السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عاما، تقدم لخطبتي شاب يكبرني بـ 4 سنوات، بقي على تخرجه من الطب سنتان، بعد السؤال عنه لم نسمع إلا خيرا، والداي يقنعاني، من أسباب رفضي غير صغر سني وصغر سنه، أنه بلا مستقبل! بلا وظيفة، حجة أهلي سيتخرج ليكون دكتورا، وخلال دراسته والده سيتكفل بالمصاريف، لا أدري هل هم أعلم مني، أم أني على صواب؟ وإن يكن يدرس الطب فليست المستشفيات تنتظر تخرجه، كيف أرتبط بشخص لم يضمن مستقبله بعد، وحتى وإن كان ممن نرضى دينه وخلقه، وكون والده ثريا لا يبرر ذلك، هل كل ما احتجت شيئا ذهب لوالده؟!
أرشدوني جزاكم الله خيرا، إن كنت على صواب، وأنيروا دربي إن كنت مخطئة، وإن كان ظني صحيحا فكيف أقنع أهلي ومبدؤهم (البكر تجبر)؟ فرج الله عنكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noooor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به. وحقيقة نحن نتمنى أن تستجيبي لرغبة الوالدين، خاصة وقد جاء صاحب الدين وصاحب الخلق وصاحب الأسرة الطيبة وصاحب الشهادات أيضا الطيبة، ونحن في البداية والنهاية ننظر إلى الدين، (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، (دينه وأمانته فزوجوه) هكذا يوجه النبي - عليه الصلاة والسلام – وإذا كان رفضك لهذا السبب فإننا ننصحك بالقبول، وعدم تفويت هذه الفرصة، لأن الشاب المناسب التي ترضاه الأسرة، يرضى به الأب، ترضى به الأم، يرضى به الجميع، هذا عملة أندر من النادر، ونعتقد أنك وفقت جدا في أن يأتي صاحب دين وصاحب خلق من أسرة طيبة، له - إن شاء الله تعالى – مستقبل مشرق، يرضاه الوالد وترضاه الوالدة.
إذن نحن ننصحك بأن تستجيبي لرغبتهم، ويمكن أن تبدئي هذه العلاقة وتطلبي منه أن يكون الزواج في الوقت المناسب، ولا أعتقد أنك صغيرة أو أنه صغير، فهذا هو السن المناسب جدا للزواج، وإذا كان والده رضي بزواجه وجاء وتكلم بلسانه وقدمه، فإن هذا من الأمور الطبيعية، أن يجد الإنسان معاونة من أسرته ومن أهله، ولا حرج في هذا طالما كان الوالد غنيا، بل نحن ندعو كل والد غني أن يساعد أبناءه في الزواج، وأن يساعد بناته بأن يخفف مهرهن ويقوم بتكاليف الزواج، حتى يسعد الأبناء وتسعد البنات.
وأرجو أن تعلمي أننا معشر الآباء والأمهات دائما نحب أن نرى أحفادنا، ونحب أن نرى أولاد أولادنا، مهما كلفنا ذلك، لأن هذا امتداد لعمر الإنسان وامتداد - إن شاء الله تعالى – لعمله الصالح، ولذلك أرجو أن تتأكدي أن هذه المشاعر من الوالدين، وأنهم سيكونون سعيدين جدا، وأن الإنسان يكون موفقا إذا نال زيجة بهذه المواصفات.
وأرجو أن تعلمي أن الوالد والوالدة هما أحرص الناس على مصلحتك، وهم أعرف الناس بمصلحتك، ولا أظنهم بحاجة إلى أن يجبروك، فأنت عاقلة ولله الحمد، لكن كونهم يجبرون الفتاة والبكر تجبر إلى غير ذلك، معنى ذلك أن عندهم راجحة، فإنه يندر في هذا الزمان أن نجد صاحب شهادة وصاحب خلق وصاحب دين وصاحب مال وأسرة مستقرة، هذه عملة أندر من النادر، فلا تفوتي هذه الفرصة، واعلمي أن الآباء أعلم بالرجال، فالرجال أعلم بالرجال، وأن الأم أيضا حنكتها وخاضت تجارب الحياة بحنكتها، فهي تعلم وجوه المصلحة.
فإذا كنت تجدين في نفسك ميلا إلى الشاب، مقبولا بالنسبة لك، ليس هناك مانع إلا السبب المذكور، فنحن ننصحك بعدم الرفض، بل بالاستعجال في إعطاء الموافقة لأسرتك، حتى تمضي المسيرة قبل أن يضيع هذا الشاب وتضيع هذه الفرصة.
أما إذا كان لك أسباب أخرى غير المذكورة، فنتمنى أن تذكريها حتى نبين لك، وأعتقد أن ما رضيه الأب ورضيته الأم ورضيت أنت أيضا – كما هو واضح – فرصة ينبغي ألا تفوت، وإذا كان هناك أسباب أخرى فعلينا أن نناقشها على علم ووعي، وسوف نرحب باستشارتك في أي وقت إذا كانت هناك أمور أخرى وأسباب للرفض، أما إذا كان الرفض هو أنك صغيرة وأنه صغير وأنه إلى الآن، لم يشتغل، لم يعمل، وأن الوظيفة غير مضمونة، نحن ما كلفنا بهذا، لأن الله تكفل بأرزاقنا، وواهم من ظن أن الوظيفة هي التي تأتي بالرزق، فكم من موظف لا رزق له، وكم من إنسان يعمل لعشرين بل ثلاثين سنة وهو ضيق اليد، فالأرزاق بيد الله تبارك وتعالى، والمرأة تأتي برزقها، والرجل يأتي برزقه، والله في أمر الزواج قال: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} وكان السلف يقولون: (التمسوا الغنى في النكاح) فلا تجعلي هذا سببا، ولا تلتفتي إلى ما يقوله الناس في هذا الزمان بكل أسف (أين العمل؟ أين الوظيفة؟ أين الراتب؟ أين كذا) فالحمد لله طالما جاءت أسرته وأسرته غنية، وتقدموا لطلب يدك، وأسرتك موافقة، نحن نعتقد أن عناصر الخير اجتمعت لك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.