السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب في ال22 من العمر، لدي مشكلة وسواس، أرجو منكم مساعدتي من بعد الله، تأتني بين الحين والآخر وساوس لأسئلة تحيرني، أسئلة قد توقع في الشرك، ومجرد التفكير في هذه الأمور يسبب لي ضيقا شديدا، وتزداد دقات قلبي والعرق، ولكنني أصبر نفسي بالنظر إلى الناس من حولي فيخفف عني .
كما أنني لم أتذكر يوما أنني صليت فرضين بوضوء واحد، فأقول إنني مستحيل لم يخرج مني شيء خلال هذا الوقت، مع أنني لا أتذكر شيئا، فأقول بدل الشك أذهب وأتوضأ.
أيضا كثيرا ما يأتيني الوسواس في الصلاة، عندما أصلي وحدي فأقول كم صليت 3 أم 4 ركعات؟! أحيانا لا أعيد صلاتي، ولكني أشك حتى عندما أكون شبه متأكد.
أرجو منكم مساعدتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عليكوم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
حقيقة إنها لسانحة جميلة أجيب على استشارتك الأولى قبل أن أطلع على استشاراتك هذه، وأنا أشرت إليك حينها حسب النقاط الثلاث.
الأولى أنك تعاني من إسراف في أحلام اليقظة مع خلفية لشخصية لها سمات وسواسية.
أنت الآن في هذه الرسالة أكدت أنك تعاني حقا من الفعل الوسواسي، الأسس العلاجية سوف تظل كما هي فقط أقول لك إن الوساوس تعامل بأن لا تناقشها، خاصة الوساوس ذات الطابع الديني، فهي مؤلمة للنفس، لكنها تصد من خلال رفضها وعدم اتباعها وتحقيرها وعدم مناقشتها، لأن الإنسان إذا دخل في تحليلها وتفسيرها ومحاولة إخضاعها إلى المنطق فهذا يؤدي إلى انتعاش في الفكر الوسواسي، وهذه قد تكون مشكلة حقيقية.
بالنسبة لموضوع الوضوء، دائما تحديد كمية أفضل، أي أن لا تتوضأ من ماء الصنبور، إنما توضأ من إناء، أما قولك إنك لا تستطيع أن تصلي فرضين بوضوء واحد فهذا أعرف أنه من الوساوس لدى الكثير من الناس، لكن حاول أن تصلي فرضين، خاصة الفروض المتقاربة كالمغرب والعشاء، وحتم على نفسك أنك سوف تتوضأ لصلاة المغرب، وإن شاء الله تعالى بنفس الوضوء سوف تصلي العشاء، الأمر كله يتطلب شيئا من الصلابة في مدافعة الوساوس القهرية.
سأعدل في موضوع العلاج الدوائي، الفلوكستين نفسه يفيدك، لكن الوساوس تتطلب جرعة كبسولتين في اليوم، في المرحلة العلاجية.
لذا أقول لك ابدأ بتناول الفلوكستين بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، تناول الدواء بعد الأكل وبعد ذلك أرفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية التي سوف تقضي على الوساوس -إن شاء الله تعالى-
استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، وهذه أقل مدة مطلوبة، وهي ليست طويلة، وبعد أن تنتهي من الفترة العلاجية أي ثلاثة أشهر انتقل لفترة الوقائية، وهي أن تتناول الدواء بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.