هل أتزوج من شاب أعرف أنه عقيم؟

0 632

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة بعمر 19 سنة, مشكلتي تكمن في شاب عمره 24, طلب الزواج مني, وصارحني بأنه يعاني من مشكلة العقم, وأنا أؤمن بالله, وأعرف بأن الله يرزق الأولاد لمن يشاء.

بصراحة كل صفات الإنسان المسلم مجتمعة فيه, والمشكلة أن أمه ترفض زواجي به, ولا أعرف السبب, نحن في حيرة من أمرنا.

أرجو أن ترشدونا جزاكم الله خيرا, هل أتزوج به بالرغم من أنه لا يولد له؟ أم ماذا أفعل؟

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب, ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

لقد أصبت في اعتقادك هذا أيتها الكريمة بأن الله تعالى يرزق من يشاء فيعطي الأولاد لمن يشاء، ويمنع سبحانه وتعالى من يشاء، ولكن لشأن التزوج بهذا الشاب فإننا نبذل لك النصح الذي نرى أنه نافعك -بإذن الله تعالى– ونتمنى أن تقابليه بالأخذ بالجد والعمل به، أول هذه النصائح أيتها البنت العزيزة:

أن تعرفي جيدا بأن رزق الله سبحانه وتعالى وخيره لا ينال إلا بطاعته، وأن معصية الله سبحانه وتعالى سبب أكيد للحرمان من الأرزاق، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) وقد قال الله جل شأنه في كتابه الكريم: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} فاحرصي كل الحرص على بناء حياتك على تقوى من الله ورضوان، واعلمي جيدا أن مخالفة أمر الله تعالى في أي أمر من الأمور لن يجلب لك خيرا، بل سيكون سببا لحرمانك من أرزاق كثيرة.

على هذا فاحرصي -بارك الله فيك- على ضبط علاقتك بهذا الشاب بالضوابط الشرعية، فهو أجنبي عنك، ومن ثم لا يجوز لك أن تتحدثي إليه إلا إذا دعت الحاجة لكلام لا خضوع فيه ولا لين، وإذا كان جادا في خطبتك فليتقدم لأهلك ويطلبك منهم، وإذا كان الأمر بخلاف ذلك فاحذري حبائل الشيطان، واحذري استدراجه واستدراج أوليائه للفتاة المؤمنة المسلمة، فإنهم ينصبون لها الشباك، فإذا وقعت فريسة سهلة فيه رميت بعد ذلك في بحار الأحزان والمآسي تتجرع الويلات وحدها.

إذا تقدم لك هذا الشاب, وأقنع أمه بالزواج منك؛ فإننا ننصحك بعد ذلك بأن تستشيري الأطباء المتمكنين من معرفة مدى جدوى إنجاب هذا الشخص من عدمه، فإذا رأيت أنه لا يعاني من شيء يستحيل معه الإنجاب فإن زواجك به إذا كنت راغبة فيه أمر يرجى من ورائه -إن شاء الله تعالى– تحقيق ما تتمنين وترجين، وإذا كان الأمر بخلاف ذلك, وكان الرجل يعاني من سبب يمنعه من الإنجاب بالكلية، فإنا لا ننصحك بالزواج منه، لا سيما إذا كانت لديك فرص أخرى للزواج، فإن من مقاصد الزواج العظيمة تحصيل الذرية لما رتب الله تبارك وتعالى عليها من المنافع في الدنيا والآخرة.

أما أمه فإنه ينبغي له هو أن يحاول إقناعها ويسترضيها، فإذا أصرت على أنه لا يتزوج من فتاة معينة فإن كثيرا من العلماء يرى أن عليه أن يطيعها، وكوني على ثقة أيتها الكريمة أن ما يقدره الله تعالى لك ويختاره لك خير مما تختارينه أنت لنفسك، فثقي في اختيار الله, ولو كان اختياره على خلاف ما تحبين وترغبين، فقد قال سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم, وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم, والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

نصيحتنا لك أيتها الكريمة أن تحسني علاقتك بالله تعالى، وتحسني ظنك فيه، فاشغلي نفسك بما يرضيه، وأكثري من دعائه وسؤاله سبحانه وتعالى أن يرزقك الرزق الحسن، وأن يقر عينك بالزوج الصالح والذرية الطيبة، وظني بالله تعالى خيرا، فإنه سيعطيك ما تتمنين.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات