كيف أتخلص من انطوائيتي؟ وهل سيفيدني البروزاك؟

0 427

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 24 سنة، خاطب ومقبل على الزواج -إن شاء الله- قريبا، أواجه ضغوطات نفسية ومادية كثيرة في الوقت الحالي، وخصوصا أن وضعي المادي "على قدي" وهذا الشيء صنع مني شخصا نكدا دائما، مكتئبا لا أطيق التحدث لأحد، مشاكل مع خطيبتي، قبل هذه الفترة، أو قبل أن أخطب، أنا أصلا بطبعي مزاجي وحساس جدا، كلمة واحدة يمكن أن تعكر مزاجي لآخر اليوم، يوم مبتسما، ويوم منكدا، وأمر بحالات اكتئاب كثيرا، أحب أن أجلس مع نفسي دائما، أجلس بغرفتي ولا أطيق الجلوس مع العائلة، حتى في يوم الإجازة، أخاف من التجمعات التي يوجد بها أشخاص كثر، أشعر بضيق، أو الخوف في المعدة والصدر من مواقف كثيرة لا تحتاج للخوف والقلق، عندي شعور دائما أن شيئا ما سيحصل.

أخجل كثيرا، لا أستطيع التحدث أو الجلوس مع شخص طويلا، حيث أشعر بعدم الارتياح، ولا أستطيع الكلام كثيرا وأتضجر سريعا، صامت أو "ساكت" لا أتحدث كثيرا، وكل الناس ينتقدونني، وهذا الشيء يزعجني، أنا حقا أريد التحدث مع الناس كثيرا، لكن لا أعرف حتى فتح المواضيع، عصبي و"خلقي ضيق" شكاك! أشك كثيرا في خطيبتي، وكل الأشخاص تقريبا، أقلق كثيرا، وأتردد كثيرا لدرجة أني لا أستطيع اتخاذ القرارات.

أفكر كثيرا، وأحلم كثيرا وفي عملي دائما صامت، وأعمل لوحدي على الكمبيوتر، ولا أتحدث لأحد، ينزعجون مني ويطلبون مني الخروج معهم لكني لا أقبل، فعلا لا أشعر بالارتياح إلا مع أصدقائي المقربين جدا، وهم اثنين، وخطيبتي تطلب مني دائما الخروج، أو مع أقارب أو مع أشخاص، ودائما أرفض.

قرأت كثيرا عن حالات شبيهة في حالتي على موقعكم، وسمعت عن البروزاك، وأنا أستعمله منذ ثلاثة أيام، لكني قلق وقررت الاستشارة أولا: ما هي حالتي؟ وهل أعاني من مرض نفسي؟ وهل البروزاك مفيد لحالتي؟ وهل أستمر عليه؟ وما هي المدة؟ وكم الجرعات؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبع:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

من الواضح أنك تحمل صفات سمات شخصية تتسم بوجود القلق العام، تولد من سمات ومكونات الشخصية حالة نفسية تتمثل أيضا في وجود القلق والميول للانعزال، وعدم حب المواجهات، وهذا قد يكون درجة بسيطة من الخوف الاجتماعي، وربما يكون لديك درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي، وهذا نسميه بقلق المخاوف والاكتئاب من الدرجة البسيطة.

موضوع الشكوك هذه لا أعتقد أنها جزئية مرضية أساسية، إنما هي علة جزئية ناتجة من انعزاليتك وانطوائتيك، القلق والمخاوف والاكتئاب البسيط الذي يسيطر عليك، لابد أن تكون شخصا فعالا، ولابد أن تكون متفائلا ولا تعطي فرصة للفراغ لتسيطر عليك، فالحياة فيها الكثير والكثير، والذي يجب على الإنسان أن يقوم به، في محيط العمل الفعالية مهمة جدا، والتفاعل والأخذ والعطاء، بناء علاقات من خلال أخذ المبادرات، هذا يا أخي الكريم لابد أن تحتم عليه، أن تخرج مع أصدقائك، وأن تمارس الرياضة، الحرص على الصلوات في الجماعة يتيح للإنسان فرصة للتعرف الطيب، ومن ثم تبني الصداقات، وهذا يا أخي من أفضل أنواع النسيج الاجتماعي.

بالنسبة للدواء: البروزاك يعتبر دواء جيدا لعلاج حالات القلق الاكتئابي، والآن هنالك تقارير تشير حتى بالنسبة لقلق المخاوف يعتبر دواء جيدا، البروزاك يعاب عليه فقط في الأيام الأولى هو نفسه ربما يزيد من درجة القلق البسيطة، لكن هذه -إن شاء الله- لا تحدث إلا نادرا وليس ذات أهمية حقيقة، إذن استمر على البروزاك تناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميا بعد الأكل، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة واجعلها كبسولتين في اليوم واستمر عليها لمدة شهرين، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وكعلاج مدعم مساعد لإزالة القلق يمكن أن تضيف عقار فلونكسول، والذي يعرف باسم فلوبتكسول، هو دواء جيد وغير إدماني، تناوله بجرعة صغيرة وهي حبة واحدة، وقوة الحبة نصف مليجرام، تناوله يوميا في الصباح ثم توقف عنه، واستمر على البروزاك حسب التوجيهات والجرعة التي أوضحتها لك.

وللفائدة راجع علاج الانطوائية والعزلة سلوكيا: (265122 - 272718).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات