بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أتفهم حيرتك يا عزيزتي, وأريد أن أبسط لك الموضع, فأقول لك: إن الإفرازات عند المرأة هي نوعان: النوع الأول هو إفرازات صادرة من غدد الرحم وعنق الرحم, وهذه الإفرازات تتغير طبيعتها, وشكلها (شفافة متمططة أو بيضاء لزجة) حسب أيام الدورة الشهرية, وحسب الهرمونات المبيضية, وهي إفرازات مستمرة لا علاقة لها بالرغبة الجنسية, وهي لا تتأثر بالتعرض للمهيجات والمثيرات, ويمكن تشبيهها بالدمع في العين, واللعاب في الفم, والمخاط في الأنف.
النوع الثاني: هو إفرازات من خارج الرحم وعنق الرحم, مصدرها الغدد المحيطة بفوهة المهبل, وهذا النوع من الإفراز ليس له علاقة بأيام الدورة, وليس له علاقة بالهرمونات, بل له علاقة بحدوث الإثارة الجنسية, ولذلك فهو ينزل فقط بعد التعرض لمثل هذه الإثارة, ويمكن للفتاة تمييزه بسهولة, فهو بلون أبيض وليس شفاف, وبكمية لا تتجاوز النقطة أو نقطتين, وهو يخرج فقط بعد أن تتعرض الفتاة للإثارة بأي وسيلة, سواء بعد مشاهدة مناظر مثيرة, أو سماع شيء مثير, أو حتى عندما تنتابها تخيلات جنسية.
إذا الإفراز الذي لا يكون قد سبقه إثارة جنسية هو إفراز عادي, لا ينقض الوضوء, ولا يستدعي الغسل.
أما الإفراز الذي ينزل خلال أو بعد الإثارة مباشرة, فهو إفراز شهوة, وهو ينقض الوضوء ويستدعي الغسل, هذا والعلم عند الله عز وجل.
بالنسبة لاستخدام المناديل بدل الفوط النسائية فهو لا يسبب أذية في غشاء البكارة, فلا داعي للخوف من هذه الناحية, لكنني أنصحك بعدم فعل ذلك ثانية, والسبب هو أن المناديل الورقية تتمزق بسهولة, وقد تدخل بعض القطع منها إلى فوهة المهبل, ثم تنحبس هناك فيحدث بسببها التهاب -لا قدر الله- خاصة في أيام الدورة الشهرية, بالطبع إن هذا أمر نادر الحدوث, لكنه ممكن, لذلك فالوقاية تبقى أفضل.
أما إدخال أصبعك لمعرفة هل نزلت إفرازات مهبلية أم لا؛ فطريقتك هذه لا تسبب أذية في غشاء البكارة, طالما أنك لا تقومين بإدخال الأصبع إلى المهبل, وفقط تقومين بملامسة الأشفار والمنطقة بينهما, لكن أيضا أقول لك: لا داعي لفعل ذلك, فحتى لو شعرت بنزول إفرازا, فإن كان نزوله بدون شهوة فتجاهليه, ولا داعي لفعل أي شيء, وفقط قومي باستعمال فوط رقيقة مخصصة للإفرازات لتحمي الملابس الداخلية, وقومي بتغيير الفوطة عند كل دخول للحمام.
نسأل الله العلي القدير أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتورة رغدة عكاشة, مستشارة أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي, مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
أما بعد:
فالمذي من علاماته أنه ينزل عن ثوران الشهوة، ولا يحس الإنسان بخروجه، وهو نجس كما ذكرت أيتها الأخت الكريمة, فيجب تطهير الثوب والبدن منه، وهو كذلك موجب للوضوء إذا أردت الصلاة ونحوها من الأعمال التي لا تستباح إلا بطهارة.
أما السوائل الأخرى التي تنزل من المرأة وهي التي تعرف عند الفقهاء برطوبات الفرج فلعلها التي قصدتها الدكتورة بأنها لا علاقة لها بالإثارة الجنسية, وأيضا ينبغي أن تكون لا علاقة لها بأيام العادة, فهي رطوبات معتادة ليس من منيا ولا مذيا ولا وديا، بل شيء معتاد يخرج من المرأة في سائر الأوقات لغير إثارة.
وهذه الرطوبات اختلف الفقهاء في نجاستها وكثير منهم يرى بأنها طاهرة, لا سيما إذا كانت من الفرج الظاهر، وهي مع طهارتها تنقض الوضوء وهذا مذهب جماهير الأمة ومنها المذاهب الأربعة؛ أن الرطوبات وإن قيل بطهارتها فإنها ناقضة للوضوء؛ لأنها خارجة من السبيل.
وإذا شككت أيتها العزيزة في كون هذا الخارج مذيا أو من رطوبات الفرج المعتادة فلك أن تتخيري بأن تجعلي له حكم المذي فترتبي عليه أحكام المذي من حيث تطهير البدن والثوب منه، وهو موجب للوضوء أو تجعليه من رطوبات الفرج فتتركي تطهير الثوب والبدن منه لكنك إذا أردت الصلاة فلا بد من الوضوء لأنه كذلك ناقض للوضوء.
فلك الاختيار بينهما عند الشك، أما إذا تيقنت أنه مذي وجب عليك أن تأخذي بأحكام المذي وكذلك العكس إذا تيقنت أنه من الرطوبات فطبقي عليه أحكام الرطوبات من حيث الطهارة في نفسك, لكن لا بد من الوضوء بعده.
وعلامة المذي الفارغة أو الفاصلة أنه تخرج عند ثوران الشهوة, وقد يتميز بكونه لزجا, والرطوبة الأخرى ليست كذلك، وبهذا البيان يكون الأمر الواضح من حيث الحكم الشرعي، وما الذي يجب عليك أن تفعليه في كل حالة من الحالات.
نسأل الله تعالى أن يفقهك في دينه، وبالله التوفيق والسداد.