السؤال
السلام عليكم.
من صغري أنزعج من الأصوات، منها يكون مكررا ومنها مقرفا، ومنها مزعجا، ولكن أصبحت هذه الحالة لا تطاق بالنسبة لي حتى بدأت أكره وأتضايق من الأشخاص أنفسهم الذين يصدرون الأصوات، حتى ولو كانوا أهلي، وأشعر بأنهم يصدرونها بقصد رغم عدم قصدهم!
ستسألون ما هي الأصوات وأقول لك تكة الساعة، صوت تجشؤ الآخرين، صوت (البسبسة) أثناء الصلاة والقراءة، صوت شخير، وصوت مضغ الطعام!
الحالة تفاقمت عندي إلى درجة أني أذهب إلى غرفتي وأتمنى الطرش لكي أرتاح من الأصوات وأنفجر بالبكاء.
أنا أعيش في بيت أهلي، وبالتأكيد لا أستطيع أن أقول لأي شخص كف عن إصدار هذا الصوت، أعرف بأن السبب مني وليس كله منهم، في هذه الفترة بدأت أبحث عن علاج لنفسي، وبالتمارين للاسترخاء والتخلص من التفكير السلبي، وأحاول تطبيقها وبحثت عن أدوية واستعملت منها deanxit مع تخوفي بأن تضرني، ولكن أقول عسى أن أرتاح لأني أحيانا أيضا أصبح عصبية على طفلي البالغ من العمر سنة و4 أشهر عند انزعاجي من صوت ما.
أرجو أن أرتاح من هذه الحالة، وماذا يسمى هذا الذي عندي هل هو وساوس أم ماذا؟ وهل هذا الدواء مفيد؟ وقد بحثت عن دواء اسمه سيبرالكس، ولكن لم أجده، يقال بأنه مفيد لعلاج القلق أيضا فانصحوني.
لا أستطيع مراجعة طبيب، فلا يوجد ما يسمى بطبيب نفسي في محافظتي! فأرجو منكم أن تدلوني على الصواب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يحيى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
هنالك ظواهر وعادات اجتماعية هي في الأصل غير مقبولة، لكن حساسية بعض الناس حيالها ربما تكون أشد مما جعلهم يستقبلونها بشيء من الامتعاض الشديد، في حالتك كل ما ذكرته حقيقة مزعج، هذه الظواهر وهذه الأصوات التي تصدر هي بالفعل مزعجة، لكن أعتقد فعلا أن حساسيتك حيالها مع وجود شيء من الوسوسة هو الذي يجعلك تحسين بهذا الانزعاج بصورة مجسمة.
اسعي أن تكوني متوائمة مع محيطك، ونحن دائما نذكر بأن الإنسان يجب أن يقبل الناس كما هم لا كما يريد، وأعتقد أنه سوف يكون من الجميل لك أن تقومي بإجراء بحث أو دراسة في كل العادات الاجتماعية الغير مقبولة، وهذا سوف يجعلك قريبة من هذه المادة أكثر.
الإنسان حين يتقرب إلى الشيء يقبله، من وجهة نظري البحث في هذا الموضوع من جانبك سوف يكون له فائدة عظيمة عليك، ويجعلك تتجاهلينه أكثر، وكما ذكرت لأحد الإخوة في أحد الاستشارات الشعوب جميعا لديها طقوس وعادات اجتماعية، وهنالك ما هو مقبول وهنالك ما هو مرفوض، مثلا الإنجليز يحس الواحد منهم بالامتعاض الشديد إذا أدخلت أصبعك في أنفك أو إذا أعطيته ظهرك يعتبرها أمورا محقرة وإهانة وتدل على عدم التحضر، لكن بالرغم من ذلك لا أحد يتحدث صراحة وعلانية بهذه المواضيع.
أعتقد أن تناولك لعلاج بسيط مضاد للوساوس ربما يساعدك، وأعتقد أن عقار فافرين والذي يسمى فلوفكسمين سوف يكون جيدا ومفيدا لك، والجرعة المطلوبة هي (50) مليجرام، تناوليها ليلا بعد الأكل استمري عليها لمدة شهر ثم اجعليها (100) مليجرام ليلا لمدة شهرين ثم خفضيها إلى (50) مليجرام ليلا لمدة شهر ثم توقفي عن تناول الدواء، وإذا لم تتحصلي على الفافرين أعتقد أن عقار انفرانيل Anafranil والاسم العلمي هوكلومبرامين Clomipramine سوف يكون مفيدا وجيدا، والجرعة هي (25) مليجرام ليلا بعد الأكل، لمدة ثلاثة أشهر ثم توقفي عن تناولها.
الأنفرانيل ربما يسبب جفافا بسيطا في الفم في الأيام الأولى للعلاج، والدواء الثالث هو البروزاك والذي يعرف باسم فلوكستين دواء معروف ومشهور لعلاج الوسوسة والقلق، والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر ثم يتم التوقف عنه، هذه كلها أدوية بسيطة وجميلة وفاعلة.
وبالنسبة للديناكسيد لا مانع من تناوله بمعدل حبة واحدة صباح يوميا لمدة أسبوعين، لكن اجعلي أحد الأدوية الثلاثة التي ذكرتها لك كعلاج رئيسي، تمارين الاسترخاء لاشك أنها جيدة ومفيدة وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) أرجو الاطلاع عليها، وأسأل الله أن تجدي الفائدة فيها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق والسداد.