أتمنى الزوج الصالح .. فهل ما يحصل لي هو عقاب من الله أم ابتلاء؟

0 442

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة في الـ 26 من عمري، أنا في حيرة مما يحصل لي، فأنا دائما أدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح الذي يعينني على طاعته، لكن كلما دعوت الله بإلحاح يتقدم لي شخص إما أن يكون غير مناسب أبدا، أو نتأكد فيما بعد أنه غير صالح، تكررت هذه الحالة كثيرا، ولا أدري لماذا يحصل لي ذلك، فهل هذا عقاب من الله؟ أنا جدا خائفة من أن يكون كذلك، وماذا علي أن أفعل؟ هل أمتنع عن الدعاء وأترك الأمور على الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقر عينك بالزوج الصالح الذي تسكن إليه نفسك.

لقد هديت إلى الطريق الصحيح أيتها الكريمة حين ألهمت كثرة الدعاء، فإن الدعاء من أعظم الأسباب التي يستجلب بها رزق الله تعالى، وإذا فتح الله عز وجل على الإنسان باب الدعاء فهذه علامة أن الله عز وجل يريد أن يعطيه، وقد كان أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه – يقول: (أنا لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء) فإذا وجه الإنسان إلى الدعاء فقد وجه إلى الخير كله، والله عز وجل يقول: {ادعوني أستجب لكم} وهو سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد، ولكنه أرحم بعبده وأعلم بمصالحه، فينبغي أن تتيقني من هذه الحقيقة، وتعلمي علم اليقين أن الله تعالى أرحم بك من نفسك وأعلم بك وبمصالحك، وأقدر على تحقيقها، وهو مع هذا كريم وهاب، لا يتعاظمه شيء، ولا ينقص من ملكه شيء.

فحسني ظنك بالله سبحانه وتعالى، وأكثري من دعائه، وأكثري من استغفار الله تعالى والتوبة من الذنوب والمعاصي، فإن الاستغفار من الأسباب الجالبة للأرزاق، كما نطق بذلك الكتاب العزيز والسنة المطهرة، ولا تستعجلي الإجابة، فإن الشيطان يحاول أن ييئس بعض الناس من ثمرة الدعاء، فيقنطهم من الإجابة ليتركوا الدعاء، والنبي - صلى الله عليه وسلم – قد قال في الحديث: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل) وقد فسر هذا الاستعجال بقوله: (يقول قد دعوت دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر) أي ينقطع عن الدعاء.

فأكثري من دعاء الله تعالى، وكوني على ثقة بأن الله تعالى سيتقبل منك دعائك، وكوني متيقنة من الإجابة حال دعائك، واعلمي أن الله تعالى يقدر لك ما هو خير لك وأنفع، فإنه يعطي الداعي لدعوته واحدة من خصال ثلاث: إما أن يعطيه ما سأل في الدنيا، وإما أن يدفع عنه من السوء والمكروه بمثل تلك الدعوة التي دعا بها، وإما أن يدخر له هذه الدعوة إلى يوم القيامة، وكل ذلك خير، فما يقدره الله تعالى لك فهو الخير، وقد قال سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

وقد أحسنت أيتها الكريمة حين سلكت هذا المسلك في اختيار الزوج، وهذه هي الوصية النبوية، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فاجتهدي في الأخذ بأسباب الحصول على الزوج الصالح، ومن ذلك كما قلنا: الدعاء والاستغفار، ومن ذلك أيضا التعرف على النساء الصالحات والفتيات الطيبات، والاستعانة بهن في البحث عن الزوج المناسب، وكذلك استعانتك بمحارمك من الرجال كإخوانك وأخوالك وأعمامك، وكوني على ثقة بأن ما قدره الله تعالى سيكون، وأن الله قد كتب مقادير الخلق قبل أن يوجدهم، فقد كتب ما هو حظك ونصيبك قبل أن تخرجي إلى هذه الدنيا، ولن تخرجي من هذه الدنيا إلا وقد استوفيت ما كتبه الله تعالى لك.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات