السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لكم اهتمامكم وسرعة ردكم في المرات السابقة, لدي مشكلة تؤرقني كثيرا، أنا -ولله الحمد- متفوقة في دراستي، وهذا ما يجعلني في الواجهة دائما, فمثلا عندما يطلب مني التحدث بموضوع ما أمام طالبات صفي, أشعر بأن صوتي يرتجف قليلا, نبضات قلبي في تزايد, أبلع ريقي كثيرا، وهذا ما يشعرني بالإحراج، لكن لو تحدثت أمامهم بشكل ارتجالي ومن دون ترقب الحضور لا يحدث لي ما سبق ذكره، مستقبلي سيهدم إن لم أتخلص من هذا الفعل، علما بأني لا أستطيع الذهاب للطبيب النفسي, وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سديم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على السؤال، وعلى الكتابة إلينا.
أكثر ما ورد في السؤال يصب في موضوع الرهاب أو الخوف الاجتماعي، حيث تجدين صعوبة في الحديث أمام الناس من طالبات وغيرهم، وخاصة أمام الغرباء، مع ما يرافق هذا من الأعراض الجسدية التي وردت في سؤالك، كالارتباك والقلق وارتجاف الصوت وتسرع نبضات القلب، وبلع الريق وضعف التركيز في فهم ما يقال لك، وبالتالي عدم الرغبة في الحديث أمام الطالبات، بينما عندما تتحدثين من دون ترقب للحضور فأنت لا تشعرين بهذه الأعراض.
وبسبب كل هذا فأنت لا تشعرين بالثقة الكبيرة في نفسك، مما يجعلك لا ترتاحين للاجتماع والتعامل مع الآخرين، وحتى أفراد أسرتك. وتهربين من كل هذا الواقع الصعب بكثرة الخيال والابتعاد عن الواقع، فما العمل الآن؟
إن تجنب لقاء الطالبات وعدم الحديث أمامهن، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك بالعودة للحديث أمام الطالبات والاختلاط بهن، وعدم تجنبهن، وستجدين من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجدين مقابلة الطالبات والحديث معهن أسهل بكثير من السابق ومما كنت تتوقعين.
حماك الله من كل سوء، ويسر لك أمورك.