أشعر بفتحة وهمية بصدري، فهل هذا من الوساوس؟

0 370

السؤال

أنا إنسانة بطبعي خوافة، وقدر الله أن تكون عندي نوبات هلع، وأحسست وقتها أني سأموت، ونقلت للمستشفى، وتم تنويمي هناك وإعطائي الأدوية، المهم أني تحسنت لفترة، ثم انتكست لفترة، رغم أني كنت مستمرة على الأدوية، بعدها غيرت الطبيب بعدما طلعت من المستشفى، وأعطاني الطبيب الثاني سيروكسات وتحسنت كثيرا عليه، وزاد وزني بشكل كبير، مما جعلني أكره نفسي وشكلي، آكل بشكل مخيف ولا أشبع، الآن تركت الأدوية لأني تحسنت، ولكن حالتي كانت: نوبات الهلع + عندي فتحة بصدري (طبعا فتحة وهمية)! وقد عملت فحوصات لأني توقعتها صحيحة من كثرة إحساسي الحقيقي بها، وكنت أضع يدي دائما على المنطقة ما بين النهدين، هناك مكان الفتحة، أشعر لو أني تركت يدي ستطلع روحي وأموت، الآن تحسنت والفتحة قلت كثيرا، وأصبحت لا أضع يدي على تلك المنطقةـ

المشكلة الآن: أحس بالفتحة ولم أرجع الإنسانة التي عرفت نفسي فيها، لأنه عندما يكون هناك ضغط أو عمل، أو لم أنم جيدا مثلا .. تزيد قوة الفتحة، مما منعني وقيدني من أعمال كثيرة كنت أحبها، ويستطيع أي إنسان طبيعي أن يفعلها، لا أريد أن أرجع للأدوية؛ لأنها تجعلني كسولة وسمينة.

الفتحة لم تزل، أخاف أن أتعرض لموقف عند الناس وتتشوه سمعتي، لذلك أنا أتجنبهم، أشعر أني منتهية، والفتحة لم تزل تماما، مما جعلني مقيدة، وبلا فائدة، وكئيبة، الفتحة موجودة، وأشعر بوهن بأعصابي وجسمي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روزا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

يظهر أن نوبة الهلع التي حدثت لك كانت شديدة، لذا تطلب الأمر دخول المستشفى؛ لأن في العادة نوبات الهلع والهرع لا تحتاج إلى العلاج الداخلي في المستشفيات، حيث معظم هذه الحالات يمكن علاجها على مستوى العيادات الخارجية، المهم الحمد لله الآن معظم أعراضك قد انتهت، بقي هذا التخوف الوسواسي حول موضوع الفتحة، وأنا أسميه تخوفا وسواسيا؛ لأن هذا هو الأقرب إلى التفسير الصحيح، الأمر كله متعلق بالحالة النفسية والروابط ما بين الأعراض، أتتك نوبات الهلع والتي تتميز بتسارع في ضربات القلب، والشعور بأن الموت آت، وبما أن القلب داخل القفص الصدري، حدث نوع من الارتباط الشرطي، وأصبح يأتيك هذا الشعور بوجود فتحة في الصدر، الرابط النفسي التشريحي موجود.

علاج هذه الحالة يتم بالتجاهل التام لهذا الأمر، وتحقير الفكرة تحقيرا شديدا، وأن تربطيها ببعض المنفرات، ومن هذه المنفرات تذكري موضوع هذه الفتحة وفجأة غيري تفكيرك لشيء آخر، يكون مثلا حدثا غير سعيد، أو قومي بشم رائحة كريهة، وفي النفس الوقت فكري في موضوع الفتحة، هذه التمارين تمارين بسيطة وفي ظاهرها مضحكة، ولكنها مفيدة جدا إذا طبقها الإنسان بتكرار وجدية وقناعة علاجية، أريدك أن تطبقي تمارين الاسترخاء، فهذه التمارين جيدة ومفيدة جدا، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) أرجو الرجوع إليها والاستفادة من التفاصيل التي وردت بها فيما يخص هذه التمارين وكيفية تطبيقها.

تجربتك مع الزيروكسات كانت تجربة إيجابية وسلبية في ذات والوقت، إيجابية حيث كان النفع العلاجي واضحا، ولكن حدثت لك زيادة في الوزن، وهذه قد تحدت مع تناول الزيروكسات، الآن أنا أعتقد إنك في حاجة إلى دواء، لكنه إن شاء الله لا يزيد الوزن، وهذا الدواء هو بروزاك، تناوليه لمدة ثلاثة أشهر، أرى أن ذلك أفضل؛ لأن البروزاك له فعالية خاصة في علاج المخاوف الوسواسية، والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة 20 مليجرام، يتم تناولها بعد الأكل، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك توقفي عن تناول هذا الدواء.

هذا هو الذي أنصح به في حالتك، وأرجو أن تصرفي انتباهك تماما عن موضوع الفتحة هذا، وذلك من خلال التحقير والتجاهل كما ذكرت لك، الربط مع المنفرات، وفي ذات الوقت أديري زمنك بصورة جيدة، ولا تدعي أي مجال للفراغ ليتلاعب بمشاعرك ووجدانك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات