السؤال
أنا أم لثلاثة أطفال بنتين وولد، عمري 33 عاما، جميلة، وزني متوسط زيادة 5 كيلو بعد الولادة، فقد وضعت طفلتي الثالثة منذ 5 شهور، ومشكلتي تتلخص في أن زوجي مصاب بمرض السكر وضعف الانتصاب، ولا يجامعني إلا مرة كل شهر أو شهرين، وقد تمتد إلى مرة كل أربعة شهور، وطوال فترة الحمل بلا جماع، وأنا لا أطلب الكثير، ولكني أود أن أشعر بأنني زوجة يحبها زوجها ويرغب فيها، وفي الوقت الذي يجامعني فيه أنا من تحاول لفت انتباهه لهذا الأمر.
منذ سنتين اكتشفت أنه يشاهد الأفلام الإباحية على النت والشات، وكتمت الأمر إلى أن نفد صبري، وصارحته فأنكر، فأثبت له فحلف بعد التكرار، وكان ذلك من كمبيوتر المنزل، وأيضا العمل، والآن لا أعلم صراحة إن كان مستمرا من كمبيوتر العمل أم لا، فقد ملأ الشك قلبي من ناحيته، ولكني أسأل الله أن يثبته إن كان تاب حقا ويتوب عليه، فكل هذه الأشياء آذتني كثيرا، ولا أعرف ماذا يجب علي أن أفعل، فأنا أشعر أنه ليس لديه رغبة في مطلقا، مع العلم أننا متزوجان منذ 11 سنة، أفيدوني بالله عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة / heba حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يشفي زوجك وأن يتوب عليه وأن يرده إليه ردا جميلا، ونحن نشكر لك صبرك على زوجك.
وصيتنا أيتها الكريمة أولا أن تتجنبي التفتيش في الأمور الخاصة بزوجك، وترك الحرص عن معرفة ما غاب عنك، فإن هذا الترك سوف يكون سببا جالبا لراحة بالك وسكينة نفسك، فإن الإنسان إذا اطلع على شيء يسوءه كانت العافية في ترك البحث عنه، ومن ثم فإن الخير لك بلا شك -أيتها الكريمة- أن تتجنبي البحث عن أحوال زوجك الباطنة التي يخفيها عنك، وفي ذلك راحة لقلبك، وتجنب الأسباب التي تؤدي إلى النفرة بينك وبين زوجك، وكما أنه هو الموقف الشرعي الذي طالبنا الله تعالى به في قوله: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن} وقوله سبحانه: {ولا تجسسوا} ومادام الإنسان يخفي عن الآخرين ذنبه إذا وقع فيه فإنه ينبغي أن يستر وأن يعان على التخلص من هذا الذنب، ولا يكشف عنه هذا الستر، فربما جره ذلك إلى المجاهرة بالمعصية.
نصيحتنا أيتها الكريمة أن تتركي ما خفي عنك من حال زوجك، وأن تأخذي بالأسباب التي تقوي إيمان زوجك وتعينه على نفسه، فأنت أولى الناس بإعانته، وهو في أمس الحاجة إلى من يأخذ بيده، وتذكري دائما أن كل ابن آدم خطاء، وأن خير الخطائين التوابون، فاعملي برفق على إيقاظ زوجك من هذه الغفلة، وذكريه بالله تعالى وبالوقوف بين يديه، وعرض الأعمال يوم القيامة فوق رؤوس الخلائق، فهو بحاجة إلى سماع المواعظ التي تذكره بالقيامة وأهوالها، والعرض على الله، والقبر وشدائده، والجنة والنار، فهذه المواعظ ترد من القلب الغفلة، فاحرصي على أن يسمعها زوجك معك في بيتك، ويستحسن أن تكون بطريقة غير مباشرة، بحيث لا يشعر أنه هو المقصود بها، كما ننصحك أيتها الكريمة بحثه على الصلوات في جماعة، وفي جماعة المسجد، والتعرف على الرجال الطيبين والإكثار من مجالستهم، فإن الصاحب ساحب.
وأما عن معاشرته لك في خصوص الجماع فإنه مادام يجامعك بين الوقت والوقت فهو مؤد للواجب الشرعي، ونصيحتنا لك في هذا الباب أيتها الكريمة أنت تكوني مجتهدة في حسن التبعل له، ومحاولة التعرف على رغبته وما يحب أن يراه منك من الملابس وطريقة التجمل، ونحو ذلك، بحيث تكونين مغنية له عن النظر إلى غيرك، لاسيما وقد منحك الله سبحانه وتعالى الجمال كما ذكرت، فهذا داع إلى اقتناع زوجك بك عن غيرك، والاكتفاء بالنظر إليك عن النظر في صورة المتبرجات أو متابعة الأفلام الهابطة أو نحو ذلك، فحاولي أن تغنيه عن كذلك، وهذا أسلوب ظاهر التأثير فيه، وأنت ذكرت أنه بتجملك له تلتفتين انتباهه، وهذا يدل على أهمية السلوك وأثره على زوجك، وأن تبذلي وسعك في هذا الباب، ولا بأس أن تصارحي زوجك وقت الهدوء بالأسلوب الحسن الرفيع بأنك لا تزالين امرأة شابة، وإن لك حاجات ينبغي للزوج أن يعينك على تحقيقها وقضائها، ونحن نظن أن زوجك لن يبخل عليك بما يقدر عليه مع مراعاتك لظروفه الصحية التي يمر بها.
ننصحك -أيتها الكريمة- بالإكثار من الدعاء لله سبحانه وتعالى بأن يشفي زوجك، وأن يرزقه وإياك العافية، وأن يديم الألفة والمودة بينكما، وبالله الوفيق والسداد.