السؤال
السلام عليكم
أرجو منكم مساعدتي يا مشايخ الأمة الإسلامية، أختي في الصباح الباكر قبل صلاة الفجر استيقظت وهي تصرخ ومتشنجة كليا، ولا تستطيع الحركة، ولا تعرف أحدا منا في المنزل، وهي نائمة متشنجة وتصرخ ويخرج الدم من فمها، ثم يكلمها أبي ونحن ولا ترد، نقرأ عليها القرآن فلا ترد، ظننا أن روحها تخرج، ثم أخذها أبي وأخواتي إلى المستشفى وهي محمولة، وكانت لا تريد الركوب في السيارة، وإذا أحد كلمها تضربه، وركبناها السيارة بالقوة، ومسكها أبي من جهة وأخي من جهة أخرى وهي تصرخ، وكان أخي الكبير قد شغل القرآن في السيارة، وفي منتصف الطريق إلى المستشفى استيقظت وقالت أين أنا؟ وماذا يجري لي؟ وهي لا تتذكر أي شيء، ونحن لم نخبرها، ولكن مازلنا خائفين جدا عليها، مع أننا عائلة مسلمة ملتزمة بالصلاة والصيام، وأختي هذه هي أكثر واحدة تطيل الصلاة وتسبح.
أرجوكم ساعدوني وأعطوني الحل، وهل يوجد سحر أم لا؟ مع العلم أن عائلة أبي أغلبهم يكنون لنا الكره ويتعاملون مع السحرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Naji حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزيك خيرا، وأن يصرف السوء عن أختك، وأن يعافيها، وأن يرد عنها كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظكم بما يحفظ به عباده الصالحين. كما نسأله تبارك وتعالى أن يعافيها من تلك الحالة التي ألمت بها، وأن يمتعها بالصحة والعافية، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك فإني أحب أن أقول لك بداية ما ذكره الحبيب - صلى الله عليه وسلم – مبشرا أهل البلاء بقوله: (إذا أحب الله قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط) وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: (نحن معاشر الأنبياء أشد الناس بلاء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه، فمن قوي إيمانه اشتد بلاؤه) وبقوله - صلى الله عليه وسلم - : (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).
أنتم ولله الحمد والمنة أسرة محافظة ملتزمة بالصلاة والمحافظة على صيام النوافل والأذكار، وهذه كلها أمور طيبة أحبكم الله تبارك وتعالى فحببكم فيها وأعانكم عليها، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم إنه جواد كريم.
إضافة لهذا الذي أنتم عليه لعل الله تبارك وتعالى شاء أن يكون هناك نوع من الابتلاء الذي ورد بالنسبة لأختك، حتى يزيد الأجر وتعظم المثوبة لكم عند الله سبحانه وتعالى، فإن المبتلى في بدنه مأجور يقينا، وأهله الذين يتعاملون معه وكل من يقدم له أي مساعدة فإنه مما لا شك فيه مأجور - بإذن الله تعالى – لأن هذا البلاء ليس خاصا بصاحبه فقط، وإنما حتى لكل من يتعامل معه.
لنعتبر هذا نوعا من الابتلاء من الله تبارك وتعالى، وعلينا أن نصبر عليه وأن نجتهد في دفع البلاء مع الرضا والتسليم لقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، وأنا حقيقة لا أستبعد أن يكون الذي حدث بالنسبة لأختك نوعا من الاعتداء الجني، سواء أكان ذلك من باب السحر أو من باب المس، فإن الجزم بأن هذا سحر فقط أمر يحتاج إلى أدلة، وهذا أمر ظني يصعب فيه أن يقطع أحد بعلمه أو برأيه لصعوبة هذا الأمر حقيقة.
أختك في حاجة إلى رقية شرعية مكثفة، وهذا الأمر يستطيع أن يقوم به أهلها، بمعنى أن تقوم أنت أو والدك أو إخوانك الصالحين الطيبين من أهل البيت بالقراءة عليها وبكثافة، لأنها تحتاج إلى قراءة مطولة حتى يتم الشفاء عاجلا، مثلا لو جلستم يوما وتناوبتم فيه كل واحد يقرأ قدرا من القرآن الكريم وهي موجودة، أعتقد أنكم تستطيعون أن تحسموا هذه المسألة، وإذا لم يكن لديكم القدرة على ذلك أو الرغبة في ذلك فلا مانع من الاستعانة بأحد الرقاة الشرعيين الذين يحسنون التعامل مع مثل هذه الحالات – وهم كثر ولله الحمد والمنة – فإن بلادكم فيها بفضل الله تعالى الخير الكثير، وستجدون في مساجد أهل السنة من يقوم بذلك، وقطعا إن سألتم سوف تجدون كثيرا من الشباب يتعاملون بالرقية الشرعية ويستعملونها إما بمقابل أو بغير مقابل، دفعا للبلاء عن المسلمين.
الأمر - إن شاء الله تعالى – فيه سعة، وفيه سهولة، وكل المطلوب منكم – حفظكم الله – ألا تركزوا على أن هذا سحر أو مس أو عين أو حسد، وألا تشغلوا بالكم بالذي فعله أو بالذي لم يفعل، لأن هذه كلها أمور غيبية، والجن نفسه قد يكذب، بل بعض الأحايين يكذب ألف كذبة ليوقع بين الأرحام ليقطعها أو بين الأقارب ليفسد علاقتهم، فأنا أرى ألا نركز على هذه المسألة، وإنما ليكن التركيز كله على الرقية وآلية الرقية، وأنتم تستطيعون - إذا لم تجدوا أحدا – أن تدخلوا على الموقع البحث جوجل وتكتبوا كلمة (الرقية الشرعية) ستخرج أمامكم أبواب كثيرة فيها ما تريدون وما تطمحون إليه، وإنا لندعو الله تبارك وتعالى أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء.
كما ذكرت لك - أخي الكريم الفاضل - : إن هذا نوع من الابتلاء، والابتلاء قد يكون أقوى من الإيمان وقد يكون في مستواه وقد يكون أضعف منه، وكذلك الدعاء، فإنكم دعوتكم، وهذا الدعاء رائع، ولكن قد يكون البلاء أشد من الدعاء، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا بقوله: (ما يزال القضاء والدعاء يعتلجان بين السماء والأرض) أي أنها معركة، فقد يكون البلاء أقوى من الدعاء فينزل ولكن مخففا، وقد يكون الدعاء أقوى من البلاء فيرفعه بالكلية، كما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - .
عليكم بارك الله فيك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى بالشفاء، كما أتمنى ضرورة عمل الرقية الشرعية على يد أحد الرقاة المتخصصين، وأبشروا بفرج من الله قريب. هذا وبالله التوفيق.