أنا دائماً حزينة، فهل أحتاج لطبيب نفسي؟!

0 709

السؤال

السلام عليكم.

أتمنى إفادتي فيما أشعر به، هل أحتاج لطبيب نفسي أم لا؟

أنا فتاة أبلغ من العمر 21سنة، طالبة جامعية، أشعر بالحزن دائما في كل وقت، أحب كل شيء حزين، لا أعلم لماذا، حاولت كثيرا التخلص من هذا الحال، ولكن لا أستطيع، أفضل الصورة الحزينة، والشعر الحزين، أي شيء فيه حزن، أحب العزلة كثيرا، لا أحب الخروج من المنزل كثيرا، يأتيني خمول فظيع، وأحمل هم الدنيا عندما أسمع أننا سنذهب إلى مناسبة زواج أو أي مناسبة، أحب الوحدة والعزلة والهدوء، لا أشعر بارتياح، أشعر بالضيق دائما، ودائمة البكاء، لا أعلم كيف أشرح ما أنا به، ولكن أتمنى أن أكون قد شرحت لكم ما أشعر به، أتمنى الإفادة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دنيا الحزن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فحتى سنين قليلة لم يكن الاكتئاب معروفا وسط الشباب بصفة عامة، كان قليل الحدوث جدا، ولكن في السنوات الأخيرة نلاحظ أن حالات الاكتئاب قد كثرت وسط الشباب، والاكتئاب قد لا يأتي بصورته الإكلينيكية المعروفة من شعور بالكرب والحزن والسوداوية، واضطراب في النوم، وقلة الشهية، وافتقار الفعالية الكاملة، قد يأتي في صورة مختلفة بالنسبة للشباب واليافعين، منها فقدان الرغبة في القيام بما هو إيجابي، التكاسل، ضعف الهمة، وآلام جسدية، وغيرها.

أيتها الفاضلة الكريمة: الذي أراه أنك تعانين من درجة اكتئابية بسيطة، ربما يكون البناء النفسي لشخصيتك قد لعب دورا في ذلك، ميولك لما هو حزين قد يشير إلى أن لديك شيئا من الشاعرية؛ لأن الشعور قد استحضر ذلك، أو ربما تكون هي مجردة مصادفة توافقية لحالة المزاج العامة لديك، فأرى أن حالتك بسيطة، ولكن بالفعل يستدعي الأمر أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، هذا أمر جيد منك.

من جانبي أؤكد لك أن الطب النفسي أصبح من العلوم الراقية والمتقدمة جدا، وكل ما يثار حوله فيما مضى من وصمة اجتماعية وأنه حظيرة للمجانين، هذا الكلام ليس بصحيح، أنت تحتاجين فقط للقاء أو لقائين، وسوف يساندك الطبيب بالإرشاد اللازم، وقد يصف لك دواء لمدة قصيرة، وربما تحتاجين لبعض الفحوصات الطبية والمتعلقة بمستوى قياس الدم والمستويات الهرمونية، خاصة الغدة الدرقية، وكذلك فيتامين (د) وفيتامين (ب 12)، فإذن على بركة الله، اذهبي وقابلي الطبيب، -وإن شاء الله- سوف تجدين منه النصح التام، وحالتك بسيطة جدا فيما أراه.

كوني تفكيرا جديدا عن السعادة والفرح، حتى لو كان مزاجك يستدعي الحزن، وعليك بإدارة الوقت بصورة جيدة، وانظري للمستقبل بأمل ورجاء، ولا تطاوعي مشاعرك، وإنما احكمي على نفسك بأفعالك وأعمالك الإيجابية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات