السؤال
السلام عليكم.
أعاني من رائحة فم كريهة جدا، وتسبب لي حالة حرج شديد وضيق، وهذه الرائحة ممتدة معي منذ أشهر، كنت أفحص أسناني بين فترة وأخرى، وكانت أسناني سليمة جدا، والسبب ليس منها، لأنهم أعطوني غسولا، لكن لم يأت بنتيجة، حتى الرائحة لا تزول إلا لدقائق.
أعاني أيضا من الجيوب الأنفية، ومنذ فترة كان لدي التهاب في اللحمية وانتفاخ فيها، فهل يمكن أن تكون السبب؟
ذهبت لعيادة الأنف والحنجرة وأعطوني أدوية وغسول بيتادين، لكن الرائحة لم تختف .. خفت قليلا لكن لم تزل، وهي تسبب لي حرجا كبيرا وتضايقني؛ لأن الرائحة قوية جدا وكريهة ومحرجة، أتمنى أن تعطوني حلا جذريا للرائحة حتى تختفي تماما، سواء كانت حبوبا أو غسولا أو أي شيء، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بداية يجب التعرف على السبب المؤدي إلى تغير رائحة الفم، حتى يتسنى لنا تجنبه أو علاجه، وبالنسبة لوجود التهاب بالجيوب الأنفية نتيجة تضخم في لحميات الأنف وانسداده، وتجمع إفرازات ملونة بالأنف، والتي تنزل إلى الحلق عن طريق البلعوم الأنفي، قد تسبب تغيرا في رائحة الفم، ولكن بصورة مؤقتة أثناء وجود تلك الإفرازات .. وكذلك وجود بثور ونتوءات على سطح اللوزتين، مما يسبب، تجمع فضلات الطعام بهما مسببا تغيرا في رائحة الفم، مما يضطرنا لاستئصالهما للتخلص من تلك الرائحة.
في الغالب تكون أسباب تغير رائحة الفم من داخل الفم نفسه؛ إذ تعود أسباب أكثر من 85% من الحالات إلى أسباب فموية، وغالبا ما تكون الأسباب الفموية ناتجة عن جفاف الفم، أو قلة سيولة اللعاب، خصوصا أثناء النوم مع الشخير، وخاصة مع انسداد الأنف بسبب تضخم اللحميات، والاضطرار للتنفس من الفم، أو ارتداء الأطقم بطريقة غير صحية، أو إهمال العناية بتنظيف الفم، أو انحشار الأكل في مناطق لا يسهل تنظيفها في الفم، وكذلك التسوسات العميقة للأسنان، والالتهابات اللثوية وجيوبها بمختلف درجاتها، والخراريج المتصلة بلب السن، أو الجذور المتآكلة لأسنان تالفة.
وهناك العديد من الأحوال التي ينبعث فيها من الفم رائحة كريهة، لكنها تكون مؤقتة وسرعان ما تزول فمثلا: عند الاستيقاظ من النوم، أو المكوث لفترة طويلة في صمت، أو عندما تكون المعدة خالية لمدة طويلة - كما في الصيام - ولذا قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حتى لا ننفر من هذه الرائحة: ( لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )، وكذلك عند تناول وجبات غنية بالبهارات أو البصل والثوم، أو تناول كميات كبيرة من القهوة، أو عند التدخين أو الاختلاط بالمدخنين، في مثل هذه الحالات تكون رائحة الفم غير مستساغة لفترة من الوقت.
لا تشكل المعدة مصدرا أساسيا لرائحة الفم كما كان يعتقد في الماضي؛ لأن المريء يكون منقبضا أغلب الوقت، ولا يسمح بمرور الغازات بسهولة من المعدة إلى الفم، ولكن في حالات حدوث أي خلل في الصمام العضلي والمتواجد بين المريء والمعدة مسببا رجوع غازات وحمض المعدة إلى أعلى، فيحدث تغير لرائحة الفم بسبب هذا الارتداد المريئي، ويؤدي أي سبب من هذه الأسباب إلى تراكم البكتيريا في الفم، والتي تطلق غازات تحتوي على مركبات الكبريت، وهي المسئولة عن الرائحة النفاذة والغير مرغوب فيها ، ويعد سطح اللسان - كذلك - مرتعا خصبا لهذه البكتريا، خصوصا في الجزء الخلفي منه، ويتطلب اللسان عناية خاصة خلال التنظيف اليومي.
وهناك طرق عديدة لتجنب تغير رائحة الفم، منها:
- استخدام الفرشاة والمعجون مرتين يوميا (قبل النوم وبعد الاستيقاظ ).
- استخدام السواك في تنظيف الأسنان وتطهير رائحة الفم، لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) وحديث: ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ) .
- العناية بتنظيف سطح اللسان بفرشاة خاصة بذلك.
- استخدام الخيط السني لتنظيف منطقة ما بين الأسنان.
- تجنب التدخين والمدخنين.
- تنظيف الفم بعد شرب الحليب أو تناول أي من منتجات الألبان مباشرة، ولو بالمضمضة، إلا اللبنة؛ فقد أشارت دراسات أنها من أسباب طرد الروائح الكريهة.
- مضغ علكة خالية من السكر للمحافظة على سيولة اللعاب في الفم.
- استعمال المواد المعقمة للفم (مثل سوائل الغرغرة بطعم النعناع).
- الإكثار من تناول الخضرة والفاكهة.
هذا، وتوجد هناك وصفات شعبية عديدة لطرد الرائحة الكريهة، منها: مضغ البعض من نبات البقدونس على أساس استخدامه كمعقم.
بعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، والفشل الكلوي، والفشل في وظائف الكبد، والعلاج بالأشعة لمرض الأورام الخبيثة، والتغيرات في الهرمونات، تعتبر من أهم الأسباب الغير فموية لتغير رائحة الفم، والتي يجب علاجها أو السيطرة عليها للتخلص من الرائحة الناتجة عنها.
والله الموفق.