بدأت أمل من حياتي الزوجية

0 430

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ 6 شهور، مشكلتي مع زوجي بسبب انشغاله عني، عمله طويل جدا، من الصباح إلى المغرب ، ووقت البريك لا يأتيني ، وعندما يأتي من دوامه يتغدى وينام، أو يروح عند أهله ، أو ينشغل بالتلفاز أو الجوال ، عندي وقت فراغ كبير، وعن جد أخاف أخون زوجي ؛ لأني أريد اهتماما، أريد أحدا يحكي معي ، تفاهمت معه كثيرا بدون فائدة ، أقول له المرأة تريد كلاما حلوا، يقول هذا كلام فاضي، أقول له أريد اهتماما، على الأقل تجلس معي، يقول أنت دلوعة، أقول له سأتوظف كي لا أنشغل لأني أخاف من أوقات الفراغ ، يقول لي لا، حتى عند أهلي لا يوصلني كثيرا، بدأت أمل ونفسيتي تعبت من الوحدة، انصحوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت/ آلاء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد، وأن يعين هذا الزوج وأن يعينك على التفاهم، وأعتقد أنكم في البداية، وستة أشهر غير كافية للتعرف على بعضكم ولكن ينبغي للرجل أن يعطي الزوجة حقها وحظها من الاهتمام، وأن يجلس معها وأن يستمع إلى كلامها، وكان يفعل ذلك القدوة والأسوة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جلس يستمع إلى لأمنا عائشة رضي الله عنها وكانت تتحدث عن إحدى عشر امرأة في الجاهلية بل كان يستمع وهو مندمج وهو يعيش معها ويتابع ويهتم حتى اختار أجمل صورة فقال : (كنت لك كأبي زرع لأم زرع) ثم بعد قال: (غير أني لا أطلقك) فقابلته عائشة بنفس ذات المشاعر الجميلة فقالت بل أنت والله خير من أبي زرع، أبي أنت وأمي يا رسول الله، فهو خير من مشى على وجه هذه الأرض عليه صلاة الله وسلامه.

ونحن نلاحظ هنا صاحب الرسالة لم تشغله المهام الكبيرة ومهما كان دوام الرجل مهما كان عمل الرجل ومهما كان مسئوليات الرجل فأين هذه المسئوليات من مقام النبي صلى الله عليه وسلم ومن هو أهم من النبي صلى الله عليه وسلم ومن رسالة النبي عليه صلاة الله وسلامه، ومع ذلك فلم تشغله تلك المشاغل ولا تلك المهام الكبرى على أن يستمر مع أهله، حتى بوب علماء السنن باب السمر مع الأهل وذكروا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجمع الزوجات عند صاحبة النومة ويتجاذب معهن أطراف الحديث، ثم ينصرفن، لينام النبي صلى الله عليه وسلم عند صاحبة الليلة عليه صلاة الله وسلامه.

إذن ينبغي للزوجة أن تجد هذا الاهتمام من زوجها وأرجو أن يقرأ الزوج هذه الاستشارة ليتعرف على أهمية هذا الجانب، فالمرأة تحب المنصتين والمرأة تجدد عواطفها وتعرف مكانتها عند زوجها بكلامه معها، وباستماعه إليها، ونحن حقيقة حتى يحصل هذا ننصحك بأن تشغلي نفسك بالمفيد وبتلاوة كتاب ربنا المجيد، فليس في هذا عذر لأن يسلك الإنسان سبلا أخرى أو يقضي وقته بطريقة أخرى، فالمرأة مسئولة عن وقتها ومسئولة عن بيتها ومسئولة عن دينها وطاعته لربها وتعالى واجعلي الله كتابه خير جليس، وأشغلي نفسك بالمفيد، فإننا إن لم نشغل أنفسنا بالخير شغلتنا أنفسنا بالباطل ، وإن لم نشغلها بالحق شغلتنا بالشر، وإن لم نشغلها بالخير شغلتنا بالشر والسوء، والشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وهو من الجماعة أبعد، ولذلك ليس الحل في تقصير الزوج وعدم اهتمامه بهذا الجانب أن تبحثي عن وسائل لا ترضي الله تعالى، فينبغي أن تشغلي نفسك بتلاوة الكتاب وتعلم العلم الشرعي، ثم حاولي مع زوجك، واطلبي منه أن يذهب بك إلى مراكز التحفيظ ودور العلم الشرعي حتى تستفيدي وتنتفعي وتتعلمي المهام التي تستطيعين بها أن تكملي مشوار الحياة مع زوجك.

نسأل الله أن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، وأن يستخدمنا في طاعته، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه، ونكرر لك شكرنا على هذا السؤال، وأرجو أن يقرأ الزوج هذه الاستشارة واطلبي منه أن يتكلم معنا ليعرض ما عنده، فلست دلوعة بل هذا حق للزوجة، والإنسان عندما يتزوج ينبغي أن يغير النظام الذي كان عليه، وليس معنى هذا أنه لا يعطي الأم أو الأسرة حقها ولكن ينبغي أن يعطي كل ذي حق حقه، للعمل حق، وللعبادة حق، وللوالدين حق، ولك حق وينبغي أن يقوم به على أكمل الوجه.

أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات