هل ينتقل الإيدز بوجود الواقي الذكري؟ أريد أن أطمئن!

0 949

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

جئت إليكم، وأعاني من التشتيت والتفكير طوال اليومين الماضيين، أخذتني الدنيا بإغراءاتها وشهواتها حتى وقعت في مصيبة، كنت لا أعلم أني سأقع في هذه المصيبة في يوم من الأيام، كنت شخصا ملتزما بأمور ديني محافظ على الصلاة، فجأة لا أعلم ما الذي غيرني صرت أتبع شهوتي إلى أن وصلت مرحلة أنني زنيت -والعياذ بالله- وأنا نادم أشد الندم على ما فعلته، كنت أظن الشيء الذي أفعله متعة، ولكن ليس متعة، بل هو حسرة على قلبي.

لي يومان خائف جدا من مرض الإيدز، وخصوصا أن البنت كانت عن طريق شخص يأتي بها هذا الشخص على حسب الطلب، خوفي يا أحبابي من الإيدز، مع العلم أني كنت لابسا للواقي الذكري، هل يمكن أن ينتقل لي المرض عن طريقه؟

طمئنوني صرت لا آكل جيدا، ولا أنام تماما بسبب الخوف أني أنقل للناس هذا المرض، مع العلم أن هذا العمل أول مرة أفعله، هل المرض ينتقل سواء بوجود الواقي الذكري أو عدم وجوده؟ أريد التوبة لله توبة صادقة، وألتزم التزاما حقيقيا، مع العلم أن عمري 25 سنة. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد الحق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابننا الفاضل في موقعك، ونسأل الله أن يبعدك عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأرجو أن تبدأ المشوار بالتوبة النصوح لله تبارك وتعالى، والتوبة النصوح تبدأ بالإخلاص والصدق فيها، ثم بشدة الندم، وأنت -ولله الحمد- نادم، والندم توبة، ثم بالعزم على ألا تعود، ثم كذلك بالاجتهاد في الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات، ثم بهجران هذا الشاب، وهذه الرفقة السيئة التي دلتك على هذا العمل السيء، ثم عليك بالستر على نفسك.

أما بالنسبة لما تخاف منه: فنسأل الله ألا يصيبك بسوء، وألا يصيبك بشر، وسيفتيك الأطباء الأفاضل في هذا الشأن، وإذا كان الأمر كما قلت أنها المرة الأولى فاجعلها الأخيرة أيضا، وهذا هو المهم، ليس المهم أن تكون الأولى، ولكن المهم من الضروري جدا أن تكون هي الأخيرة، فاصدق في توبتك، وفي رجوعك إلى الله تبارك وتعالى، واحذر التمادي فإن مع التمادي والاستمرار فإن الخطر لا يؤتمن، والله تبارك وتعالى يستر على الإنسان، فإذا تمادى في المعصية ولبس لها لبوسها وبارز الله بالعصيان، هتكه وفضحه وخذله، وأصابه بالآفات، وسد عليه طريق التوبة.

وليست المصيبة أن يصاب الإنسان بمرض، لكن المصيبة أن يغضب الله على الإنسان ويدخل في النار، فإن الله تبارك وتعالى يقدر للإنسان ما يشاء، فكل شيء بقضاء وقدر.

ولكن نحذرك من التمادي والدخول في هذا النفق المظلم، وأرجو - كما قلنا – أن تبدأ بداية صحيحة، فتعود إلى الله تبارك وتعالى، وتكتم هذا الذي حصل، وتبتعد عن السوء وعن أهله، وتعود إلى ما كنت عليه من الخير، ولا يخفى عليك أن الإنسان لا يخرج من دائرة الخطر إلا إذا عزم على الزواج وتزوج بالحلال من فتاة يرتضي دينها وخلقها لتكون له ذرية.

إذا كان هذا غير متيسر فإنا نذكرك بوصية النبي - عليه الصلاة والسلام -: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، قال تعالى في الذين لا يستطيعون الزواج أمرهم بقوله: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله}.

إذن نحن ندعوك إلى صدق التوبة، وصدق الرجوع إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن الله تبارك وتعالى يمهل ولا يهمل، واحرص دائما على أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى، واستغفر لذنبك كثيرا، واحذر من عقاب الله، واحذر من استدراج الله تعالى، فإن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}.

عليك بالدعاء، وكثرة اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والتقرب إليه بطاعته، وأبشر في حال توبتك وعودتك إلى الله، فإن الله يدافع عن الذين آمنوا سبحانه وتعالى، فكن مع الله يكن الله معك، واتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، واحرص على طاعة الله في السر والعلانية، وابتعد عن رفاق السوء، فإن الصاحب ساحب، (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، ويقول الله تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} ولا تذكر ما حصل منك لأحد، واستر على نفسك، وابتعد عن ذلك الشقي الذي يجلب السوء للناس – عياذا بالله تبارك وتعالى - .

