السؤال
السلام عليكم ورحمة الله عليكم وبركاته ..
أنا طالبة عمري 17 عاما، أدرس في الصف الثالث ثانوي في المنهج السوداني، لكنني طالبة (عائدة السنة) كنت من المتفوقات، وكنت دائما أحرز المراكز الأولى خلال فترتي الدراسية من الصف الأول ابتدائي إلى الصف الثاني الثانوي، وحتى السنة الماضية، كنت مجتهدة، ولكنني عندما انتهيت من الصف الثالث الثانوي، أحرزت نسبة قدرها 81 % ، لكن هذه النسبة لم تكن ترضي طموحي؛ لأنني أريد أن أدرس طب أسنان، فشعرت بحزن شديد، وخذلان لنفسي ولأهلي، لم يكن أحد يتوقع أن أحرز هذه النسبة، ولكنني لم أستسلم فقررت إعادة السنة حتى أتمكن من تحقيق حلمي، أنا راضية تماما بما قسمه الله لي، لكن كثرة كلام الناس بهذا الخصوص، مع أني لا أكترث بكلام الناس كثيرا، أنا فقط أريد أن أبهر الجميع بنسبة عالية جدا تجعل كل من تكلم عني يشعر بأنه مخطئ.
أنا -ولله الحمد- مثابرة، وأدرس بشكل جيد، وبقي على موعد الامتحانات شهرين ونصف تقريبا، دائما أحب النصائح، فالنصائح تجعلني أكثر حماسا, مشكلتي أنني خائفة جدا، ومترددة، فهل سأحقق حلمي، وأقهر المستحيل أم لا؟
كما أشعر في هذه الأيام برغبة شديدة في النوم، لا أدري لماذا؟!
ربما لأنني أريد أن أنسى الماضي الحزين، أرجو منكم أن تقدموا لي النصح، وكيف أنظم وقتي ودراستي بشكل يجعلني أحرز النسبة التي أصبو إليها بإذن الله؟ وكيف أتخلص من النوم الزائد؟ وكيف أكون أكثر ثقة بنفسي؟ وهل سيكفيني شهرين ونصف لكي أذاكر بشكل جيد وأركز؟
وشكرا لكم مقدما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأسأل الله لك التوفيق والسداد، النسبة التي حصلت عليها هي نسبة جيدة، فأنا على اطلاع وإيمان تام بمستويات الشهادات السودانية الثانوية.
والآن أنت بفضل من الله تعالى مثابرة، وأستطيع أن أقول بأن إرادة النجاح لديك قوية، وهذا هو المهم، وهذا هو الضروري في مثل حاجتك.
موضوع النوم الزائد، وأنك قلقة حول هذا الأمر، أي الامتحان أنا أعتبره شيئا طبيعيا، موضوع النوم الزائد في مثل هذه الحالات يكون بسبب الإجهاد أو الشروع بالإحباط الداخلي، وهذا يؤدي إلى زيادة في النوم، لا أريد أن أسميه هروبا من الواقع، لكنه يشبه ذلك لدرجة كبيرة.
أيها الفاضلة الكريمة: أنا أتوقع إنك -إن شاء الله تعالى- سوف تحرزين 90% أو أكثر من ذلك، وهذا بمنطق الأشياء، وبتوفيق الله تعالى أولا وأخيرا، والذي أنصحك به هو أولا تجنب السهر، أعرف أن ذلك صعب جدا على من هو مقدم على الامتحانات، لكن السهر لا فائدة فيه، وأنا أعتقد أن النوم عند الساعة العاشرة ليلا سيكون أفضل بالنسبة لك، استيقظي بعد ذلك مبكرا، ثم تصلين صلاة الفجر، ثم تدراسي ساعة أو ساعتين قبل أن تذهبي إلى المدرسة، فهذا وقت غال جدا، ووقت عظيم جدا إذا استثمره الإنسان بصورة صحيحة لأن الإنسان إذا نام نوما صحيحا، وهانئا وجيدا يستيقظ فتكون خلايا الدماغ في حالة استمرار، وفي حالة سكون واستيعاب جدا.
ابدئي في كل شؤونك، بالتسمية، واسأليه التوفيق والسداد، وأرجو أن تقومي بتمارين رياضية بسيطة، تمارين تحمية العضلات وشدها فهي مفيدة جدا لتجديد الطاقة النفسية والجسدية، حاولي أن تتناولي كوبا من القهوة في الصباح، وكوبا عند المغرب، هذا يزيد من درجة اليقظة لديك، ثم بعد الذهاب إلى المدرسة والحضور منها عليك أن تأخذي قسطا بسيطا من الراحة، ثم تبدئي المذاكرة من ثلاث إلى أربع ساعات سوف تكون كافية جدا.
عليك أن تأخذي راحة خلال الثلاث والأربع ساعات، راحة عشر دقائق على رأس كل ساعة، حاولي أن تغيري، وتبدلي المواد هذا مهم، لا تدرسي مادة واحدة لفترة طويلة، وعليك التواصل مع زميلاتك وصديقاتك، والإكثار من حل الامتحانات، فالشهادة السودانية يتطلب أن يكون الإنسان قد تعود على حل كل الامتحانات هذا الذي أنصحك به.
أسأل الله أن يوفقك وابذلي جهدك، ولا تضعي ضغوطا كبيرة على نفسك، و-إن شاء الله- ستصلين إلى ما تودين الوصول إليه.
وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك التوفيق والسداد.