السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا آنسة، عمري 26 سنة، يتقدم لخطبتي القليلون، ولم أجد بهم من أبحث عنه.
أعمل مهندسة في شركة، ومتقدم لي بائع بمحل، وأبي يريد أن أقابله ولا يرى في وظيفته أي عيب! ولكني كنت أريد بجانب الدين والأخلاق وظيفة أفخر بها أمام نفسي أولا ثم أمام الناس.
ماذا أفعل؟ أغيثوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضل/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -ابتنا الفاضلة- ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ويسعدنا أن نقول لكل شاب وفتاة إن الشريعة تعطي حق اختيار الزوج أو اختيار الزوجة للفتاة وللفتى، وأن دور الآباء والأمهات والأولياء وكل من حول الشاب والفتاة دورهم دور إرشادي، ولهم أن يتدخلوا إذا لم يكن هذا المتقدم صاحب دين وأخلاق.
أما إذا كان صاحب دين وصاحب خلق ومقبول فعند ذلك ليس لهم أن يتدخلوا، مع أننا نؤكد أن الوالد دائما والوالدة هم أحرص الناس على مصلحة الشاب والفتاة، ولهم خبرات في الحياة قد اكتسبوا وتجارب قد استفادوا منها.
لذلك أيضا ينبغي أن نتلقى الاهتمام أو نعطي شيئا من الاهتمام بوجهة نظرهم، النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءته الفتاة الأنصارية، وقالت إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته وأنا كاره، والنبي عليه الصلاة والسلام رد نكاحها، والنبي عليه الصلاة والسلام جعل أمرها إليها إذا تريد أن تمضي الزواج أم لا، ولكن الفتاة قالت أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن يعلم الناس أن ليس للآباء في الأمر شيء، وهذه نقطة أولى.
المسألة الثانية، وهي المهمة، أن وجود الدين ووجود الأخلاق ووجود التوافق وحصول القبول والارتياح بعد النظرة الشرعية هو الأساس، بعد ذلك بقية العوامل مثل وظيفة الإنسان وطبقته الاجتماعية إلى غير ذلك، هذه أشياء صحيحة قد تزيد فرصة التوافق، لكنها ليست أساسية.
الأساس هو الدين والأخلاق، ثم الانطباع الذي يحصل لك عند المقابلة، وعند النظرة الشرعية، وهذه من حكم الشريعة، وأنها تتيح للشاب والفتاة أن ينظر إليها وتنظر إليه، وبعد ذلك قد يحصل ارتياح وانسجام، وعند ذلك نقول: الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
من هنا نحن نؤيد فكرة مقابلة الشاب والنظر إليه، وينظر إليك وهذه حق شرعي لك وله، ونؤكد لك أن النجاح عند الرجال ليس فقط بشهادتهم، ولكن بخبراتهم ونجاحاتهم في الحياة بقدرتهم على تحمل المسئوليات، وقد يأتيك من يحمل دراسات عليا ودكتوراه ولكنه معاق اجتماعيا، أو عاجز وسلبي، فلن تستفيدي منه، في حين قد يأتي إنسان عادي، لكنه ناجح وناضج، وله تواصل اجتماعي، وله تفاعل مع قضايا مجتمعه، وهو إنسان يتحمل المسئولية، فهذا الجانب ينبغي أن تنتبهي له غاية الانتباه، فلا تجعلي الشهادة وحدها هي المعيار.
الرجل نحن نريد فيه الأخلاق والدين والقدرة على تحمل المسئولية، وحسن التواصل مع الآخرين، استقراره في أسرته وتعامله مع الناس ومع من حوله، وهذه تعتبر أمورا أساسية، لأن هذه الأشياء التي نحتاج بالفعل في حياتنا الأسرية.
إذن أرجو أن تصطحبي ما ذكرناه ولا تغضبي الوالد، ولكن في النهاية القرار النهائي لك وحدك، وهؤلاء يريدون لك الخير، وقد تكون وجهة نظرهم لا تخلوا من الصواب، وخاصة أنك قد تقدم لك عدد من الخطاب وتقولين إن عددهم قليل، ولم تجدي فيهم من تبحثي عنه، فقد تجدين ما تبحثين عنه عند هذا الشاب، فإذا وجدت عنده إيجابيات فلا بد أن يحصل تنازل في مسألة التأهيل العلمي أو المؤهل العلمي، لأنه لا يستفاد منه كثيرا في الحياة الزوجية، والإنسان ينبغي أن يركز على الأمور الأساسية ولا يركز على ما عند الناس.
مهما كان الزوج فالعبرة بعلاقته والعبرة بأخلاقه والعبرة بدينه، والمرأة تستطيع أن ترفع من شأن زوجها، وتشجعه على مواصلة التعلم، وعلى النجاح في الحياة، والنجاح في الحياة ليس بالشهادات وحدها، ولكن ميادين النجاح واسعة.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به، ولا تغلقي على نفسك الأبواب، قابلي الشاب ومن حق الشاب أن يقرر وحقك أنت أن تقرري، والأمر في هذا واسع وليس في هذا حرج، ولا مانع أن تتواصلي معنا بعد مقابلة الشاب لتخبرينا عما وقع في نفسك من ميل أو نفور من رضى أو عدم رضى، ومن انطباع ونفكر معك سويا في الوصول إلى القرار الصحيح، ودائما بعد الرؤية الشريعة بالعادة الناس تطلب فرصة، وهي تطلب لتحدد رأيها، وهذا أيضا من الأمور المعروفة عند الناس.
وبالله التوفيق والسداد.