كيف أقنع أهلي بالفتاة التي أريد الزواج بها؟

0 554

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مهندس أعمل بالخليج، ووضعي المادي ثابت ومقتدر بحمد الله، خلال فترة الدراسة الجامعية تعرفت على فتاة ذات خلق ، وأعجبتني وتمسكت بها وهي كذلك.. وحين ذهبت والدتي قبل فترة وجيزة إلى أهل الفتاة ورأت الفتاة لم تعجب بها ، وطلبت مني أن أنسى تلك الفتاة؛ لأنها تريد أجمل منها لي .. ورفضت ذلك الموضوع .. ما العمل؟ كيف أقنع أهلي بذلك؟ وأنا أريد تلك الفتاة جدا، إلى من ألجأ في حين عارض والداي؟؟ كيف أحصل على ما أريد في هذه الحالة؟ أنا لا أريد إغضاب والدي، ولكني أريد تلك الفتاة، وبماذا أدعو في تلك الحالة؟ أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونتمنى أن تنجح في إقناع والديك، وأرجو أن تتخذ في ذلك الوسائل، فتلجأ إلى الله، لأن قلوب العباد وقلب الوالد والوالدة بين أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، ثم عليك أن تبحث عن مساعدة الأعمام والعمات والأخوال والخالات والعقلاء والفضلاء والفضلات، حتى يكونوا عونا لك في إقناع الوالد والوالدة.

ينبغي أن ندرك أن رفض الوالدين إذا لم يكن لاعتبارات شرعية فلا عبرة به، ولكن المهم هو إرضاؤهم والسعي في ذلك، والاجتهاد في إرضائهم، خاصة إذا كان يتكلم عن المظهر ومنظر الفتاة أو جمال الفتاة، لأننا في هذه الحالة نرجح وجهة نظرك أنت، فأنت الذي رأيت بعينيك، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، والوالدة أو الوالد أو الأهل يستطيعون أن يشتروا لابنهم هدية تعجبه، ولكنهم قد لا ينجحون في اختيار شريكة العمر أو في اختيار شريك العمر لفتاتهم، ذلك لأن الله تبارك وتعالى جعل الناس في نظرهم للجمال اختلافا كبيرا، كما أن التلاقي في الزواج بين الفتى والفتاة ليس بالأجساد فقط وليس بالمناظر فقط، ولكنه التلاقي بالأرواح، والانسجام بينها، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم – : (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

فنحن إذ نشكر للوالدة حرصها ورغبتها في الخير، إلا أننا نؤكد على هذا المعنى أن الذي يحدد جمال الفتاة هو الفتى، هو الزوج، هو الخاطب، وليس أحد سواه، ومع ذلك فإنا نؤيد إصرارك على هذا السير في هذا الطريق، إذا كانت الفتاة صاحبة دين، صاحبة خلق، من أسرة مناسبة، وجدت في نفسك ميلا إليها، فأرجو ألا تتركها، وإنما تكرر المحاولات، وتجتهد في إرضاء الآباء والأمهات، وتسأل الله أن يعينك على ذلك، وهذا أمر ينبغي أن يكون واضحا، لأن رفض الوالدة قد يكون بدافع الغيرة، لأنك فاجأتهم، وأيضا شبابنا يخطئ في مثل هذه الأحوال، لأنهم يجعلون الوالد والوالدة آخر من يعلم، الإنسان عندما يبدأ مثل هذا المشوار ينبغي من البداية أن يضعهم في الصورة، حتى تكون العلاقة مفتوحة ومكشوفة ومعروفة، لأن الإسلام لا يعترف بأي علاقة ليس لها غطاء شرعي، ولا يرضى بأي علاقة ليس هدفها الزواج، ولا يرضى بأي علاقة تكون في الخفاء.

ولذلك أرجو أن يكون فيما حصل درس، ونسأل الله أن يعينك على إقناع الوالد والوالدة، وعلى كل أنت من يقدر ذلك، وإذا كانت الفتاة قد انتظرت وارتبطت بك أيضا ينبغي أن نتذكر أنا لا نرضى مثل هذا لبناتنا ولأخواتنا، فكيف نرضاه لبنات الآخرين وأخوات الناس، فالمؤمن يحب للناس ما يحب لنفسه، ويكره كذلك لإخوانه ما يكره لنفسه ولإخوانه الأشقاء.

ولذلك نحن نتمنى أن تجد من يعينك على إقناع الوالدة، ويبدو أن الوالد ليس عنده اعتراض، فينبغي أن يكون في صفك، وأيضا الشريعة تركز على إرضاء الوالد، مع أن دور الوالد ودور الوالدة هو دور توجيهي إرشادي، من حقهم أن يتدخلوا عندما يشعرون بالخطر، كأن يخطب الشاب فتاة بلا دين وبلا خلق، أو يأتي للفتاة رجل لا دين له ولا أخلاق، عند ذلك لهم أن يمتنعوا ويتدخلوا ويقفوا في الطريق، أما إذا كانت لاعتبارات أخرى مثل هذه الاعتبارات فنحن لا ننصحهم بأن يقفوا في طريقك، ولا ننصحك بالتنازل عن هذه الفتاة بسهولة، وأرجو أن تجتهد في إرضائهم، والوالدة إذا لم ترضى اليوم فسترضى غدا، فاستعن بالله وابذل الوسائل المتاحة في إقناعها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات