أصوات بطني أفقدتني الثقة بنفسي... فما علاج مشكلتي؟

0 379

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سأطرح عليكم مشكلتي، مع أني لا أتوقع أن لها حلا.

أنا فتاة أبلغ من العمر 19عاما، كنت متفوقة في دراستي -والكل يشكر أبي وأمي وأقربائي- وعندما دخلت المرحلة الثانوية كان مزاجي في أول يوم لي بالدراسة سيئا، وكنت متوترة، وكنت أعاني من ألم في بطني، وفي اليوم التالي لم أذهب للمدرسة، وكنت أظن أنه تعب وسيزول، وبعدها بدأت معاناتي، حيث إني أشعر بالتوتر, وترتجف أطرافي، ويصفر وجهي، وتصدر أصوات مسموعة ومزعجة من بطني من أماكن متفرقة؛ مما سبب لي الحرج, وأحس بتقلصات وألم بالبطن, وعملية التبرز لدي مضطربة بين إمساك وإسهال, وأخاف الأماكن الهادئة؛ لأن بطني تصدر تلك الأصوات باستمرار, ويسمعها الكل, ولا أستطيع التركيز والجلوس بمقعدي براحة.

كنت أذهب للمدرسة وأنا أبكي, وذهبت للطبيب وعملت تحاليل, وأظهرت أن لدي صديدا حادا في البول, وأخذت الدواء, لكني لم أر أي تحسن, مع أنه ظهر بالتحليل أن القولون سليم, وذهبت بعدها إلى طبيب شعبي, وقال لي: إن المعدة مرتفعة عن مكانها الطبيعي, وأخذت بعض الأعشاب, لكنها لم تنفع, ولم أر أي تحسن, وفقدت الأمل بالشفاء, وألهمني الله الصبر في تلك السنة, وتجاوزت المستوى الأول من الثانوية العامة, وبعدها لم أستطع إكمال المستوى الثاني, فقد كنت على نفس الحال ونفس المعاناة, ولم يتحسن حالي, فتركت المدرسة, ولم أكمل الثانوية, وانعزلت عن الناس, وأصبحت حالتي مزرية: أنام نصف اليوم, ولا أخرج من المنزل, وانقطعت عن العالم بسبب تلك الأصوات, فقد أتعبتني جدا, وأصبح مزاجي سيئا, ونقص وزني بشكل ملحوظ, وأنا لا أعاني من القولون, لكن لدي أصواتا مزعجة جدا ومستمرة أسفل البطن, وفي أماكن متفرقة - أعلم أنه من الطبيعي صدور تلك الأصوات من الأمعاء, لكنها تصدر مني أكثر من الطبيعي, فهي تصدر بشكل مرعب؛ حتى أنه لا تمر ربع ساعة دون صدور صوت - حتى في حالة الشبع - ولا تخف أبدا, فأنا أسمعها طوال اليوم, وهي تزعجني-.

وأعاني منذ سنتين من تركي للدراسة, وأقول: لو أكملت دراستي وأنهيت الثانوية هذه السنة, ولا أدري هل أعاني من مرض نفسي أم من مرض نادر؛ لأني لم أر في حياتي شخصا مثل حالتي؟ وأريد أن أدرس, وأريد أن أبني مستقبلي, لكني لا أستطيع الخروج من المنزل, ومعاملة أهلي لي ساءت بعدما تركت المدرسة, فقد كانوا يفخرون بي أمام الأقرباء, ويقولون: ابنتنا متفوقة في دراستها, وأصبحت لا أشكو, ولا أفضفض لوالدتي؛ لأنها تقول لي: أنت دائما تشتكين, ولا تأخذ شكواي على محمل الجد, وترددت أن أطلب منها أن تذهب بي لطبيب نفسي, لكني خفت من نظرة الآخرين لي, وخفت من استهزاء الآخرين والمحيطين بي, وحالتي النفسية سيئة جدا, وأصبحت أخاف أن يقترب مني أحد أو يجلس بجانبي؛ لأنه من المؤكد أنه سيسمع تلك الأصوات, وأصبحت أجلس بغرفتي وحيدة, ولا أختلط بأحد -حتى عائلتي-.

فأرجو أن تساعدوني, وادعوا لي بالشفاء العاجل, واعذروني للإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ش. ب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

من الواضح جدا انك منزعجة - حتى وإن لم تكن لديك حالة نفسية – وقلقة, وتعيشين نوعا من المزاج المتعكر بسبب لهذه الأصوات التي تصدر من الجهاز الهضمي، وأنا أقول لك: إن مثل هذه الحالات هي حالات نفسوجسدية, فالحالة النفسية - حتى القلق, والانشغال الذي حدث لك في حد ذاته - تؤدي إلى زيادة هذ الأعراض - ولا شك في ذلك - فالأمر بسيط جدا - إن شاء الله - فأرجو أن تذهبي إلى طبيب الجهاز الهضمي ليشرح لك بصورة مفصلة طبيعة هذه الأصوات، ودون شرح من شخص مختص وبصورة مباشرة فلا أعتقد أنك سوف تقتنعين بأن الذي يحدث لك هو أمر معروف في الطب.

ثانيا: الطبيب سوف يقوم بتحويلك إلى طبيب نفسي, وربما يقوم بوصف أحد مضادات القلق والتوتر - والتي أنا أثق أنها سوف تساعدك كثيرا - فأنت محتاجة لدواء استرخائي يحسن المزاج, ويزيل القلق, فهذا - إن شاء الله - يبعدك عنك الإحباط أيضا.

من جانبك لا بد أن يكون هنالك اجتهاد ومجاهدات, ونظمي نفسك، وتمارين الاسترخاء مهمة جدا في حالتك, فيجب أن تطبقيها ولتطبيقها انظري: (2136015) فأرجو أن ترجعي لها وتتدارسيها بصورة دقيقة وجيدة, وتطبيق الإرشادات والتعليمات الواردة بها, وكوني دائما من الذين ينظرون إلى المستقبل بأمل ورجاء، فأنت - والحمد لله - في بدايات سن الشباب, وأمامك سنين طيبة وجميلة, فزودي نفسك بسلاح الدين والعلم، ولا تصبي كل تفكيرك حول أدوائك الجسدية, بل انطلقي بفكرك نحو آفاق أخرى, وسوف تجدين أن الجسد أصبح يستكين ويستسلم ويستجيب ما دام أنك تحسنت، فأنت متميزة ومتوقفة, وهذا لن يأخذه منك أحد، وهذه الظروف التي تمرين بها الآن ربما تعطلك قليلا، لكن الأصل والجوهر هو مقدراتك, وسوف تظل موجودة, فأرجو أن تستفيدي منها, وهي طاقات مخبأة موجودة, وتريد فقط من يحركها قليلا, ويقوي إرادته, ويتغير, ولاشك أن لديك المقدرة على ذلك {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

حين بدأت رسالتك وطرحت مشكلتك وقلت: إنك لا تتوقعين أنه يوجد حل, أصبت بكثير من الإحباط أنا شخصيا, ولكني بعد أن قرأت رسالتك وجدت محتواها - والحمد لله تعالى - ليس بنفس التشاؤم, فالحالة هي حالة قلقية بسيطة, وعلاجها ليس صعبا أيضا.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات