أشكو من آلام البطن عند القلق، فما العلاقة أفيدوني

0 231

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب في المدرسة الإعدادية، أشعر مؤخرا أن بطني يؤلمني، ذهبت إلى الطبيب فقلت له إن بطني يؤلمني،, فحصني وقال لي: إنك لست بمريض، فقلت له: إذا لماذا أشعر بالألم؟ فقال لي: ربما أنك تشعر بقلق لا أكثر!

عندما أذهب إلى المدرسة، أو عندما أخرج من البيت أشعر بقلق، وعندما أشعر بالقلق يؤلمني بطني، وأصبحت أتغيب عن المدرسة كل يوم، ولا أخرج من البيت أبدا.

أرجو أن تقولوا لي الحل لهذه المشكلة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ اسحاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا.

يبدو من سؤالك أنك عانيت من نوبة الهلع أو الذعر مع الأعراض التي وردت في سؤالك، ومن ثم تبع هذا حالة من التجنب، تجنب الخروج من البيت والاحتكاك بالآخرين.

ومن الضروري أن نعلم أنه يكثر بين الناس الانطواء والخجل الاجتماعي، مما يمكن أن ينتج عنه قلة التواصل وقلة الصداقات.

إن ما وصفت في سؤالك حالة نفسية نسميها عادة "الرهاب الاجتماعي"، وهي حالة قد تبدأ فجأة، وأحيانا من دون مقدمات أو مؤشرات، عندما يشعر الشخص بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصة أمام الجمع من الناس وفي بعض المناسبات، أو عندما يخرج من البيت، وقد يشعر باحمرار الوجه وتسرع ضربات القلب.

وقد يترافق هذا الخوف أو الارتباك ببعض الأعراض العضوية، كالتعرق والإحساس وكأنه سيغمى عليه، أو أن الناس ينظرون إليه، وقد يحاول الشخص بالإسراع للخروج من المكان الذي هو فيه من أجل أن يتنفس لأنه قد يشعر بضيق التنفس وكأنه سيختنق، ومجموعة هذه الأعراض قد نسميها نوبة الذعر أو الهلع، وقد يوجد الرهاب الاجتماعي مع أو من دون نوبات الهلع.

وفي معظم الحالات ينمو الشخص ويتجاوز هذه الحالة، وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة، وبحيث لا يعود في حيرة من أمره، وهو لا يدري ما يجري معه, فهذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.

ويعينك كثيرا التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، وأن تحاول أن لا تتجنب الأماكن الخاصة التي تشعر فيها بهذا الارتباك كالخروج من البيت، لأن هذا التجنب قد يزيد الأعراض ولا ينقصها، بل على العكس، والنصيحة الأفضل أن تقتحم مثل هذه التجمعات المجتمعية، ورويدا رويدا ستلاحظ أنك بدأت بالتأقلم والتكيف مع هذه الظروف الاجتماعية.

وإذا استمرت الحالة أكثر ولم تستطع السيطرة عليها، فيمكنك مراجعة الطبيب النفسي الذي يمكن بالإضافة للعلاج المعرفي السلوكي، والذي يقوم على ما سبق ذكره، يمكن أن يصف لك أحد الأدوية التي يمكن أن تخفف وتعين، وإن كان العلاج الأساسي يقوم على العلاج السلوكي المعرفي.

أعانك الله على تجاوز هذه المرحلة التي أنت فيها، وأن تتقدم خطوات على طريق الخروج من البيت والاختلاط بالناس.

مواد ذات صلة

الاستشارات