السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كانت ابنتي البالغة من العمر 17سنة تحب ابن عمتها، وهي متعلقة به جدا، وهو يكبرها بكم شهر فقط، كيف أمنعها من استكمال هذه العلاقة، مع العلم أني كلمتها كثيرا، لكن دون جدوى وأخذت منها (الموبايل) ولا أسمح لها بالجلوس على النت، ولكنها تذهب للدروس خارج المنزل، وهي في الثانوية العامة، وهو في مدرسة صناعية، فماذا أفعل؟ وكيف أتعامل معها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمنا وإياكم السداد والرشاد، ونشكر لك هذا الاهتمام، ونسأل الله أن يقر عينك بهداية هذه البنت، وأرجو أن تعلم أن الإنسان إذا استعجل الشيء قبل أوانه قد يحرم بحرمانه، فأرجو أن تبيني لها أنه لا مانع من أن تكون لها ميل في قلبها إلى ابن عمها، لكن أن تظهر هذا الميل، وأن يكون هناك تواصل، وأن يكون بينهما اتصال، وأن يكون بينهما خلوة، هذه أمور طبعا محرمة؛ لأنه إلى الآن هو أجنبي عنها، رغم أنه ابن عمتها، وإذا عجزتم عن الكلام، فلا مانع من أن تكلمي ابن عمتها أيضا بضرورة أن يبتعد عنها، أو تحولوا هذه العلاقة إلى علاقة رسمية إذا كان ذلك بالإمكان، إذا كانوا مؤهلين لبناء أسرة وبناء بيت.
لكن استمرار العلاقة بهذه الطريقة طبعا لا يمكن أن يقبل من الناحية الشرعية، لذلك أرجو أن تجتهدي في النصح لها، فإذا لم تستمع، فعليك أن تتوجهي بالنصح إلى ابن عمتها، وتطالبيه بأن يبتعد عنها، وأنه لن يكون عندكم مانع، لكن بشرط أن يكون في الوقت المناسب، بعد أن يعد نفسه، ويأتي البيوت من أبوابها، ويتقدم هو وأهله بطريقة رسمية ليخطبها، ويكلم أهلها ويأتي بأسرته، يعني هذه المراسيم المعروفة.
وهذه البنت تحتاج منك أيضا إلى عطف وإلى اهتمام، أن تشرحي لها أبعاد مثل هذه العلاقة، لأنه إذا لم يكونوا جاهزين للزواج، فإن هذه العلاقة ستشوش على مستقبلهم العلمي، وستضرهم كذلك من الناحية الشرعية، ولذلك عليهم أن ينتبهوا لخطورة هذه الأمور، وطبعا الشباب قد لا يقدروا مثل هذه الأبعاد، ولكن هذا هو دورنا نحن الكبار، أن نبين لهم أهمية أن تكون أي علاقة مضبوطة بضوابط الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
وأرجو أن يكون لوالدها أيضا دور في نصحها، في إبعادها عن هذا الشاب، لأنه كما قلنا هو يعتبر أجنبي عنها، والأجنبي هو كل من يستطيع أن يتزوج بالفتاة، لا يجوز أن تقيم معه علاقة ولا أن تحدث بينهما خلوة، ولا أن يحدث بينهما كلام، حتى إذا حصلت الخطبة، فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.
ولذلك أرجو أن تكون هذه الأمور واضحة، وكما قلنا كلاهما يعتبرون أبناء بالنسبة لك، فإذا لم تسمع الكلام فعليك أن تتواصلي مع الشاب وتنصحي له، وتقولي (لن يكون عندنا مانع، ولكن ليس الآن، وإنما في الوقت المناسب، بعد أن تخبر أهلك، وتأتي البيوت من أبوابها، وتعد نفسك لهذا الأمر، وهو الزواج، عند ذلك لن يكون هناك مانع، فهذه بنت عمك، وهي أولى الناس بك، وأنت أولى الناس بها).
تكلمي الشاب بهذه الطريقة، ونتمنى أن تتواصلي معنا حتى نعرف ما الذي حدث في هذه الأمور، وأرجو أن تعلمي أن الإقناع هو المهم، يعني هذه السن لا ينفع فيها الضغط، ولا ينفع فيها أخذ الجوال، ولا ينفع فيها التهديد، لكن لابد في البداية أن نضع قناعة، حتى لو اضطررنا لقرارات إدارية كأخذ الجوال، ومنعها من الذهاب إلى أماكن معينة، فإن هذا القرار ينبغي أن يسبقه حوار، نحاور ونقنع، ثم نتخذ القرار، أما إذا اتخذنا القرار بطريقة عسكرية، وبقوة واستخدمنا ما عندنا من صلاحيات، فإن هذا لا يجدي، والشباب لهم حيل كثيرة، لكن نحاور ونقنع ونجتهد، ثم بعد ذلك نتخذ قرارا، وإذا اتخذنا قرارا بالمنع أو بأخذ الجوال فلن تكون هناك أضرار جانبية، لأن في داخلها ستقتنع ويقتنع هو الشاب أيضا أن هذا القرار لمصلحتهم، وأنه لمنفعتهم، وأن الأهل أحسنوا عندما فعلوا هذه الخطوة.
نسأل الله أن يقدر للجميع الخير، وأن يلهم شبابنا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.