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية، وتليها إجابة د. إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة:
++++++++++++++++++++

في البداية عليك بالتوبة والرجوع إلي الله أخي الحبيب، وعليك بحسن التوكل على الله أنه سيغفر لك، وعليك بشغل النفس بالطاعة، وتجنب المعاصي، وأدعو الله أن يعصمك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قال الله تعالى:{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما}[النساء:48]، { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر 53]

ونعود للجانب الطبي من سؤالك، ونوضح أن الواقي الذكري يحمي في معظم الحالات من انتقال الأمراض الجنسية، ولكن للحديث بصورة علمية، فإنه ليس مضمونا، وليس آمنا مائة بالمائة أي يبقي أن يكون هناك احتمال لانتقال أمراض جنسية، ولكنه يظل احتمالا ضعيفا؛ لذا أعلم أن الأمر صعب من الناحية النفسية، فعليك خلال هذه الفترة وللاطمئنان بعمل تحاليل لهذه الأمراض كي تطمئن على عدم انتقال أحدها إليك.

وبالنسبة لمرض الإيدز على سبيل المثال فقد تحتاج لـ 3 أشهر لعمل فحص للأجسام المضادة، وقد تقوم بعمل تحليل أخر مثل P24 antigen يكفي لشهرين، وهناك تحليل أخر، ولكنه مكلف ماديا، وهو PCR وقد يوضح النتيجة بعد 17 يوما من الممارسة.

لذا الاطمئنان فقط يكون بالتحاليل، وذلك من خلال فحوصات الإيدز كما وضحنا توقيت عملها، وكذلك هناك أمراض أخرى مثل التهاب الكبدي الوبائي B والزهري، ولكنه يظهر من خلال طفح جلدي في الغالب مع تحليل الدم، وهناك أمراض أخرى، ولكن تكون أعراضها ظاهرية مكان الممارسة أي على الأعضاء التناسلية مثل السنط التناسلي والهربس والتنيا والجرب.

ويبقي في النهاية أن احتمال انتقال أي من هذه الأمراض ضعيف جدا نتيجة استخدام الواقي، ولكن هذه المعلومات للحديث بصورة علمية دقيقة عن الاحتمال الوارد لانتقال أي مرض جنسي، وهذا للاطمئنان فقط.

+++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة، وتليها إجابة د. د. سالم عبد الرحمن الهرموزي استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية:
++++++++++++++++

أخي الكريم: إن شعورك بالندم، وإحساسك بالذنب الشديد دليل على أن هناك رادع من داخلك يردعك عن فعل المعاصي، وخاصة بعد تجربتك التي سببت لك المعاناة، فلا خوف عليك من الانزلاق في طريق الفساد -إن شاء الله تعالى- من حقك أن تقلق على مآل إليه الأمور بعد اتصالك الجنسي مع بائعي المتعة الحرام.

واستعمال الواقي الذكري قد يحمي من انتقال العدوى التناسلية بنسب كبيرة.

ولكن احتمال حدوث العدوى مع الواقي الذكري موجود ولو بنسبة بسيطة، على كل حال وللمعلومات العامة:

في المراحل الأولى من التعرض لفيروس الايدز, قد لا تظهر أي أعراض أو علامات لمرض الإيدز, ولكن في بعض الحالات تظهر أعراض تشبه أعراض الانفلونزا سرعان ما تختفي بعد أسبوعين حتى أربعة أسابيع منذ لحظة التعرض لفيروس الإيدز.

وقد تشمل أعراض الايدز في الأيام الأولى ارتفاع درجة حرارة الجسم، والصداع, وآلام في الحنجرة، وانتفاخ في منطقة الغدد اللمفاوية، الطفح الجلدي.

والطفح الجلدي هو حبوب حمراء صغيرة مائلة إلى السواد مثل طفح الحصبة تماما، يتركز غالبا على الجبهة والظهر والصدر والأطراف.

أما الغدد اللمفاوية فيكون هناك تضخم بسيط بحيث تكون الغدة اللمفاوية محسوسة عند الفحص، ( الغدد اللمفاوية غير المتضخمة لا تكون محسوسة).

لكي تقطع الشك باليقين عليك بعمل تحليل الايدز HIV anti-bodies بعد مرور ثلاثة أشهر، أو بالكثير ستة أشهر لكي يرتاح بالك، ومن ثم لا تكرر هذه التجربة الغير مستحبة، وبادر بالزواج إذا قدر الله لك ذلك.

لا تقلق، ولا تترك الخوف يسيطر على حياتك فسوف يكون كل شيء على ما يرام بحول الله تعالى.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات