فترة شهرين لا تعتبر فترة كافية للقول بتأخر الحمل

0 390

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا متزوجة منذ شهرين ونصف، أتمنى أن أحمل بأسرع وقت ممكن، لأحس بشعور الأمومة، لهذا أتمنى أن تساعديني في إيجاد الحل، الدورة منتظمة، وأوقات الدورة لدي (29/8) و (28/9) و (26/10) وبعدها كنت قد حسبت أن تأتي بتاريخ (23/11) لكن نزلت الدورة الشهرية بتاريخ (26/11) وكنت قد توقعت أن سبب التأخر هو الحمل، وأجريت فحص الحمل، لكن للأسف لم يكن حملا، مع أنه كان لدي إفرازات كثيرة وإفرازات مائية، لكن لم يحدث الحمل.

كنت قد ذهبت إلى طبيب في بداية زواجي، لوجود آلام بسبب العلاقة الزوجية، وأخبرني أن السبب هو ميلان في الرحم، ولكن ليس كثيرا، هو ميلان بسيط.

أرجو من الطبيبة أن تخبرني هل الرحم المقلوب يحدث به حمل؟ علما أني الآن لا أشعر بألم مثل قبل أثناء الجماع، وذهبت الشهر الماضي إلى طبيب بسبب الالتهابات، وعمل سونارا وفحصا داخليا، وأخبرني أن كل الأمور طبيعية، ولا توجد أكياس على المبايض، لكن بعدها بأيام نزلت الدورة، وكانت مؤلمة جدا، ونزل معها كتل دم، وكانت غزيرة جدا، وفي هذا الشهر حدث نفس الشيء، ألم أخف قليلا وكتل دم.

أرجو أن تخبريني عن سبب تأخر الدورة مدة (3) أيام، ومتى سيكون موعد الإباضة القادم؟ علما بأن زوجي يرجع إلى البيت كل أسبوع، لهذا أريد الوقت بدقة.

كذلك ما سبب الآلام في الدورة الشهرية ووجود الكتل؟ وكيف أعرف أن هذه الفترة فترة تبويض؟ والدكتور أخبرني أن موعد الإباضة هو (16) من موعد الدورة، لكن لم أقتنع بهذا الموعد، وهل موعد الإباضة يختلف إذا طالت كما حدث لي؟

آسفة على الإطالة، ولكني أضع كل ثقتي بكم، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية سمير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أتفهم لهفتك على الحمل -يا عزيزتي- فمشاعر الأمومة هي مشاعر فطرية تراود كل أنثى, أدعو الله العلي القدير أن تعيشي هذه المشاعر الجميلة عما قريب، وفي البدء أحب أن أقول لك بأن مدة شهرين تعتبر مدة قصيرة جدا, حتى في حال كان الزوجان يعيشان معا, فما بالك وأنت لا تلتقين مع زوجك إلا في نهاية كل أسبوع فقط !!

إن نسبة حدوث الحمل في كل شهر عند زوجين يمارسان حياة زوجية منتظمة هي تقريبا (15%-20%) كل شهر, ولكنها نسبة تراكمية تزداد مع مرور الوقت, فتصبح تقريبا من (60%) بعد مرور ستة أشهر, وتقريبا (85%) بعد مرور سنة كاملة، لكن إن كان الزوجان لا يمارسان العلاقة الزوجية بانتظام طوال الشهر, فإن هذا يعني بأن تلك النسب ستنخفض حتما, ليس بسبب وجود مشكلة في أي منهما -لا قدر الله- لكن لأن تواتر الجماع ومصادفته لأيام الخصوبة ستنخفض، وبالطبع .. قد يحدث الحمل بسرعة ومن أول شهر, رغم عدم كون الزوجين معا طوال الشهر, لكن هذه ليست هي القاعدة, بل هي الاستثناء.

إذن يا عزيزتي: إن كنت متلهفة جدا على الحمل, وغير قادرة على الانتظار, فيجب أن يكون زوجك متواجدا معك لفترات أطول, للاستفادة من الفرصة كاملة في كل شهر، وأعرف بأن ظروفكما قد لا تسمح بهذا, فالبديل هو الصبر لبعض الوقت لزيادة الفرصة.

أما بالنسبة للدورة الشهرية: فقد يكون سبب تأخرها لمدة ثلاث أيام هو القلق والتوتر, فمعروف بأن مثل هذه المشاعر السلبية تؤثر على الغدد التي في الدماغ, والتي تنظم عمل المبيض, مما يؤدي إلى تغير في طول وكمية الدورة أحيانا، وعلى كل حال فتأخر الدورة لمدة (3) أيام فقط, لا يدل على وجود مشكلة, ويندرج تحت الطبيعي, وهو يدل فقط على أن البويضة قد احتاجت لمدة أطول حتى تنضج, وهذا أمر طبيعي جدا, ولا يستدعي القلق, وهو نفس السبب الذي أدى إلى نزول كتل من الدم مع حدوث الألم في الدورة, لأنه كلما طالت فترة تطور البويضة, كلما زادت كمية الهرمون المفرز منها, والذي سيسبب ثخانة في بطانة الرحم.

بالنسبة لموعد الاباضة: فكلام الطبيب صحيح, أي سيتأخر يوم الإباضة (3) أيام عن الدورة السابقة، ولحساب موعد الإباضة, فإنه يتم دوما طرح (14) يوما من الموعد المتوقع نزول الدورة القادمة فيه, لذلك فإن التأخير في نزول الدورة يعني بأن الإباضة قد تأخرت، وبالطبع قد تعود دورتك منتظمة كما كانت, أو قد تتأخر لبضعة أيام قليلة, ولا يمكن التنبؤ بذلك.

من التواريخ التي ذكرتها في رسالتك فإن طول الدورة عندك يتراوح بين (29) إلى (31) يوما، ولأن حساب موعد التبويض يكون بناء على توقع موعد نزول الدورة القادمة, والذي لا نعرف متى سيكون بدقة, فإنه يجب أن نفترض كل الاحتمالات, ونحسب بناء على أن الدورة قد تأتي بعد (29) يوما، أو بعد (31) يوما, فبذلك لا نضيع أي فترة محتملة من فترات الخصوبة, مهما كان طول الدورة، وبالحساب بهذه الطريقة, فإن فترة الإخصاب عندك ستكون بين يومي (11) و (20) من كل دورة, ويجب أن يتم الجماع خلال هذه الفترة بتواتر كل (36-48) ساعة, وذلك لإعطاء أكبر فرصة لحدوث الحمل -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله عز وجل أن يرزقك قريبا بما تقر به عينك، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات