السؤال
السلام عليكم
أود أن أستفسر عن سبب ضعف التركيز الشديد، فأنا عندما أستذكر دروسي أكون كثيرة شرود الذهن, لدرجة تصل بي إلى أن أجلس في 4 صفحات فقط حوالي ساعة ونصف، ولا أدري لم ذلك؟ هل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي؟ أم ماذا؟
أحيانا أمل من المذاكرة بسرعة، فتراجع مستواي الدراسي بعد أن كنت أكثر المتفوقين تفوقا، شعرت بالإحباط، وكنت أبكي بشدة لهذا السبب، لكني لاحظت أني أستطيع التركيز عند قراءة القصص المثيرة، من دون أن يشرد ذهني ولو مرة.
ساعدوني وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
التركيز مرتبط بعدة عوامل أهمها رغبة الإنسان في المادة التي يقوم بقراءتها أو الاطلاع عليها, وإلى أي مدى لديه القابلية والاستعداد لتفهمها بصورة دقيقة، هذا أولا.
ثانيا: القلق يؤدي إلى تشتت الذهن وتداخل الأفكار وهذا يضعف التركيز.
ثالثا: الاجهاد الجسدي والنفسي.
رابعا: تخير الأوقات الخاطئة للدراسة, وفي حالات نادرة قد توجد أمراض عضوية تضعف التركيز، ومن هذه ضعف إفراز الغدة الدرقية, هذا يكون عند من هم أكبر سنا, ولا ينطبق عليك إن شاء الله تعالى، فإن الذنوب والمعاصي تضر بالإنسان في كل شيء، والنفس المطمئنة دائما تكون مركزة, ودليلها القابلية للاستيعاب الجيد, والذي يحرص على أن تكون نفسه في حالة اطمئنان لا شك أن ذلك يحسن من تركيزه.
موضوع أنك تستطيعين التركيز عند قراءة القصص المثيرة هذا أمر طبيعي؛ لأن أحد عوامل التركيز هي نوعية المادة التي يقرأها الإنسان, ومدى رغبته فيه, مثلا تجد بعض الناس يزداد تركيزهم بصورة ممتازة جدا عند قراءة القرآن, وذلك نسبة لمحبتهم لكتاب الله وتشوقهم, وحين يقرؤون أشياء أخرى قد لا يكون تركيزهم بنفس المستوى وهكذا.
إذن عملية الرغبة تساعد في أن يكون الإنسان منشدا إلى ما يريد قراءته وهذا يؤدي إلى حسن التركيز.
الذي أنصح به أيتها الكريمة أولا: أن تقدري قيمة العلم بصورة أفضل، وتعرفي أن المذاكرة الجيدة والمرتبة هي سبيل لاكتساب المعرفة, والمعرفة هي التي تقود إلى التمييز والحصول على الشهادة التي تجعلك مؤهلة، وتصلين إلى ما تبتغينه إن شاء الله.
عليك بتنظيم الوقت, وهذا مهم وضروري جدا, وهنالك أوقات يتحسن فيها استيعاب الإنسان بصورة ممتازة, ومن هذه الأوقات فترة الصباح المبكر، والوقت بعد صلاة الفجر، وبعد أن ينام الإنسان نوما ليليا وهادئا ولساعات معقولة؛ هنا يحصل ترميم كامل لخلايا الدماغ، مما يجعل الإنسان يستوعب استيعابا ممتازا عند الاستيقاظ, ويكون غير مرتاح جسديا ونفسيا.
فإذن حاولي أن تتخيري هذا الوقت -وقت الصباح البارك للمذاكرة- وبعد ذلك اذهبي إلى المدرسة, ثم عودي بعد ذلك, وخذي قسطا بسيطا من الراحة, ثم تواصلي المذاكرة مرة أخرى, وبعد ذلك يمكنك الترويح عن نفسك بشيء طيب وجميل.
وعليك أيضا ممارسة التمارين الرياضية فهي ذات أهمية كبيرة, وعليك أيضا بالقيام ببعض المهام في المنزل مثل ترتيب غرفتك، وخزانة ملابسك, وهذه أشياء بسيطة جدا, ولكنها تدل على حسن التدبير, وحسن التدبير يؤدي إلى حسن إدارة الحياة.
يمكن أن تحاولي المذاكرة مع زميلاتك وصديقات بمعدل مرة أو مرتين في الأسبوع, والقراءة بصوت مرتفع في بعض الأحيان تجذب الإنسان وتجعله يركز، وعليك بالاهتمام بالنظام الغذائي, فالتوازن الغذائي مطلوب، حتى يكون العقل والدماغ في حالة استيعاب جيدة, واجتهدي أن تكوني فعالة في داخل المنزل ومع الأهل، وتذكري أن بر الوالدين فيه الخير الكثير على الإنسان، ويؤدي إلى هدوء النفس وطمأنتها.
والهدوء يبعد تماما التشتت الذهني, وعليك بقراءة القرآن بتدبر حتى وإن كانت القراءة صفحة واحدة في المصحف فهذا جيد.
عليك أن تسأل الله تعالى أن يسددك وأن يسدد خطاك، بارك الله فيك ونسأل الله لك التوفيق والسداد.