السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجي يضربني ويسبني ويسب أهلي، قررت الخروج من البيت دون أن يعرف ذلك، لكن لا يوجد لدي مكان أذهب إليه، وأهلي لا يريدونني أزيد في مشاكلهم؛ وأنا لا أريد زوجي؛ ساعدوني، جزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام دانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله تعالى أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وأن يصلح لنا ولك الأحوال، إنه الكبير المتعال.

ننصحك بعدم الخروج من البيت، وعدم الاستعجال في هذه الخطوة، وأرجو أن نقف جميعا لنسأل: لماذا يضرب هذا الزوج؟ فنحن على قناعة بأن الزوج لا يمكن أن يضرب زوجته بدون سبب، فما هي الأسباب التي تجعل هذا الزوج يعتدي عليك بالضرب؟ وهل أنت على معرفة بالأمور التي لا يرضاها الزوج، ولا يقبل بها، فتحاولين عناده؟ هل أنت من النوع الذي يرفع صوته على الزوج؟ هل أنت ممن يتهم الرجل في كرامته وفي رجولته؟ هل أنت ممن تؤثر الكلام؟ هل أنت ممن تضع زوجها أمام خيارات صعبة، كأن تقولي إما أنا وإما أهلك؟

لا ندري لماذا هو يضربك؟ وبالفعل يمد يده عليك، أرجو أن تساعديننا في بيان هذه الأمور، ثم بعد أن يضربك هل يأتيك ويعتذر ويندم على ما فعل؟ أم لا يبالي بما حصل؟

نريد أن نقول أيضا: هل هناك أطراف أخرى لها علاقة بهذا الإشكال الذي يحدث؟ أسرتك أيضا لماذا لا تريد المشاكل ولا تريد أن تتدخل؟ هل حاولت أن تعرضي عليهم هذا الأمر؟ وإذا لم تكوني قد فعلت، فإنا ننصحك بكتمان ما يحصل بينك وبين زوجك، وأرجو أن تتواصلي مع الموقع لتبيني لنا طبيعة الرجل لماذا يضرب؟ ما هي الأشياء التي لا يرضاها؟ أو تعرضي لنا نموذج لمشكلة مد فيها يده، نستطيع عند ذلك أن نتعرف على طبيعة وشخصية هذا الرجل، وطبيعة المشاكل التي تحصل بينكما، وهذا سيعيننا بحول الله وقوته على علاج المشكلة.

كما نرجو ألا تشعريه بأن أهل البيت غير راغبين في عودتك إليه، وننصحك ونكرر النصح مهما كانت المشاكل فإن خروج المرأة من بيتها نسمي هذه خطيئة العمر، لأن الخروج بهذه الطريقة بعد خصام وبعد شجار يعني قد يصعب علاجه، فأهلك قد يقفوا في صفك، وأهل الزوج قد يقفوا في صفه، ويمنعوه من الذهاب للمجيء بزوجته، وأهلها كذلك يمنعوها من العودة إلى زوجها، وتكون عند ذلك المشكلة والمأساة. لذلك نكرر: لا تحاولي الخروج، ومن المهم أن تبيني لنا أسباب هذا الذي يحدث، فإن معرفة السبب سيبطل معها العجب، وسنجد بحول الله العون على إصلاح الخلل والعطب.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يقر عينك بصلاح هذا الزوج، وأن يردنا جميعا إلى ما يحبه ربنا ويرضاه.