحب أن أساعد الناس، أشعر بهم وبآلامهم، وأتأثر منها بشدة، وأريد أن أساعدهم، ولا يشعرون بتلك المشاعر البشعة، وأيضا اخترت هذا القسم لكي أعالج نفسي، فأنا أشعر بأني غير طبيعية، فأنا متوترة طول الوقت، وخجولة وحساسة، وأخاف على الناس وأفكر كثيرا ولا أستطيع النوم بسهولة، وأشعر باليأس الشديد.

متأسفة على أفكاري، فأنا لا أعلم من أين أبدأ؟! نسيت طعم السعادة والرضى، لم أعد طموحة مثل ما كنت صحيحة قبل، فحالتي سيئة، ولكن الآن أسوأ بآلاف المرات، لدرجة أني تركت دراستي، واعتذرت عن الترم الأول، لأني لم أستطع التركيز على المذاكرة، فبالي مشغول وقلبي يتألم.

ذهبت إلى شيخ، وقال بأن لدي مسا من الشياطين، وتعالجت لمده 3 شهور، وبعدها شعرت براحة كبيرة، وسعادة نوعا ما، ولكن سرعان ما رجعت لي الأحاسيس البشعة، ورجعت لنفس الشيخ، وقال بأني لم ألتزم بالعلاج، وأنا الآن أتعالج مرة أخرى.

أحينا أقول: ربما الذي أعاني منه مرض نفسي ثنائي القطب، أو اكتئاب حاد، لا أعلم؟! كلما اختبرت نفسي اختبارات الاكتئاب يشير بأني في اكتئاب شديد.

مللت من الانطوائية والخجل واليأس، أريد أن أحب الحياة، وأحب نفسي، أريد أن أضحك من قلبي، هذا الشيء لم يحدث من سنتين تقريبا.

أكتئب ويداي ترجفان، وأشعر بقلق وتوتر، لا أعلم ماذا أقول؟!

أريد المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يمنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكرك على رسالتك الطيبة والواضحة بذاتها، وأقول لك إن الأعراض المتشعبة التي ذكرتها والتي تعانين منها، هي مجموعة ظواهر، منها ما هو متعلق بالقلق، ومنها ما هو متعلق بالخجل الاجتماعي، ومنها ما هو متعلق بالوساوس، فمثلا خوف من الاعتداءات الجنسية، وإن كانت بكل أسف أصبحت واقعا في الحياة، إلا أن هذا النوع من التخوف هو تخوف وسواسي، ولا شك في ذلك.

إذن، أيتها الفاضلة الكريمة: أنت بصفة عامة تعانين من قلق المخاوف الوسواسي، وهذا كثيرا ما ينتج عنه درجة بسيطة من عسر المزاج، لا ترقى لمستوى الاكتئاب النفسي بمعناه التشخيصي والسريري.

الأمر يتطلب أن تذهبي إلى الطبيب النفسي – هذا ما أراه، وهذا أفضل كثيرا – هنالك علاج عن طريق التبصير والتوجيه والعلاج المعرفي، أعتقد أن المختص يمكن أن يزودك بكل الإرشادات المتعلقة بذلك، والحمد لله تعالى -المملكة العربية السعودية- فيها إمكانيات ضخمة جدا.

الأمر الآخر هو: أنت محتاجة لدواء علاجي من الأدوية التي يعرف عنها أنها ممتازة، لعلاج قلق المخاوف الوسواسي، مثل عقار سبرالكس.

أنا لم أستشعر حقيقة أنك تعانين من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، هذا لم أجد دلائل قاطعة لتؤكده أو تنفيه، لذا وبالرغم من ميولي بأن الحالة هي قلق المخاوف الوسواسي، إلا أني أفضل فعلا أن تذهبي إلى الطبيب لعمل جلسة خاصة مباشرة، ومن خلالها سوف تتضح الأمور بصورة أكثر.

علاقتك بهذا الشاب الذي تحدثت عنه وأنه يقول لك إنه يرتاح للشعور بالحزن: هذا نراه كثيرا في مثل هذه العلاقات، وكثير من الشباب يذكر هذا الأمر ويعبر عن هذه الأحاسيس كنوع من استدرار العطف، ومشكلة التليين العاطفي للفتيات هي قضية سلوكية أساسية، وأنا كثيرا ما أحذر منها.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا لا أريد أبدا أن أهاجم مشاعرك حيال هذا الشاب، لكن من الضروري جدا أن تلتزمي بتعاليم شرعنا الحنيف، واعرفي أيتها الفاضلة الكريمة أن البنت التي تصون نفسها حتى بألا تخوض في مثل هذه العلاقات البريئة – كما تسمى – هذا أفضل لها، أفضل لها الوقار، دائما يجمل الفتاة، ويجب أن يكون هدفك دائما هو أن يرزقك الله تعالى الزوج الصالح.

ركزي على دراستك، اصرفي انتباهك عن كل هذه الشوائب النفسية، وكوني أكثر ثقة في نفسك، تواصلي مع الفاضلات والصالحات من البنات، وعليك بالمشاركات الأسرية الإيجابية، وهذه تبدأ بطاعة الوالدين وبرهما، وأن تكون هنالك مشاركة حقيقية في الشؤون الأسرية، هذا يشعرك - إن شاء الله تعالى – بالرضا وبقيمتك الذاتية الحقيقية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات