السؤال
عندي مشكلة أني أفكر في الجنس دائما في أي مكان، وأيضا في الصلاة، أريد حلا!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعينك على طاعته ورضاه، وأن يستعملك في خدمة دينه، وأن يوفقك لاستغلال وقتك الاستغلال الأمثل الأفضل، وأن يمن عليك بما يعود عليك بالنفع في الدنيا والآخرة، وأن يوفقك لزوجة صالحة طيبة مباركة تعينك على غض بصرك وتحصين فرجك، وترزق منها بذرية صالحة طيبة مباركة، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – من أنك تفكر في الجنس دائما في أي مكان، حتى ولو كنت في الصلاة، وتبحث عن حل، فإني أقول لك: أنت (حقيقة) لم تشرح لنا مشكلتك بشيء من الوضوح أو التفصيل، حتى نستطيع أن نتفاعل معك بصورة أفضل، ولكن يبدو أن لديك قدرا من الفراغ، هذا الفراغ بدلا من أن يتم استغلاله في شيء مفيد ونافع، زين لك الشيطان أن تستغله في مثل هذه الأشياء، وسول لك الشيطان هذه الرغبة الجامحة العارمة التي هي في بدنك بفطرة الله تبارك وتعالى، ولكن الله تبارك وتعالى خلقها – كما تعلم – لغاية وحكمة، وهي أن يعان الإنسان من خلالها على غض بصره، وتحصين فرجه، وإمتاع نفسه أيضا وإمتاع أهله، وكذلك أيضا أن يعان من خلالها على إيجاد الذرية الصالحة التي تنشر الخير والعدل في الأرض، التي تعمر هذا الكون وتؤدي العبودية الحقة لله تبارك وتعالى.
فالجنس شأنه شأن الرغبة في الطعام والشراب، يحتاج إلى إشباع، وبما أنك في مرحلة الشباب – فيما يبدو لي؛ لأنك لم تذكر لنا عمرك – هي مرحلة الفحولة والرجولة، ولعل البيئة أيضا التي تعيش فيها يكون فيها قدر من الإثارة التي تجعلك دائما في حالة تفكير دائم في هذا الأمر معظم الوقت أو كله – كما ذكرت – حتى وأنت في الصلاة لم تستطع أن تتخلص من التفكير في هذه الغريزة القوية التي تسيطر على تفكيرك.
تقول: ما هو الحل؟
الحل هو إعادة ترتيب أوراقك من جديد، وذلك أولا بأن تعلم أن هذا التفكير في حد ذاته تفكير مدمر، ليس بتفكير إيجابي، وأن الشيطان زين لك ذلك حتى يقضي على وقتك، ويدمر شبابك في شيء لا يعود بالنفع لا عليك ولا على غيرك من البشر، فإن كونك تفكر في هذه الغريزة طيلة الوقت معنى ذلك أنك لن تستطيع أن تركز على شيء، ولا أن تنجز أي شيء، والدليل على ذلك أنك حتى وأنت في الصلاة تفكر في هذا الأمر.
فإذن الشيطان قد ضحك عليك وسول لك هذه الغريزة القوية المدمرة، حتى يمنعك من فعل أي شيء هادف أو مفيد أو نافع، سواء كان ذلك في أمر دينك وأمر دنياك.
الحل -بارك الله فيك- إنما هو أن تعلم أن هذا الذي أنت فيه – كما ذكرت بداية – إنما هو نوع من كيد الشيطان لك، لابد أن تعلم ذلك يقينا، وأن هذا التفكير ليس في صالحك.
ثانيا: أن تأخذ قرارا في التخلص من هذا الأمر، لأنك إذا لم تقدم النصح لنفسك والصدق معها وتحاول إنقاذها فثق وتأكد أنك لن تستطيع أن تجد العون من أحد، لأن هذه مسألة شخصية ومسألة ذاتية كما تعلم، وإذا لم تكن حريصا أنت على مصلحة نفسك فلا أعتقد أن هناك أحدا يستطيع أن يقدم لك خيرا كثيرا.
إذن لابد من أخذ قرار بالتوقف عن التفكير بهذه الصورة، ومحاولة تشتيت هذه الأفكار، كلما جاءت هذه الفكرة على رأسك حاول أن تشتتها بأن تشغل نفسك بأي شيء آخر، ولو أن تنظر من الشباك، أو تترك الغرفة التي أنت بها، أو تحاول أن تقرأ كتابا، أو جريدة، أو تنظر (مثلا) في شيء آخر، أو أن تتكلم مع أحد، المهم أنك لا تستسلم لهذه الأفكار، لأن هذه الأفكار هي نوع من الحرب القذرة التي يشنها الشيطان عليك.
ثالثا: لا بد لك من تحديد هدف جديد، فإذا كنت طالبا تدرس فلماذا لا تضع نصب عينيك أن تكون الأول على دفعتك أو أن تكون على الأقل من الأوائل، وأن تحاول أن تركز في دراستك، وفي انتباهك لشرح المعلم، أو المعلمين، حتى تستطيع أن تحقق إنجازا في عالم الدراسة؟
إذا كنت موظفا فلماذا لا تفكر (مثلا) في تطوير أدائك، واكتساب مهارات أخرى، كذلك أيضا لماذا لا تحاول أن تنضم لأحد النوادي الرياضية التي تشغل فيها نفسك، وتقضي على وقت فراغك بشيء نافع ومفيد - بإذن الله تعالى - .
هذه أمور -بارك الله فيك- من الممكن أن تنفعك نفعا عظيما - إن شاء الله عز وجل - إذا حاولت فعلا التخلص من هذه الأفكار، وكنت جادا في ذلك.
تحتاج أيضا -بارك الله فيك- إلى البحث عن صحبة صالحة تقضي معها معظم أوقات فراغك، حاول المحافظة على الصلاة في أوقاتها خاصة صلاة الفجر، وحافظ كذلك على أذكار ما بعد الصلاة، وأذكار الصباح والمساء.
اجتهد في الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يعافيك الله تبارك وتعالى من ذلك، حاول أن تحضر الندوات والمحاضرات الشرعية التي توجد في المساجد القريبة منك، حاول أيضا أن تشغل نفسك ولو بحفظ بضع آيات من القرآن الكريم يوميا، ولو حدود آيتين أو ثلاث آيات، فإنك بذلك تشغل أوقات فراغك بشيء نافع، حاول أن تنضم لأحد المنتديات أو المواقع والمؤسسات الاجتماعية التي تقدم خدمات للناس، وأهم شيء عليك بالدعاء، وأبشر بفرج من الله قريب.
هذا وبالله التوفيق.