أحببت الزواج بفتاة وأبي يرفضها.. ما نصيحتكم؟

1 392

السؤال

السلام عليكم
أنا معجب بفتاة، وأريد الزواج منها، والفتاة أخت لزوجة عمي (التي ما رأينا منها إلا العفة والطيب) رأي عمتي بالفتاة أنها جيدة، والفتاة محجبة وتصلي، ولا تخرج من بيتها إلا لضرورة أو إلى بيت أعمامها المجاورة.

لكن أبي يرفض بقوله: جدها (متوفى) بخيل، وأخوالها سيئون، وإخوتها يدخنون! وما أعرفه أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، فهل لأبي منعي من خطبتها والزواج منها؟ وإذا تزوجتها من غير رضاه هل هو عقوق؟

لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم، ونسأل الله أن يلهمك الرشاد.
أقول لك: ابننا الكريم، إذا كانت الفتاة بهذه المواصفات، فإنه لا ينبغي للأب أن يقف في طريقك، ونسأل الله أن يعينك على إرضائه وإيصاله إلى مرحلة يستطيع أن يتفهم الوضع، والرجل والأولياء عموما دورهم يكون دورا إرشاديا، ليس لهم أن يتدخلوا إلا إذا كان في الفتاة سوء، إلا إذا خافوا على ابنتهم أو ابنهم من دين الخاطب أو المخطوبة.

أما إذا كانت الفتاة متدينة ومتحجبة ومصلية غير خراجة غير ولاجة، بل كثيرة اللزوم لبيتها لا تخرج إلى أماكن بعيدة، وأنتم أيضا على معرفة بأختها التي هي زوجة العم، وعم الرجل صنو أبيه، فنحن نشجع على الاستمرار في طلب هذه الفتاة، خاصة إذا وجدت ميلا إليها ورضا بها، وتشعر أنك ستسعد معها؛ ولكن وبخط مواز أيضا نريد أن تسعى في إرضاء الوالد وتتوجه إلى الله أن يصرف قلب الوالد إلى الخير وإلى ما تحب.

ثم عليك أن تطلب مساعدة أصحاب الوجاهات الأعمام والعمات، الأخوال والخالات، وكل من يستطيع أن يؤثر على الوالد، ويستمع إلى كلامهم من دعاة ناصحين أو معلمين مرشدين؛ حتى تستطيع أن تلطف الجو مع الوالد؛ لكن رفض الوالد لهذا السبب، وذكر الأسباب المذكورة ليس له ما يبرر من الناحية الشرعية، فإن الأمر كما قلت لا تزر وازرة وزر أخرى.

الفتاة لا تتأثر كثيرا بهذا الذي يحدث، وخاصة وحالها لا يدل أنها تأثرت بأحوال إخوانها الذين ليس لهم علاقة بها بعد أن تزوج، ولو أراد الإنسان أن يطلب فتاة ليس عندها أخ، وليس عندها خال، وليس عندها عم منحرف أو بعيد عن الله، فقد يصعب على الإنسان أن يجد فتاة من عائلة كلها صحابة، وكلهم صحابيات، هذا من الصعب على الإنسان، ولذلك من حقك أن تستمر في إكمال هذا المشوار.

كذلك يجب عليك أن تحرص جدا في إرضاء الوالد والاجتهاد في بره، والإحسان إليه، وبيان مميزات تلك الفتاة، وما فيها من إيجابيات وأرجو أن تجد من العقلاء من يتكلم بلسانك من إقناع هذا الوالد، وإذا كان الجد متوف، وكان بخيلا فما ذنب الأحياء في بخل ذلك الجد، وكما قلنا نحن لا نجد إنسانا هو خال من العيوب، وأهله جميعا ليس فيه عيوب أو نقائص هذا قد يصعب جدا، فنحن بشر، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وعلى إقناع هذا الوالد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، عليك أن تستمر في هذا المشوار؛ ولكن بهدوء تقرب من الوالد، ولتأمنه من الأشياء التي يخاف منها، اجتهد في بره والإحسان إليه، ثم افعل ما يرضي الله، وما تطمئن إليه من الناحية الشرعية، ولا تعتبر أنت عاق إذا أحسنت للوالد، ولم تقابله بالعداء.

وننصحك أن لا تخبر الفتاة بأن الوالد لا يريدها؛ لأن هذا إذا بلغ إلى سمعها ربما يترك آثارا في نفسها، فاجعل هذا الأمر بينك وبين الوالد، واجتهد في إرضائه، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات