السؤال
أنا فتاة في الـ 16 من عمري، في الصف الثالث متوسط، محبة للدراسة، نشيطة، محبة للحياة والعالم الخارجي، ولكن بعدما تخرجت من الابتدائي وانتقلت للمرحلة المتوسطة تغير مسار حياتي 180 درجة، أصبحت لا أحب الدراسة، ولا أريد الذهاب للمدرسة، وأصبحت كسولة بعدما كنت أكثر نشاطا من الأطفال، ولا أحب الخروج بسبب عدم نشاطي وعدم تحمسي للخروج من المنزل، وأنا الآن متغيبة عن المدرسة أكثر من شهر، ولا أدري ماذا أفعل، ولا أريد الذهاب للمدرسة، أشعر بضيق وعدم الراحة، مع العلم بأنه لا توجد أي مشكلة لدي في الدراسة، وأنا لا أريد أن تفوتني السنه الدراسية، فما نصيحتكم لي؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
ابنتنا الفضلة/ إسراء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ليس غريبا أن تشعر الفتاة بالاختلاف الكبير بينها عندما كانت في الابتدائية، وبينها وهي في المرحلة المتوسطة، فالطفولة ليست كالمراهقة ومرحلة الشباب! والتحدي الكبير للكثير من الطالبات هو كيف تبقي نفسها على الحماس السابق وعلى حبها للحياة والدراسة وغيرها! كيف تستعيد نشاطها الذي كانت عليه، وتتابع حياتها بالهمة التي كانت عليها.
ربما الحالة التي عندك ليست عدم رغبة في المدرسة بقدر ما هي عدم الرغبة في مغادرة المنزل، وشيء من تجنب لقاء الناس، وربما هي حالة من الارتباك والرهبة الاجتماعية، ولذلك فأنت تشعرين بالضيق وعدم الراحة، وخاصة أنك قلت أنه لا توجد أي مشكلة لديك في الدراسة، وأنك لا تريدين أن تفوتك السنة الدراسية.
علاج حالات الرهاب أو الارتباك الاجتماعي ليست بالتجنب، كتجنب الذهاب إلى المدرسة؛ لأن هذا التجنب لا يزيد المشكلة إلا تفاقما، وهذا ما تشعرين به الآن، حيث يصعب عليك الآن العودة إلى المدرسة بعد انقطاع شهر، وتبتكرين في إيجاد مبرر أو عذر للمعلمات ولصديقاتك، وإنما العلاج هو باقتحام الأماكن التي تتجنبينها، وهي هنا بالعودة المباشرة إلى المدرسة، وطبعا من المتوقع أن تكون العودة صعبة جدا، وخاصة لليوم الأول، ومن بعدها تسهل الأمور كثيرا.
أريد منك أن تحزمي حقيبتك المدرسية، وتعودي غدا للمدرسة، نعم غدا أو في اليوم الأول للدوام، فتأخير كل يوم يعيق تحقيق أحلامك وطموحاتك من النجاح في هذا العام، والخبر السعيد أنه لما كنت نشيطة في الابتدائية فهذا يجعل نشاطك الآن، وعودك لما كنت عليه، أكثر إمكانية للتحقيق.
وفقك الله، وجعلك من الناجحات المتفوقات.