لا أطيق تصرفات زوجتي وكلامها علي.. فهل أطلقها أو أتزوج عليها؟

0 621

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شخص متزوج منذ 12 سنة، وكانت علاقتي بزوجتي من أحسن ما يكون، ولكن مع مرور الزمان صارت تصرفات زوجتي تتغير، علما أن عندي أربعة أولاد، أكبرهم 10 سنوات، وأصغرهم سنة واحدة، ولكن تصرفاتها أصبحت لا تحتمل أبدا، أقول لها تذهب شرقا فتذهب غربا.

أنا أعمل في الغربة، وبحكم عملي كل خمسة أو ستة أشهر حتى أراها، وكل خلافاتنا تكون على الهاتف، ولكن هي لا تريد الطلاق، وتحبني كثيرا، وأنا أحبها، ولكنها تسمع كلام النسوان الذي به خراب البيوت، وهؤلاء النسوة من أقرب الناس لها، يعني من داخل بيت أهلها، ولا أستطيع أن أمنعها من الاختلاط بهن، وأكثر خلافنا هو حول المصروف؛ لأنها تصرف بشكل غير طبيعي، أي مبلغ أعطيها لها ينتهي بأقصى سرعة، وأنا أبعث لها مصروف الشهر، ولكن لا يكفيها إلا عشر الشهر، وهي لا تقدر ظروفي ولا حتى دخلي، لا أعرف ماذا أعمل معها، هل الطلاق هو الحل أم الزواج هو الحل؟

وكل ما أقول لها لماذا كل هذا؟ تذهب لأهلها وتبكي، وتقول لا يعطيني مصروفا لي وللأولاد، وليس عندي أكل، وأهلها يتكلمون معي بذلك مع معرفتهم بظروف عملي في الغربة، ويقولون أني لا أعتني بتربية الأولاد؟

وهذا حالي معها، فأفيدوني جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hassn حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك أيها الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يصلح زوجتك، ويقر عينك بها.

نحن نشكر لك أيها الحبيب حسن خلقك مع زوجتك، وحرصك على إرضائها، ونوصيك أيها الحبيب بالدوام والاستمرار على ما أنت عليه من الخلق الحسن، وكن على ثقة ويقين بأن كل شيء تفعله مع زوجتك لا يضيع، وأن الله لن يخيب سعيك، فإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها كما جاء في الحديث، حتى اللقمة تضعها في في امرأتك، هكذا قال - صلى الله عليه وسلم – فحتى اللقمة تضعها في في امرأتك، فكل ما تنفقه على زوجتك فإنه مدخر لك.

ولا ينبغي أن تفكر في تطليق زوجتك من أجل هذه الأسباب وحدها، فإن هدم البيت وتفريق الأولاد وتضييع الزوجة أمر ليس بالأمر الهين، وإن كانت الزوجة تتصرف تصرفات غير صحيحة في بعض الأحيان – كما ذكرت عنها – فينبغي أن تحاول إصلاح هذا السلوك في زوجتك بالرفق واللين، وكن على ثقة بأن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، ولا تيأس من إصلاح زوجتك، فإن إصلاحها أمر مقدور عليه - بإذن الله تعالى – إذا سلكت الطريق الصحيح.

ومن ثم فنحن ننصحك بصرف النظر والفكر عن موضوع الطلاق، وأن تعلم يقينا بأنه ليس هو الحل الأمثل لهذه المشكلة، وأنك ستتعرض بعدها لمتاعب كثيرة، فإن الأبناء سيتشتتون، ولن يكون هو الحل الذي يقلل من نفقاتك، فإنك ستدخل في نفقات هي أكثر مما أنت فيه، إضافة إلى ما ستعانيه من شتات الفكر وانشغال النفس بأبنائك، لاسيما وأنت بعيد عنهم، ومن ثم فإن الطلاق ليس هو الحل الذي ينبغي أن تفكر فيه.

ولا يبقى أيها الحبيب إلا أن تفكر في أمثل الطرق وأحسن الأساليب لإصلاح زوجتك وردها عن هذه السلوكيات، وهذا أمر يحتاج منك إلى مزيد من الصبر، وقليل من التضحية، فينبغي أن تجلس إلى زوجتك، أو أن تتحدث إليها بالهاتف في بعض الأحيان التي تكون فيه هادئة غير طالبة منك لشيء، بأن تذكرها بالمستقبل، وحاجتها وحاجتك أنت والأولاد إلى بناء هذا المستقبل بإعداد البيت، وإعداد النفقة التي قد تحتاجونها لاسيما مع كبر السن، ونحو ذلك من المشاريع المستقبلية الأسرية التي تستدعي اهتمام زوجتك بها وتأمينها في المستقبل، وهذا سيبعثها إلى أن تشاركك الهموم، وتسعى هي أيضا بجهدها لتأمين ذلك.

وأما ما ذكرت من النساء اللاتي تجالسهن زوجتك ويدعينها إلى هذه السلوكيات التي تمارسها الآن، فإنه ينبغي لك أن تتبع أحسن الأساليب أيضا في صرفها عنهن، أو على الأقل عن فكرهن وسلوكهن، وذلك بأن تدلها على الأسر الناجحة، وتحاول إنشاء صداقات مع بعض الأسر الناجحة حتى تتأثر زوجتك بنساء هذه الأسر واهتمامات هؤلاء النسوة، وتعرف من خلالهن كيف تهتم المرأة في أبنائها وزوجها وتأمين مستقبلها، فإن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله، فحاول أنت أن تربط علاقات أسرية بالأسر الناجحة، وهذا سيكون بديلا لزوجتك عن تلك النسوة اللاتي يؤثرن فيها تأثيرا سلبيا.

وعلى كل تقدير فإن صبرك أيها الحبيب على هذه الزوجة على ما فيها من هذه العيوب التي ذكرت أخف عليك بلا شك من أن تتقحم موضوع الطلاق، وتبدأ مشوار الزواج من جديد، فإن هذا سيكلفك ربما أكثر بكثير مما أنت تعانيه الآن.

واعلم أيها الحبيب أن التربية على آداب الشريعة الإسلامية، والقرب من الله سبحانه وتعالى من أهم الأسباب وأعظمها في تحقيق الطمأنينة والسكينة والترابط الأسري، فاجتهد كل الاجتهاد في تقويم أسرتك على دين الله تعالى، واربطهم بالأسر الصالحة، وستجد في ذلك تأثيرا كبيرا على سلوكياتهم.

نسأل الله تعالى أن يقر عينك بهم، وأن يسعدهم بك، وأن يصلح أموركم في دنياكم وأخراكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات