الأفكار السيئة تسيطر علي.. كيف أتخلص منها؟

0 457

السؤال

السلام عليكم.

أود أن أشكركم جزيل الشكر على موقعكم.

أنا طالبة عمري 21 سنة، أدرس هندسة في طفولتي، تعرضت لأمور قاسية جعلتني أشعر بالخجل، الذي لم يمنعني من ممارسة نشاطاتي مثل: المشاركة، والإذاعة، وغيرها، لكن إذا تعرضت لموقف محرج يحمر وجهي، مع العلم أني كنت مجتهدة ونشيطة ومحبوبة في العائلة، وعند المعلمات، وكنت حساسة بعض الشيء.

قبل حوالي 4 سنوات، ظهرت لي أعراض مثل زيادة في دقات القلب، وكسل، ونوم، وصداع وتنميل في جسمي، وضيق، وحزن، وعدم القدرة على المذاكرة.

زادت بعدها هذه الأعراض في أول الجامعة بدت علي العصبية، لم أعد اضحك، نسيت الضحك، حتى الكلام صرت أنسى أسماء البنات وصار عندي رهاب اجتماعي لدرجة الرعشة والتلعثم والتأتأة التي لم تكن موجودة من قبل كنت كأني في عالم آخر، وأستفرغ كثيرا.

ما كان عندي صاحبات، قبل حوالي سنة تقريبا تعرفت على صديقات يقلن لي صديقاتي أني كئيبة، وأني لا أضحك، مع العلم أني لست هكذا بالعكس، ودائما سرحانة لكنهم يحبونني.

بدأت بقراءة سورة البقرة رغم أني أشرد كثيرا، إلا أنها أشعرتني بالتحسن، بدأت أشعر بأنني ضعيفة الشخصية، مع أني أحيانا أشعر بقوة داخلية.

أما بالنسبة للعاطفة، فلم يحبني أحد، مع العلم أني جميلة (يمكن لأنهم يعتقدون أني شخصية ضعيفة).

أريد أن أتخلص من هذا الاكتئاب، لكن لا أدري كيف؛ لأنني تعبت من المحاولة، وأريد أن أعبر عن مشاعري؛ لأنني في هذه الناحية ضعيفة، وأريد أن أكون قوية، وأكون أنثى في نفس الوقت، وأن تزيد ثقتي في نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ shaheed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أنت تعانين من قلق المخاوف من الدرجة البسيطة، هذه هي المشكلة الأولى، أما المشكلة الثانية أنت لديك أفكار وانطباعات وتصورات وقناعات سلبية عن نفسك، وهذه لابد أن تغيريها ولا تتأثري بالإشارات السلبية التي قد يرسلها لك البعض، مثل قول صديقاتك أنك كئيبة، هذا يجب أن لا تحمليه محمل الجد، حين يقال مثل هذا القول حاولي أن تبتسمي مثلا لتوضحي لهم إنك غير كئيبة، هذا ليس خداعا للنفس، ولكنها وسيلة علاجية صحيحة جدا.

مفهومك أنك شخصية ضعيفة أو أنه لم يتقدم لك أحد بالرغم من أنك جميلة وحسنة الطباع، لأن شخصيتك ضعيفة، هذا مفهوم خاطئ جدا، وأخطر شيء أن تتكون هذه المفاهيم الخاطئة، وتسيطر على الإنسان؛ لأن الإنسان إذا قادته مشاعره لا يستطيع أن يكون إيجابيا، ولا يستطيع أن يؤكد ذاته، ولا يستطيع أن ينميها، خذي هذه الفكرة وردي بها الفكرة المخالفة أو ما تسمعينه من زميلاتك، وعليك أن تري نفسك قوية، وأنك فعلا قوية، ولست بأقل من الآخرين، وحتى تثبتي لنفسك أنك بالفعل فعالة نظمي وقتك، وأحسني دراستك.

وبالنسبة للماضي لا تجعليه أبدا سببا لتعطيل الحاضر أو المستقبل، الماضي خبرة وعبرة، وإن كان سلبيا أو إيجابيا فقد انتهى ومضى.

أنصحك نصيحة سلوكية بسيطة، وهي أن تتصوري أن أحدا قد اشتكى إليك، وقال أنه يعاني من نفس الأعراض التي تعاني منها، فماذا سوف تكون نصيحتك له، مثلا: أحد زميلاتك ذكرت لك أنها تعاني من الاكتئاب، وضعيفة الشخصية، وأنها كذا وكذا، ضعي نفسك في مكانها، وكوني أنت المرشدة لها، وبالطبع سوف توجهينها توجيها إيجابيا، وهذا يجب أن يتنزل إلى أرض الواقع، وترشدي نفسك، من خلال مثل هذا النوع من التفكير.

إذن تصحيح المفاهيم ضروري في حالتك، الاكتئاب يأتي ويذهب وقد يستمر من خلال التفكير السلبي، فلا تعطي أبدا فرصة للتفكير السلبي ووزعي وقتك بصورة طيبة، وكوني فعالة في داخل المنزل، أسعي دائما لبر والديك، يجب أن يكون لك حضور حقيقي داخل الأسرة، وفي الجامعة، وكذلك بين صديقاتك.

أنا أرى أنه أيضا هنالك دواء بسيط سوف يفيدك تناوله، وهو مضاد لقلق المخاوف، إذا ذهبت إلى الطبيب النفسي فهذا أفضل، وإن لم يكن ذلك ممكنا فشاوري أسرتك في تناول الدواء، أنا أرى من الأدوية التي سوف تفيدك جدا.

عقار زولفت والذي يعرف باسم سيرتللين، والجرعة المطلوبة في حالتك بسيطة جدا، وهي أن تبدئي بنصف حبة أي (25) مليجرام يوميا يجب تناولها ليلا، وبعد شهر ترفع الجرعة إلى حبة كاملة يوميا تناوليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، هذا الدواء بسيط جدا، والجرعة صغيرة كما ذكرت لك، وهذا يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، أنا أؤكد أنه غير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات