الورم المستعصي في المخ، كيف تتم إزالته؟

0 287

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصبت بزيادة الكهرباء بالمخ، وهي تعمل على عدم توازن الأيدي والأرجل، وأحيانا تؤدي لفقدان الوعي مرة كل شهر، وقد تم عرضها على طبيب مخ وأعصاب، وتم عمل أشعة، وتبين شيء غريب في الرأس، فقد تبين أنه ورم ويحتاج إجراء عملية للإزالة، وبرفع عينة من المخ وتحليلها تبين أنه ورم من الدرجة الثانية.

ذهبنا لطبيب الأورام، وأخذت 25 جلسة إشعاع، وكان هناك تحسن ملحوظ بعد الجلسات، وبعد الخروج من المستشفى بنحو أسبوع تدهورت الحالة!

عند سؤال الطبيب طلب أشعة رنين بالصبغة، وتبين منها زيادة الورم، وطلب الاستمرار على علاج المخ والأعصاب، ثم العودة بعد شهرين، والحالة كل يوم في تأخر ملحوظ.

والمريضة الآن لا تستطيع التكلم جيدا، ولا تستطيع تحريك الرجل اليمنى جيدا، ولا اليد اليمنى أيضا، والمريضة فاقدة الأمل في كل العلاجات، وأملنا الوحيد هو ربنا عز وجل.

في آخر كلمات الطبيب قال: لو كان إن هذا الورم من الدرجة الأولى لأجرى عملية لإزالته، لكنه الآن لا يصلح لإجراء العملية، وعرضنا عليه السفر خارج مصر, فقال لنا: لا فائدة من السفر فهنا كهناك.

نرجو من سيادتكم الإفادة، ونرجو سرعة الرد لخطورة الموضوع.

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جيهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى الشفاء والعافية لهذه السيدة.

أيتها الفاضلة الكريمة: لا شك أن الطبيب المعالج في مثل هذه الحالات في وضع أفضل لتقييم الحالة، والأمر بالطبع إنساني جدا، وفي مثل هذه الحالات يكون المخزون العاطفي والوجداني لدى الناس كبيرا جدا، نسأل الله تعالى أن يعين هذه المريضة، وأن يكتب لها الشفاء.

كما تعرفين - أيتها الفاضلة الكريمة - فإن الأورام الدماغية هي من الأورام الصعبة العلاج، خاصة إذا كان الورم غير حميد، والمحاولات الطبية تفيد بالطبع، وهذا يعتمد على نوعية الورم ودرجته، وفي أي منطقة في الدماغ هو.

لا أريد أن أدخل معك في تفاصيل قد لا تكون مفيدة، لكن خلاصة الأمر أن ما ذكره الطبيب حين سألتموه عن موضوع السفر خارج مصر وقال: (لا فائدة) لا أعتقد أنه قصد أن يعطيكم صورة قاتمة, وأنه لا أمل في الشفاء، فالذي قصده قطعا أن هذه الأورام مآلها الطبي ليست جيدا، والمطلوب هو أن تراعى ظروف المريض، وأن يعمل الناس على إراحته بقدر المستطاع، والسفر خارج مصر متعب قطعا، ومصر فيها إمكانيات طبية جيدة جدا، وحتى إن لم يتم العلاج التام والشفاء فالمريضة من الأفضل لها أن تكون مع أسرتها، وأن تقدم لها المعينات الطبية المعقولة والمتوفرة.

فيجب أن تقبلوا النصح والتناصح من جانب الطبيب المعالج، زمن رحمة الله تعالى بهؤلاء المرضى أنهم لا يفقدون الأمل، وأن النكران - كدفاع طبي إيجابي في مثل هذه الحالات - يفيدهم كثيرا، ولا شك أن التحلي بالصبر في مثل هذه المواقف له دوره أيضا، فالصبر له قيمة عظيمة جدا.
فالذي تحتاجه المريضة منكم هو التشجيع والتحفيز، وهذا لا يعني خداعها أبدا، على العكس تماما، بل يجب أن تسمع الكلمة الطيبة، وأن يذكر لها كل ما هو خير، فهذا هو المطلوب - أي المساندة - وأن تسألوا الله تعالى لها الشفاء، وأن تحرصوا على الأذكار المأثورة، وأن تعلم هي أيضا هذه الأذكار.

هذا هو المطلوب, وليس أكثر من ذلك - أيتها الفاضلة الكريمة - وفي نفس الوقت يجب أن تكون هناك متابعة مع طبيبها، فالمتابعة مهمة جدا، فالطبيب ربما يقوم بتدخلات معينة حسب ما تقتضيه الحالة.

الذي يظهر لي أن وضعها الحالي لا يسمح بإجراء جراحات إضافية، لكن ربما تستفيد من الإشعاع مرة أخرى، أو ربما ينصح الطبيب بعلاج كيميائي، أو تكون العلاجات في نطاق المعينات والمساندات ومخففات الألم فقط، ومراعاة حالة المريض العامة لإعطائها التغذية المطلوبة، وكل هذا نوع من الخدمة الطبية التي يوصى بها دائما في مثل هذه الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات