السؤال
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع, وعلى ما تقدمونه من استشارات وخدمات, جزاكم الله خيرا.
أود أن أعرض مشكلتي عليكم, وهي مشكلة تؤرقني كثيرا, وتسببت في خسارتي لأشياء كثيرة في حياتي, وهي مشكلة التردد, وعدم اتخاذ القرار, والوسواس بعد اتخاذ القرار, والندم عليه.
أنا لا أستطيع أن أتخذ قرارا إلا بعد فترة طويلة جدا, وقد أتخذ القرار بعدما يكون الوقت قد فات, وأندم بعد ذلك لماذا لم أتخذ القرار مبكرا.
أيضا المشكلة الكبري هي أنني أخاف جدا من اتخاذ القرارات, وأتمنى ألا أتخذ أي قرار في حياتي, ودائما أفكر أن هناك أفضل, وأنني تسرعت في اتخاذ أي قرار, وكان لا بد أن أنتظر قليلا.
على سبيل المثال حينما كنت أذهب لشراء ملابسي كان لا بد أن أستشير أحد أصدقائي, فإذا قال لي: إن هذا القميص غير مناسب أتركه ولا أشتريه, وإذا قال لي: إنه مناسب أشتريه على الفور.
وقد قمت منذ فترة بشراء موبايل, وبعد شرائه شاهده أحد زملائي بالعمل وقال لي: لماذا اشتريت هذا الموبايل؟ إن صوته منخفض وغير جيد, ومنذ تلك اللحظة فكرت في كلماته, وبدأت أشعر فعلا بأن الموبايل صوته منخفض, وقمت بعمل إعلان على الإنترنت لبيع الموبايل, على الرغم من أنني اشتريته منذ يوم واحد فقط, وبعته بالفعل, وخسرت فيه حوالي 300 جنيه, وقمت بشراء تليفون مستعمل بدلا منه لمجرد أن صوته عال, كما قال لي زميلي.
أيضا من بين المواقف التي تسببت في خسارة كبيرة لي بسبب التردد هي أنني قمت بشراء لاب توب بحوالي 4000 جنيه, وقد قمت بشرائه بعدما قمت بدراسة جميع أنواع اللاب توب على الإنترنت لمدة شهرين, حتى أستقر على النوع الأفضل, ثم بعد ذلك ذهبت لشرائه, وبعد شرائه بيوم واحد, شعرت أنني تسرعت, وأن هناك أفضل من هذا الموديل, وكان لا بد أن أختار الموديل الآخر.
ذهبت للبائع وقلت له إنني لا أريد الجهاز فسألني هل هناك عيب فيه؟ قلت له لا. ولكنني أريد الموديل الأفضل, فقال لي سوف تخسر في هذا الجهاز 500 جنيه؛ لأنك قمت باسترجاعه, فوجدت نفسي أقول له موافق, وقمت باسترجاع الجهاز, واشتريت موديلا آخر, ولولا أن الحرج منعني لكنت قد قمت باسترجاع الموديل الثاني أيضا, وهكذا....
أيضا: من ضمن الأمور التي أفسدها التردد في حياتي هي أنني قمت بخطبة إحدى زميلاتي في العمل, وبعد خطبتها بيوم واحد بدأ الوسواس يتسلل إلى نفسي أنها غير جميلة, وأنني تسرعت, وكان لا بد أن أنتظر لعلي أجد من هي أجمل وأفضل!
وبدأت المعاملة تسوء مع خطيبتي, فلا أحب أن أكلمها, ولا أراها, وأتجنب الذهاب إلى بيتها, وإلى عائلتها حتى اكتشفت أنني لا أعطيها بالا؛ فقررت فسخ الخطبة فورا, وقالت لي: أنت إنسان متردد لا يدري ماذا يريد!
وأخيرا: قمت منذ شهر بشراء شقة جيدة بعد تفكير طويل, وتردد طويل, ولكن منذ أن اشتريتها وأنا لا أنام, فالوسواس لا يتركني, ويقول لي أنت تسرعت, لماذا اشتريت هذه الشقة في هذه المنطقة, كان لا بد أن تنتظر قليلا لكي تجد شقة أفضل في منطقة أفضل, يا خسارة لقد تسرعت, ولكن ماذا ستفعل الآن؟
لدرجة أنني فكرت أن أذهب لصاحب العمارة, وأطلب منه استرجاع نقودي, وإلى الآن يراودني هذا الشعور, ولكنني فضلت أن أكتب لكم لعلي أجد حلا لتلك المشكلة التي تهدم حياتي يوما بعد يوم, خصوصا وأنني حاليا أخطب فتاة ملتزمة ومتدينة, ويراودني نفس التردد الذي حدث مع الفتاة السابقة, فماذا أفعل؟
أصبحت أخاف الزواج, وأتمني لو يتم تأخيره إلي وقت بعيد.
بقي شيء أخير, وهو أنني أقوم بالاستخارة فعلا قبل اتخاذ أي قرار, ولكنني أحيانا أظل مترددا بعد الاستخارة أيضا, وأقول لنفسي: لقد استخرت, لماذا أنت متردد؟ فيكون الوسواس هو: من قال لك أن الله قد قبل استخارتك؟ لعل الله يعاقبك ويختار لك شيئا سيئا ليعاقبك؛ لأنك غير منتظم في الصلاة, ومقصر في قراءة القرآن.
أنا أعرف أن هذا ليس صحيحا, وأنني لا بد أن أكون حسن الظن بالله سبحانه وتعالى, ولكن هذا ما يحدث لي بالفعل.
ملاحظة: أنا أتناول دواء يسمي ( بروزاك ) كبسولة يوميا منذ أسبوعين, ولكنني لم أشعر بتحسن قوي حتى الآن.
وشكرا جزيلا.