السؤال
السلام عليكم ورحمة الله..
أعاني من ضعف النظر منذ الصغر، وعندما كبرت، بدأت ألاحظ أن ضعف النظر لدي مختلف تماما، فأنا لا أرى ليلا ونهارا، ولا أستطيع التركيز في الأشياء الموجودة حولي وبجانبي، فأرتطم بها، وهي بمقربة مني، ولكن لم أعلم بوجودها إلا حين أرتطم بها.
وهناك الكثير من المواقف المحرجة التي تعرضت لها، فأصبحت منطويا كثيرا، ودائما كنت أزور طبيب العيون، ولكنه فقط يقيس لي النظر، ويقوم بإعطائي وصفة لتغيير النظارة.
ومنذ سنة تطورت الحالة، فذهبت لعيادة العيون، فشخص لي الطبيب: بأن حالتي تسمى: اعتلال صبغية العين، وأنها من الممكن أن تؤدي للعمى، وأنه ليس لها علاج.
السؤال هنا:
هل كلام الطبيب صحيح؟ وأن حالتي ليس لها علاج؟
أفيدوني بحالتي، فقد تأزمت حالتي النفسية، فأنا شاب، لدي طموحات كثيرة، ولكني أقف عاجزا على فعل أي شيء، فقد أصبحت حياتي كلها معتمدة على السائق، إذ لا أستطيع أن أقود السيارة، لأنني تعرضت للكثير من الحوادث بسبب حالتي.
أتمنى أن ألاقي عندكم شي يرجع لي الأمل بعد الله سبحانه وتعالى.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فؤاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن مرض الشبكية الصباغي: هو مرض وراثي، يصيب بعض أصباغ الشبكية المسئولة عن الرؤية في الظلام، وهو مرض لا يوجد له علاج حتى الآن, وأعراضه تبدأ بالعشى الليلي (عدم الرؤية في الظلام).
وتقلص مجال الرؤية، حتى يكون الإنسان كأنه يرى من خلال أنبوب، مع ضعف بالأبصار مع تطور الوقت، ومعظم الحالات تصاب بالعمى نتيجة الضمور في العصب البصري.
والعلاج إما أن يكون:
- بالخلايا الجذعية.
- أو الجينات.
فلا يزال الموضوع تحت الأبحاث حتى الآن, ولم يرد أي تقرير عن نجاح مثل هذه العلاجات لالتهاب الشبكية الصباغي, ونأمل في المستقبل - بفضل الله ورحمته - أن يتوصل الباحثون إلى علاج مثل هذه الحالات.
الابن العزيز: هناك المئات من المصابين بهذا المرض، وليس لهم إلا الاتكال على الله، والإيمان بالقضاء والقدر، وإيمانك هو الذي سوف يفرغ عليك صبرا، ويوفقك، وستكمل دراستك.
وأنا شخصيا أعرف شبابا قد أصيبوا بهذا المرض، وأكملوا دراستهم، وأن أحدهم قد أخذ الماجستير في الشريعة، وهو مدرس بالجامعة، وآخر تخرج دكتور صيدلي، وكل هذا بالإيمان بالله، والتوكل عليه، والعزيمة.
فيا أيها - الابن العزيز-: اجعل ذلك نصب عينيك، وبإذنه تعالى سوف يوفقك، وأبعد عن نفسك هذه الأفكار السوداء.
وبالله التوفيق.