السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة غير متزوجة، أعاني من فترة طويلة من إفرازات مهبلية وحكة، ذهبت إلى المستشفى، وأعطوني دشا مهبليا (بيتادين) ومرهم اليكا، وحبوب ديفلوكان.
خلال أسبوع خفت الإفرازات، وبعد انتهاء مدة العلاج عادت مرة أخرى مع حكة شديدة بداخل المهبل، والأشفار، والبظر، وما بين الفخذين مما سبب لي اسمرارا شديدا بالمنطقة، والإفرازات لونها أبيض، ورائحتها كريهة، وأيضا أحس بحرارة، وحرقة، والآلام بداخل المهبل تعبت نفسيا من هذه المشكلة، خصوصا أن مرهم اليكا لم يعد ينفع في تخفيف الحكة فهي شديدة، واستخدمت صابونة، ديتول فسببت لي حرقة شديدة، وقد قرأت أنه لا يصح استخدام الديتول بالمنطقة الحساسة.
أرشدوني لحل ولنهاية هذه الالتهابات، وإزالة سواد المنطقة.
جزاكم الله خير الجزاء، وأسعدكم في الدنيا والآخرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك دعاءك الجميل, ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.
ويبدو من الوصف أن لديك حالة التهاب فطري أصابت جوف المهبل، ومنطقة الفرج كاملة، وهذا النوع من الالتهاب ينشط، ويكثر حدوثه في المناطق الرطبة من الجسم، والتي تكون كثيرة التعرق, ويتصف بأنه قد يعاود الحدوث ثانية بعد العلاج، خاصة إن وجدت عوامل مساعدة كأن يكون هنالك زيادة في وزن الجسم، أو يكون هنالك ارتفاع في سكر الدم.
لذلك فإنني أرى ضرورة أن يتم عمل تحليل للسكر عندك، وذلك للاطمئنان.
والعلاج يفضل دائما أن يكون بعد أخذ عينة من الإفرازات، وبعد الكشف على منطقة الفرج كاملة، فأحيانا تكون الالتهابات مختلطة، أي يشارك فيها أكثر من نوع من الميكروبات.
لكن إن لم تتمكني من الذهاب إلى الطبيبة لعمل الكشف الطبي، فيمكنك تجربة العلاج بالطريقة التالية:
- تناول حبوب تسمى كلينداميسين CLINDAMYCIN عيار 300 ملغ ,حبة صباحا وحبة مساءا مدة أسبوع.
- ثم بعد الانتهاء منها يمكنك تناول حبة واحدة فقط من دواء دفلوكان DEFLUCAN عيار 150 ملغ.
- ويمكنك بالإضافة لحبوب كلينداميسين، البدء باستخدام نوعين من الكريم، نوع يسمى بيتنوفيت BETNOVATE مرتين باليوم، ونوع يسمى كيناكومب KENACOMB مرتين باليوم أيضا، ويمكن التناوب بين النوعين, فيكون المجموع أربع مرات يوميا، لكن في كل مرة استخدمي نوعا مثلا:
- في الصباح استخدمي كريم بيتنوفيت.
- في الظهيرة استخدمي كيناكومب.
- عند العصر استخدمي كريم بيتنوفيت.
- قبل النوم استخدمي كريم كيناكومب.
وهكذا استمري على هذا التناوب بينهما مدة أسبوع كامل، ثم توقفي عن استخدام كريم كيناكومب، واستمري باستخدام كريم بيتنوفيت فقط واجعليه ثلاث مرات في اليوم بدل مرتين، ولمدة ثلاثة أيام إضافية.
وبالفعل -أيتها الابنة العزيزة- فإننا لا ننصح باستخدام الغسولات على منطقة الفرج، لأن الغسولات حتى لو كانت عبارة عن مطهرات، إلا أنها تسبب تخريشا وجفافا، مما قد يؤدي إلى حدوث حساسية وإكزيما جلدية، وبالتالي زيادة الأعراض.
وكذلك لا ننصح باستخدام صابون الديتول, فهو أيضا قد يسبب حساسية وإكزيما تخريشية، تجعل علاج الالتهاب الأصلي أصعب، وتزيد من الحكة.
ويكفي لتنظيف منطقة الفرج وباطن الفخذين استخدام الماء الدافئ، ويمكن استخدام الصابون اللطيف جدا، مثل صابون جونسون للأطفال ولكن باعتدال أيضا، مع العمل على حفظ منطقة الفرج وباطن الفخذين جافة قدر الإمكان عن طريق تجفيفها باستمرار بمنشفة من القطن الأبيض 100% وبطريقة لطيفة جدا.
وأنصحك بلبس ملابس داخلية تكون على شكل سراويل طويلة بعض الشيء، بحيث تغطي جزءا من الفخذين، وتكون مصنوعة من القطن الأبيض 100%، ويجب تبديلها باستمرار وابتعدي عن تلك المصنوعة من النايلون أو غيره من المواد الصناعية.
ويجب أن تعرضي منطقة الفرج للتهوية كلما سنحت لك الفرصة بذلك، فتعريض الجلد للتهوية يفيد كثيرا في قتل البكتيريا والطفيليات التي تنشط بسبب الرطوبة والعرق، كما أنه يحسن من مناعته ومقاومة الجلد، ويسرع الشفاء بإذن الله.
وبعد شفاء الالتهاب والحكة, ستبدأ التغيرات التي حدثت في الفرج بالتراجع تدريجيا -إن شاء الله-، ومنها التصبغ والاسوداد، لكن قد يحتاج هذا إلى بعض الوقت، وقد يصل إلى ستة أشهر، كما أنه قد لا يزول كليا, فعليك بالتحلي بالصبر مع إتباع النصائح السابقة.
نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.