كيف تتم رعاية الطفلة اللقيطة؟

0 421

السؤال

السلام عليكم

لدي حالة فردية لطالبة بالمدرسة سنة أولى ابتدائي، هي طفلة (لقيطة) مكفولة من دار الأيتام، والداها المفترضان على وشك الانفصال، والأم لدى أهلها في مدينة أخرى، والبنت مع أبيها (كافلها) وعمتها أخت أبيها.

مستوى الطالبة الدراسي رائع وممتازة، لكن تعاني في المنزل من حالة اكتئاب وتبول لاإرادي، وتريد أمها. ما هو الحل في حالتها؟

ومشكورين على هذا الموقع الرائع الذي يتيح حلولا لجميع المشاكل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بما أن هذه الابنة تعيش بعيدة أو لا تعرف والديها البيولوجيين، فالخطوة الأولى التي يجب أن تتضح: هل هي تعرف حقيقة أمرها أم لا تعرف؟ بالطبع هي صغيرة وربما تكون غير مؤهلة لمعرفة حقيقتها، وفي هذه الحالة يختلف علماء السلوك، هل من الأحسن أن تعرف الطفلة حقيقتها ويكون هذا بالتدرج - إخطارها تدرجا – أم أنه لا داعي أن تعرف ذلك؟ هذه هي النقطة الأولى.

بقي الآن أن الرجل وزوجته على وشك الانفصال، وأخت الزوج تعتبر هي المشرفة والراعية والمربية لهذه الطفلة، ومن وجهة نظري يجب أن تكون هنالك نظرة مستقبلية، إذا كانت هذه العمة سوف تتحمل مسؤوليتها وتنشئتها، فتعتبر هي الأم البديلة لها، وبالتدريج يمكن للطفلة أن تتواءم مع هذه العمة، وأنا شخصيا أفضل أن تقطع علاقتها تدريجيا بزوجة الرجل، لا تخدع الطفلة، لكن يطلب من زوجة الرجل ألا تتصل بها، ومن ثم تكون العمة هي الراعية البديلة.

هذه الحالات يجب أن تعالج من خلال ما نسميه بالمؤتمر الأسري، يعني أن يجتمع المختص بالأسرة، وفي مثل هذه الحالة بالطبع هي (الرجل وأخته) للتشاور وللتفاكر، وإذا اتضح أن أخت الرجل سوف تتحمل تنشئة هذه الطفلة فهنا يطلب منها أن تكون أكثر تقربا وتوددا للطفلة، وبعد ذلك وبمرور الأيام سوف تنسى الطفلة زوجة الرجل، والتي كانت تقوم مقام أمها.

لا أقول إنه سوف يكون نسيانا كاملا، لكن الطفل حتى عمر السابعة والثامنة يمكن أن يقبل بالبديل إذا كان البديل بديلا ممتازا، وهذا يرجعنا إلى نقطة أي مدى سوف تكون هذه العمة فعالة.

هذه هو وجهة نظري في حل هذه المشكلة على المدى البعيد، أما على المدى القصير فإن التبول اللاإرادي هو أحد الأعراض التي نشاهدها لدى الأطفال الذين يفتقدون الاستقرار النفسي، وهنا نقول إن العمة أيضا عليها دور كبير في إبداء الحنان والرعاية الأبوية الحقيقية لهذه الطفلة، وهذا - إن شاء الله تعالى – يساعد في اختفاء التبول اللاإرادي، لأن التبول اللاإرادي – كما ذكرت – يرتبط ارتباطا وثيقا بالاستقرار الوجداني للطفل.

الجوانب الأخرى التي يمكن أن تساعد الطفلة هي ألا تنتقد في موضوع التبول اللاإرادي، وأن يتم إجراء بعض الفحوصات المختبرية خاصة فحص البول، لأن الالتهابات قد تساعد أيضا في التبول اللاإرادي خاصة لدى البنات – ومن الأشياء التي تنصح بها الطفلة هي أن تذهب إلى الحمام قبل النوم لتفرغ مثانتها إفراغا كاملا، ومن المهم جدا أن تجلس في الحمام لوهلة بعد انقطاع البول، لأن كثيرا من الأطفال حين تنتهي وتختفي حرة البول ينهض ولا يكمل بوله، ويجب ألا تتناول مشروبات ومدرات بعد الساعة السادسة مساء، وأن نجعلها أيضا تتعلم كيف تحصر البول في أثناء النهار، حتى تعطي لمثانتها فرصة للتوسع.

تدريب الطفلة على الرياضة خاصة رياضة نط الحبل لتقوية عضلات البطن أيضا تساعد، لكن الحل على المدى الطويل في هذه الطفلة مطلوب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات