أحب بنت عمي منذ سنوات ولم أستطع نسيانها

0 498

السؤال

أنا شاب متدين، عمري 41 عاما، عندما كنت صغيرا كنت أحب ابنة عمي، وعلاقتنا كانت فقط بتبادل النظرات، إلا أنني لم أصارحها بحقيقة مشاعري، وأمضينا ثلاث سنوات على هذا الحال، بعدها عرفت من آخرين أنه تقدم لها شاب لخطبتها وجلست معه، ولم تخبرني بشيء بهذا الخصوص، فجن جنوني وأحسست أن غدرا قد وقع، وابتعدت عنها وقاطعت دار عمي، وكنت طالبا ولا أستطيع أن أفتح بيتا، وبعدها تزوجت ابنة عمي، وسافرت، وبقيت أعاني من الألم والحزن، وبعد سنوات تزوجت وأصبح عندي عائلة وأولاد، والآن وقد أصبح عمري 41 عاما استطعت أن أجدها على الفيس بك، وأعمل معها صداقة باسم بنت، لا أعرف ماذا أريد منها، ولماذا كل ما أفعله.

إنني أؤلف قصصا من وحي الخيال تحاكي قصتي معها، لأحسسها بخطئها وذنبها، لا أدري لماذا أفعل هذا وماذا أريد في النهاية، المهم أنني طيلة كل تلك السنين لم أستطع نسيانها، أرشدوني ماذا أفعل، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله،،
السلام عليكم ورحمة الله وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابننا الفاضل، ونشكر لك هذه الصراحة في طرح المشكلة، ونتمنى أن تعالج هذا الخطأ بالابتعاد عن بنت العم التي أصبحت زوجة لشخص آخر، ولا يجوز للإنسان أن يخبب امرأة على زوجها، أن يؤثر عليها بمثل هذا الكلام، كما أن هذا التواصل في كل الأحوال لا يقبل من الناحية الشرعية، وأرجو أن تكتفي بزوجتك الحلال التي رضيت بك وتسعد بعيالك الذين عندك، وتترك بنت العم من أجل أن تعيش مع زوجها، فإن سعادتها مع الزوج سعادتك، فهي بنت عم لك، وهي عرض لك أيضا، فلا تفسد عليها حياتها، ولا تشوش عليها بهذه الطريقة، وتعوذ بالله تبارك وتعالى من شيطان يريد أن يخرب عليك، ويريد أن يدخلك في هذا النفق المظلم، وأشغل نفسك بالمفيد، وتقرب إلى الله المجيد، واعلم أن الله يعلم السر وأخفى سبحانه وتعالى، وأن هذه (بنت العم) هي أجنبية عنك، بل هي زوجة لإنسان آخر لا يجوز التواصل معها بهذه الطريقة ولا بغيرها، لأنها تعتبر أجنبية عنك، وإذا كانت لك صلات فينبغي أن تكون من خلال السلام في حضور زوجها دون مصافحة، وإنما السؤال عنها باعتبارها بنت عم، وإذا كان أيضا مجرد السؤال يعيد لك تلك الجراح فنتمنى أيضا أن تتفادى هذا الجانب - وأنت معذور بهذه الناحية - حتى لا تفتح جراحا قديمة.

وعلى كل حال: ينبغي لكل إنسان أن يرضى بما قسم الله تعالى له، وإذا أصبحت بنت العم أو غيرها في عصمة رجل آخر فإنه لا يجوز أبدا بأي حال من الأحوال التواصل معها، لأنك حمو، والحمو هو الموت، فلا تفتح على نفسك ولا على بنت العم هذا الباب، كما أن مسألة الاحتيال والظهور والكلام بلسان أنثى، هذه من الأمور والخديعة التي لا تليق بأمثالك من الفاضلين، فأنت ولله الحمد متدين، وأنت قدوة للأجيال، ونسأل الله أن يعينك على تدارك هذا الخلل والخطأ، وأرجو أن تكون هذه الاستشارة تجعلك تعود إلى الصواب، واعلم أن الله تبارك وتعالى يستر على الإنسان ويستر عليه ويستر، فإذا تمادى في المعصية ولبس للمعصية لبوسها وبارز الله بالعصيان هتكه وفضحه وخذله، فاحذر من مكر الله تبارك وتعالى، وأشغل نفسك بما يرضي الله تبارك وتعالى، وابتعد عن بنت العم، واجتهد في نسيانها، وإذا ذكرك الشيطان بها فأكثر من الاستغفار، واعلم أن هذا العدو همه أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله، وتذكر أن عداوتنا للشيطان لا تتحقق إلا بمخالفة أمره وباتخاذه عدوا، ولن يحصل ذلك إلا بطاعة الرحمن والتقرب إلى خالق الأكوان سبحانه وتعالى.

نسأل الله أن يسعدك بالحلال، وأن يبعد عنك الحرام، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات