متى تكون أيام التبويض؟ وهل موانع الحمل مفيدة أم مضرة؟

0 706

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك -يا دكتورة، وزادك علما وصحة.

زوجتي في شهرها الأخير، وسوف تكون ولادتها إن شاء الله في 1434/2/20 .

عندي أسئلة:
1- ماذا يجب على زوجتي أن تفعله بعد الولادة، فهذا أول حمل؟
2- زوجتي قبل الحمل كان يظهر لديها في عضلة الساق بقعة خضراء تختفي مع الوقت تقول إنها منذ زمن تأتيها، وهي قبل الدورة أيضا أختها كذلك.

3- زوجتي عانت الأمرين من الحمل، لدرجة أني كنت أطلب منها إسقاط الجنين في بداية الحمل شفقة عليها، فالوحم مستمر معها إلى الشهر الأخير، بعد الولادة ماذا تفعل زوجتي هل تستخدم موانع الحمل؟

4- أريد طريقة أعرف بها أيام التبويض لتجنب الحمل؟

5- البعض يقول إن موانع الحمل مفيدة، فهي تمنع وتقلل من السرطانات، والبعض يقول إنها مضرة جدا، ما هو رأيك؟

أسأل العظيم أن يرزقكم الصحة والعافية، وأن يجزيكم خير الجزاء على ما تقومون به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنشكر لك كلماتك الطيبة, والتي تنم عن ذوقك ولباقتك, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما, ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.

وفي البدء نسأل الله عز وجل, أن يتم الحمل والولادة عند زوجتك على خير, وأن يجعل المولود القادم من أبناء السعادة في الدارين -إن شاء الله-.

وأحب أن أوضح بأن فترة النفاس هي ليست مرضا, بل هي فترة أو حالة فيزيولوجية طبيعية, خلق الله عز وجل جسم الأنثى مستعدا ومهيئا لها, ومع اتباع بعض الاحتياطات البسيطة, يمكن للسيدة أن تنهي هي ووليدها فترة النفاس في أتم صحة وعافية -بإذن الله-.
من الأمور التي يجب الاهتمام بها في فترة النفاس هي:

- أخذ قسط وافر من الراحة يوميا, ورغم أن هذا الأمر لا يكون متاحا بسهولة للنفساء, إلا أنه ومع بعض التعديلات البسيطة على نظام حياتها, فإنها ستتمكن من فعل ذلك, فيمكنها مثلا أن تتجاهل بعض الأعمال غير الضرورية أو غير المستعجلة, وأن تغتنم فرصة نوم وليدها لتنام معه, خاصة في فترة الأسبوعين الأولين, فهي بذلك تساعد جسمها على استعادة طبيعته بسرعة, وتساعد جهازها المناعي, والذي كان مثبطا في فترة الحمل على النشاط ثانية, وبنفس الوقت فإن النوم والراحة سيجعلها بحالة نفسية أفضل فيزداد إدرار الحليب, وتكون قادرة على التعامل مع وليدها بهدوء ومن دون توتر.

- كما يجب على النفساء تناول وجبات متعددة ومتوازنة كما في الحمل, فإن كانت مرضعة فيجب عليها أن تتناول حاجة جسمها من الحراريات مضافا لها 500 وحدة حرارية, وذلك من أجل إرضاع الوليد (المجموع تقريبا هو بحدود 2800 ) سعرة, ويجب أن تكون هذه السعرات موزعة على ثلاث وجبات رئيسية, وثلاث وجبات صغيرة بينها.

- ويجب أن تتفادى الإمساك والسعال, وكل ما يزيد الضغط في داخل البطن مثل (حمل أو رفع الأشياء الثقيلة), لأن هذا سيؤدي إلى زيادة الضغط على الرحم، وعلى أربطة الرحم، والتي تكون ما تزال لينة, فيؤهب إلى حدوث الهبوط الرحمي, -لا قدر الله-.

- وتنصح النفساء بالمشي والحركة قدر استطاعتها في المنزل, وعدم البقاء في السرير أو الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة, وذلك للوقاية من حدوث الجلطات في الساقين, ففترة النفاس هي من أكثر الفترات التي تكون السيدة فيها عرضة لتشكل الجلطات في الساقين؛ لأن جسمها في هذه الفترة يتخلص من السوائل التي تم حبسها في الحمل بسرعة كبيرة, لكن كريات الدم وعوامل التخثر التي ارتفعت في الحمل تحتاج إلى وقت أطول لتتراجع مما يؤدي إلى زيادة كثافة الدم وحدوث الجلطات.

- ويجب أن تنتبه النفساء إلى أي ارتفاع في الحرارة, أو أي إفراز له رائحة غير مستحبة, والى أي زيادة في كمية دم النفاس, فإن لاحظت أي من هذه العلامات, فيجب عليها مراجعة الطبيبة فورا للتأكد من عدم حدوث التهابات أو غير ذلك, -لا قدر الله-.

- بالنسبة للجماع فيفضل أن يتم تأجيله إلى ما بعد انتهاء فترة النفاس كاملة, وهي 6 أسابيع, حيث يكون الجهاز التناسلي قد استعاد طبيعته, ويكون الجسم قد تخلص من تأثير الهرمونات, والأهم تكون مناعة السيدة قد عادت إلى طبيعتها, فتقل نسبة حدوث الالتهابات -بإذن الله تعالى-.

ووضعية الجماع التي ننصح بها في المناسبات الأولى بعد الولادة المهبلية, هي أن تكون الزوجة في الأعلى حيث يمكنها التحكم في إيلاج العضو الذكري قدر تحملها, خاصة عندما يكون هنالك خياطة أو خزع في الفرج , فلا يحدث ألم أو انزعاج, لكن بعد فترة من ذلك يمكن اختيار أي وضعية يرتاح إليها الزوجان.

بالنسبة لما تذكره من وجود بقعة خضراء في عضلة الساق عند زوجتك, فكون هذه البقعة تظهر وتختفي, فهي قد تكون ناجمة عن شعيرات دموية يحدث فيها نزف متقطع, ثم يتحول لون الدم من الأحمر إلى الأخضر المزرق, وبالطبع من الأفضل فحصها للتأكد أكثر.

- وبالنسبة لمنع الحمل بعد الولادة, فيمكن لزوجتك أن تعتمد على الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل في الستة الأشهر الأولى فقط بشرط توافر 3 أمور:
1- أن يتم إرضاع الطفل بشكل تام من الثدي وبدون مساعدة, لا بالحليب الصناعي، ولا بالأغذية الأخرى, وأن يكون الإرضاع منتظما تماما في النهار، وكذلك في الليل.

2- أن يكون مص الطفل قويا, فيكون قادرا على إفراغ الثديين في خلال الفترة المتوقعة, وهي تقريبا 20 دقيقة.

3- أن تكون الدورة منقطعة تماما مع الرضاعة.

إن توافرت الشروط الثلاثة السابقة, فيمكن هنا القول بأن فاعلية الرضاعة في منع الحمل لمدة ستة أشهر فقط ستكون عالية جدا, وتقارب فاعلية الحبوب المانعة للحمل, لذلك يمكن الاعتماد في الستة أشهر الأولى فقط على الرضاعة كمانع حمل, في حال توافرت الشروط السابقة.

ولا يمكن حساب أيام التبويض إلا بعد معرفة تاريخ نزول الدورة, وهل هي منتظمة أم لا, لكن كقاعدة عامة يمكن القول بأن التبويض يحدث قبل 14 يوما من التاريخ المتوقع نزول الدورة فيه, فإن كانت الدورة منتظمة، فإن فترة الإخصاب التي يجب تفادي الجماع فيها تكون من اليوم 11 إلى اليوم 17 من الدورة.

بالفعل إن لحبوب منع الحمل فوائد كثيرة غير فائدتها في منع الحمل, فهي تقلل من كمية دم الدورة, وتقلل من ألم الدورة, وكذلك تحمي من تشكل أكياس في المبيض, وتحمي من بعض أنواع السرطانات, وتعالج أمراضا نسائية عديدة لا مجال لذكرها, لكن بنفس الوقت فإنها قد تسبب بعض المشاكل الصحية, ولذلك فهي لا تناسب بعض السيدات اللواتي لديهن حالات مرضية معينة.

لذلك إن لم تكن تعاني السيدة من أية مشاكل صحية, مثل أمراض الكبد, الجلطات, ارتفاع الضغط والسكر, فإن الحبوب هنا ممكن أن تكون الخيار الأول لمنع الحمل؛ لأن السيدة هنا ستجني الفوائد من هذه الحبوب بدون أن تتعرض للمضار, لكن إن كان لدى السيدة أمراض تزداد أو تنشط بتناول الحبوب, فهنا لا يجوز استخدام الحبوب عندها.

إذن ما هو جيد لسيدة في منع الحمل, قد يكون ضارا لغيرها, ولهذا فيجب أن لا تتناول أي سيدة مانعا للحمل بدون استشارة طبية.

نسأل الله عز وجل أن يمتعك وزوجتك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات