أعاني من وسواس عند الوضوء فأضطر لإعادته مرات عديدة... فما العلاج؟

0 434

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أعاني من وساوس عند الوضوء، خاصة في الاستنشاق فأضطر لإعادته عدة مرات، مرة لأن الماء لم يدخل إلى أنفي، ومرة لأني ربما نسيت، مرة من مرات أغسل الوجه، وهكذا.

وكذلك وسوسة عند دخول المرحاض، فأخاف أو ألمس أي إناء، ربما يكون غير طاهر أو إن تتطاير على ثيابي قطرات ماء، أتعوذ بالله من الشيطان، ولكني مازلت على هذا الحال، تعبت من هذه الوساوس، فأرجو منكم أن تنصحوني.

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / سارة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أبتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يذهب عنك ما تجدين وما تعانين من الوسوسة، ونصيحتنا لك أيتها الكريمة أن تجاهدي نفسك للإعراض عن هذه الوساوس بالكلية، فلا تلتفتي إليها، ولا تعملي بمقتضاها، واعلمي أن هذا الدواء هو أنفع الأدوية، فإن الوسوسة شر مستطير، إذا سيطر على الإنسان كدر عليه حياته وثقلت عليه عباداته، وربما توصل الشيطان بالإنسان من خلالها إلى ترك العبادات بالكلية، وليس لها أمثل من تركها والإعراض عنها، وقد صرح العلماء إن الموفقين من الناس جربوا هذا الدواء فانتفعوا به نفعا عظيما، وهو الإرشاد النبوي لمن ابتلي بالوساوس، قال عليه الصلاة والسلام:

(فليستعذ بالله ولينته) فالانتهاء عنها والإعراض عن الاسترسال وعدم العمل بمقتضاها هو علاجها الذي إذا أخذت به، نفعك -بإذن الله تعالى- فإذا وسوس لك الشيطان أنك لم تفعلي شيئا من أعمالك في الوضوء فلا تلتفتي إليه، وابني على أنك فعلت ذلك، وإذا وسوس لك بأنه قد أصابك شيء من النجاسة فلا تلتفتي إليه وابني أمورك على أن الأصل في الأشياء الطهارة وعدم إصابتها بالنجاسة.

وبخصوص الاستنشاق فإنك لو لم تستنشقي بالكلية فإن وضوءك صحيح، فإن الاستنشاق سنة عند أكثر العلماء وهو القول الصحيح، ولكن مع هذا إذا وسوس لك الشيطان بأنك لم تستنشقي فابني على أنك استنشقت ولا تلتفتي إلى هذه الوسوسة، وكوني على ثقة تامة أن هذا هو الموقف الشرعي المطلوب منك في مثل هذا الحال، وإن الله تعالى لا يحب منك ولا يرضى أن تتابعي الشيطان في وساوسه، بل شرع لك وندبك إلى عدم الاسترسال معه، وقد سمعت الحديث النبوي؛ ولهذا يقرر العلماء أن الشك لا يؤثر على عبادات الإنسان إذا كان قد ابتلي بالوساوس بأن يأتيه الوسواس ولو مرة واحدة في اليوم، فكيف لمن أصبح الوسواس ملازما له -كما هو الحال معك أنت- فإذن هو الدواء أيتها الكريمة، ولم يبق إلا أن تجاهدي نفسك على العمل به، وأن تعلمي أنك مأجورة على هذا الجهاد، وأنك تسلكين الطريق الذي يحبه الله تعالى ويقربك إليه، واحذري أن يأتيك الشيطان من باب الورع والحرص على الدين ونحو ذلك؛ فإنما هي مكايد شيطانية يريد من خلالها الوصول إلى قطعك عن العبادة.

نسأل الله تعالى أن يدفع عنك كل شر وكل مكره، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات