أحببت فتاة... وبعد صلاة الاستخارة لم أعد أشعر بحبها.

0 554

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت فتاة قبل سنة، وهي متعلقة في بشدة، وأنا كنت كذلك، وكان العائق بيننا عائلتي، كونهم يرفضون أن أتزوج من غير قبيلتنا، مع الأيام كبر حبي لهذه الفتاة لحبها لي وثقتها بي، وأرسلت لي صورتها بطلب مني، واتفقنا بعدها أن نصلي صلاة الاستخارة، هي أخبرتني أنها تحس بالراحة، ولكن أنا لم أشعر بالراحة، وعندما أعيدها لا أحس بشيء.

وعندما أخبرتها يوما أني لم أشعر براحة أصبحت تبكي، وقررت أن تنتحر، فأخبرتها أنني معها، لا أعلم ما سبب ما يحدث لي، لكنني وكلت أمري لله، واقتنعت أننا لا نصلح لبعض، كوني لم أرتح، وعندما أخبرها تخبرني أني رأيت وجها وذلك حرام، وتذكرني كما تدين تدان، وأخاف وأرجع لها، وأحاول مع أهلي أن أتزوجها ولكن دون جدوى!

أصبحت أخاف من عقاب الله فيها أو أن الله يبتليني بزوجة تكلم غيري، يعلم الله أني لم آخذها تسلية أو لعبا، ولكن لم أرتح، فكيف أقنعها بدون أن أجرحها، وبدون أن تدعو علي، علما بأني سأفقتد اهتمام امرأة مثلها!

لا أعرف ما الذي أقوله، ولكني في دوامة بحياتي وأعاني منها، فأرجوكم جدوا لي حلا جزاكم الله جنة الفردوس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أخوكم في الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك - ابننا الفاضل – ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وكم تمنينا دائما أن تكون البدايات صحيحة، وأن يبدأ الشاب البداية الصحيحة إذا وجد في نفسه ميلا إلى فتاة، أن يدخل أهله في الموضوع، وأن يعرف أن هذه العلاقة يمكن أن تصل إلى نهاياتها، وأن يتأكد أن هذه العلاقة وهذه المراسيم ليست فيها مخالفات شرعية، فإنا لا نجد في نصوص الشريعة ما يسمح للشاب أن يتواصل مع فتاة، ثم يستميل قلبها، ثم يطيل معها الحديث، ثم يضيع عليها الكثير من الفرص، ثم يخرج من حياتها بهذه السهولة.

إن الإسلام يريد الاستخارة أن تكون في البداية، وليس بعد معرفة، وليس بعد سنوات، وليس بعد علاقات، وليس بعد إرسال الصور؛ ولذلك (حقيقة) هذا إشكال، وعلى كل حال فإنا ندعوك إلى أن تدرس المسألة بأبعادها كاملة، نذكرك بأن الواحد منا لا يرضى مثل هذا لابنته وأخته، فكيف نرضاه لبنات الناس.

نذكرك ونذكرها بضرورة التوبة إلى الله والرجوع إليه مما حصل، والخطوة الأولى هي التوبة، التوقف، ثم بعد ذلك عليك أن تكرر المحاولات مع أهلك، فإذا وجدت منهم قبولا ورضا وموافقة فلا مانع من أن تعود للفتاة، وتطرق باب أهلها، وتطلب يدها، وإذا لم يحصل هذا ولم تحصل على الموافقة، فعند ذلك ينبغي أن تكون معها في منتهى الوضوح. نحن نقدر أنها ستعاني وأنك ستعاني، لكن لا شك أن هذا الحل أحسن بملايين المرات من الدخول في تجربة محفوفة بالمخاطر، تجربة ليس فيها ميل أو انجذاب أو تفاهم، تجربة يخالف فيها الإنسان أهله وأسرته وعادات القبيلة، ولكن أرجو أن يكون الآن الدعوة للتوقف.

ثانيا: التوبة إلى الله تبارك وتعالى.

ثالثا: تكرار المحاولات مع أهلك، وإذا وجدت وفاقا وقبولا عند ذلك تعيد الكرة وتطرق باب أهلها.

رابعا: ينبغي أن تحذر كل الحذر من العبث بالصورة التي وصلت إليك، إذا كان بالإمكان إرجاعها أو إتلافها فإن هذا هو المطلوب، وأرجو أن تعلم أن مثل هذه العلاقات التي نشأت في هذه الشبكة العنكبوتية في الخفاء هي تكون مصدرا خصما على سعادة الطرفين، لأن أي علاقة ليست على هدى من الله ونور هي وبال على أصحابها، والعلاقات العاطفية قبل الحياة الزوجية هي خصم على سعادة الأزواج، إلا أن يتوبوا إلى الله تبارك وتعالى ويرجعوا إليه.

من هنا نحن ندعوك إلى حلول واضحة وحاسمة في هذه المسألة، ومن هذه الحلول كما قلنا (التوقف) يعني لابد أن تتوقف، وتطلب منها أن تتوب، وتراجعوا أنفسكم، تعدها بأنك ستحاول، ولا تتواصل معها مباشرة، وإنما إذا وافق الأهل عليك أن تأتي إلى دارها من الباب، وتقابل أهلها الأحباب، وتعرض نفسك على أهلها، وعليهم كذلك أن يتعرفوا على أسرتك، كما أرجو أن تكون الأسرة معك، دائما ينبغي أن تجتهد في إقناع الأهل بضرورة أن يكونوا معك.

أما بالنسبة للعواقب المترتبة فنسأل الله أن يحفظكم، والله أعلم بالنيات، فإذا كان الأمر كما قلت: (كنت صادقا وكنت أريدها) رغم أننا لا نوافق على هذا الأسلوب الذي تم بالخفاء، لأن الإسلام لا يعترف بعلاقة في الخفاء، ولا يعترف بعلاقة لا نضمن فيها الارتباط الفعلي، يعني لا يكون هدفها الزواج، ولا يعترف بعلاقة ليست في السطح، ليس لها قواعد وضوابط شرعية تحوطها، إذا كان الخاطب الذي يأتي من الباب ليس له أن يخلو بمخطوبته ولا أن يتوسع معها في الكلام ولا أن يخرج بها، فكيف وهذه العلاقة لم ترق حتى إلى درجة أن تكون خطبة، وأن تكون هذه الفتاة مخطوبة لك، فلذلك أرجو أن يكون في الذي حصل درس لك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يقدر لك ولها الخير حيث كان، ثم يرضيكما به، وعلى كل حال: فإن الوضوح والنصح إذا كنت على ثقة أنك لا تكمل معها المشوار فمن الضروري مهما كانت الصدمة أن تعرف الفتاة الحقيقة الآن، حتى لا تضيع عليها الفرص.

ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات