هل ثمة ضرر من العودة إلى السيروكسات بعد أن تركته؟

0 485

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 19 عاما, ذهبت إلى طبيب الأعصاب لما عانيته -على مدى شهور ماضية- من الاكتئاب والقلق الشديد.

وقد وصف لي دواء سيروكسات 20mg 30 حبة, حبة في كل يوم, مع عمل صورة طبقية للدماغ, تناولت السيروكسات لمدة شهر تقريبا, وقد تحسنت عليه بشكل جيد, وتوقفت عنه بتخفيض الحبة إلى النصف لمدة أربعة أيام متواصلة, وبعد 10 أيام من توقفي عنه عملت الصورة الطبقية, ولم يكن هناك شيء -ولله الحمد.

وصف لي الطبيب مرة أخرى دواء السيروكسات 20mg لمدة شهر, أيضا حبة يوميا, بدأت أتناوله بجرعة عشرين مليجراما, فهل يكون هناك مشكلة من العودة للدواء بعد 10 أيام من التوقف عنه؟ ومن البدء بتناوله بجرعة عشرين ملجراما؟

وفي ذات السياق سمعت قبل مدة أن هناك دراسة تقول إن أدوية الاكتئاب قد تسبب نزيفا في المخ, فما قولكم على ذلك؟ وهل ما تناولته من الدواء لمدة شهر, وسوف أتناوله لمدة شهر أيضا سيسبب لي ضررا (كالنزيف مثلا)على الدماغ أو غيره؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أنت بعد أن عانيت من الاكتئاب الشديد، ذهبت إلى الطبيب, فوصف لك الطبيب أحد الأدوية الممتازة, وهو عقار زيروكسات, وكان من المفترض أن تتفق مع طبيبك على الخطة العلاجية كاملة, وهذه تشمل على جرعة الدواء, ووقت تناوله, والزمن المطلوب للعلاج.

أنت الآن بدأت الزيروكسات مرة أخرى, وإن شاء الله تعالى لن تواجهك أي مشكلة، جرعة الحبة (20) مليجراما يوميا هي جرعة صحيحة جدا، نحن حين ننصح في البداية بنصف حبة هذا فقط من أجل الحوطة الزائدة؛ لأن الزيروكسات في بعض الأحيان قد يؤدي إلى عسر بسيط في الهضم لدى بعض الناس.

فأقول لك هذه جرعة طيبة, وجرعة ممتازة, لكن في هذه المرة يجب أن يكون هنالك التزام شديد من جانبك بأن لا تتوقف, أو تقطع الدواء من تلقاء نفسك, ويجب أن يكون ذلك بعد التشاور مع الطبيب.

بدور التحسن بعد بداية العلاج هو أمر ممتاز, لكنه لا يعني نهاية الأمر, فالاكتئاب مرض خادع جدا, قد يخمل, ولكنه يبني, ومتى ما يجد الفرصة يظهر مرة أخرى, وهذا ينطبق على الذين لم يكملوا العلاج, وهذه صورة صحيحة, فأنا أنصحك من جانبي في هذه المرة أن تكون أكثر حرصا.

إن شاء الله تعالى لن تكون هنالك أي آثار سلبية، أقل مدة لتناول الدواء من وجهة نظري هي ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، في حالتك مثلا أن تستمر على جرعة حبة يوميا لمدة أربعة أشهر ونصف, ثم تجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر, ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر, ثم تتوقف عن تناول الدواء, هذا المنهج التدريبي للتعامل مع الزيروكسات هو منهج علمي, وصحيح, ومعتمد من كل الجهات العلمية التي تهتم بتخصص الطب النفسي.

أريد أن أضيف أيضا -وأنت في هذا السن الجميلة- استفد من طاقاتك النفسية, والجسدية, ولا تجعل للاكتئاب طريقا ووسيلة ليخدعك بها, ويتملك أمرك, أخرج نفسك من قبضته وذلك من خلال تناول الدواء, كما ذكرنا، وأن تكون متفائلا مع إيجاد تنظيم الوقت وإدارته بصورة جيدة وصحيحة.

وعليك بالتواصل الاجتماعي وبر الوالدين، وعمل الخيرات، هذا يفيدك كثيرا.
أما بخصوص موضوع الزيروكسات, وأنه يسبب النزيف فهذا الكلام ليس صحيحا أبدا، كانت هنالك تقارير تقول إن المرضى من كبار السن ربما تحدث لهم جلطات دماغية حين تناولهم لبعض الأدوية النفسية, خاصة الأدوية المضادة للذهان, وبعض مضادات الاكتئاب, وهذا الكلام اتضح أنه واه جدا, وبصورة قطيعة لا يحدث أبدا لصغار السن.

أرجو أن تطمئن اطمئنانا كاملا, وتستفيد من هذا الدواء لأقصى درجة، وأسأل الله أن ينفعك به.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا, ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات