كيف أفعل مع زوجتي الناشز؟

0 666

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثابكم الله وجزاكم الله خيرا على جهودكم المفيدة.
أنا متزوج منذ ما يقارب 6 سنوات ونصف من ابنة عمي, ومشكلتي أن زوجتي كثيرة الغضب لأتفه الأمور, بل تغضب بالأيام, فمثلا إذا كلفت بسفر من قبل عملي تغضب, وإن أعطيت السيارة لأمي أو لأختي الكبيرة -لحاجتهم إليها- تغضب, ويكون غضبها بالأيام, ولا تكلمني إلا بقساوة, وتمتنع عن الفراش إما صراحة أو تثاقلا.

والذي يؤلمني أكثر هو أني أوقات الخلاف -معظم حياتي الزوجية- أتعمد الخروج من البيت, كالذهاب إلى البر أو البحر, وخروجي مع الأصحاب.

نصحتها وذكرتها بالله, وأرسلت لها رسائل بحقوق الزوج, هجرتها شهور, كلمت أهلها, ولكن للأسف دون جدوى.

فكرت في الزواج من أخرى ولكن زواجي من ثانية يعني طلاقي للأولى؛ لأنها بطبعها يستحيل أن تسمح بالتعدد, ولي ولد وبنت منها.

أسئلتي هي:
1- أوقات الزعل التي قد تمتد لأكثر من شهر تأتيني همة الرجال بالرغبة في الجماع إلى أن تصبح الهمة أشبه بكابوس يلاحقني, فأضعف كثيرا عند الشهوات, حتى إني أوقات النوم لا أرتاح, بل أتصرف في نومي تصرفات غريبة تخدش الحياء, وأتجنب النوم عند أي شخص لخوفي من الاقتراب منه من غير شعور, ذكرت كل هذا لأعكس الشعور كاملا.

السؤال: هل يشرع الاستمناء في أي حال؟ وإذا كان شروعه في حالة الخوف من المحرم فما هو الضابط لذلك الخوف؟ وهل يجوز لي شرب الأدوية المفترة؟
مع العلم بأنها قد تضر كالكافور مثلا.

2- خروجي بتكرار من المنزل نتيجة هذه المشاكل تجعلني أشعر بالذنب من تقصيري في بيتي, فهل علي ذنب أن أرجع للبيت عند النوم فقط؟ حيث إن وجودي في البيت يتعبني كثيرا من كثرة المشاكل المختلقة, وقد بدأت أتناول عقاقير نفسية تحت إشراف طبي نتيجة هذه الضغوط.

3- هل تنصحوني بالتزوج من ثانية؟ حيث إنه غير مستحب من قبل والدي, ومرفوض من زوجتي الأولى, وغالبا ستطلب الطلاق بشدة بعد هذا القرار, وهمي هو الأولاد, وغير ذلك أخاف أن أتزوج من امرأة مشابهة.

ملاحظة: أسئلتي ليس المقصود منها علاج زوجتي, وإنما المقصود منها عدم وقوعي في الذنب.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا شك أن ما تفعله زوجتك من امتناعها عن فراشك, ومعاملتها لك بسيء الأخلاق خطأ ينبغي أن تناصح وتوعظ وتنزجر عنه، ولكن ينبغي أن تعلم أيها الحبيب أن الرجل أقدر على حل المشاكل الزوجية وتجاوزها، فهو أرجح عقلا وأكثر صبرا، والمرأة قد وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم– في أحاديث كثيرة بصفات تنبئ عن قلة صبرها, وعن تنكرها لجميل زوجها, وعن عدم تدبرها لعواقب الأمور، فإنها دائما ترتكب الطريقة العوجاء لأنها جبلت على ذلك، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (إن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإذا ذهبت تقيمه كسرته) والمقصود بهذا الكسر (الطلاق) كما جاء في الحديث.

وإن كانت النساء تتفاوت في هذا تفاوتا كبيرا، لكن ينبغي أن تتعامل مع زوجتك -أيها الحبيب- مستحضرا هذه الحقائق، ومما لا شك فيه أن الرفق واللين في إصلاح الزوجة لا بد وأن يؤتي ثمرته يوما ما، وأنت مأجور على كل جهد تبذله في سبيل إصلاح زوجتك والحفاظ على بيتك وأبنائك، والصبر دائما يأتي بعواقب حميدة، والأمر كما قال الشاعر:

والصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل.

فنصيحتنا لك ألا تيأس من صلاح زوجتك، وأن تكرر وسائل الإصلاح، ومن أعظمها: وعظها وتذكيرها في وقت هدوئها، ومحاولة إسماعها بعض المواعظ التي تذكر المرأة بحقوق زوجها عليها، وعاقبة التفريط في هذه الحقوق، وتخوفها من الله تعالى، والمواعظ -ولله الحمد- في هذا الموضوع كثيرة وموجودة على موقعنا, وعلى غيره من المواقع المباركة.

كما ينبغي لك أيضا أن تستعين بمن له تأثير عليها من قراباتها وأهلها، وحاول أيها الحبيب أن تكسر شوكة غضبها بأن تهدي لها هدية وقت الغضب، أو تقدم لها كلمة تشعرها بالاعتذار، أو نحو ذلك من الأساليب، فإن رد السيئة بالحسنة كفيل لرد العدو صديقا، كما أخبرنا الله تبارك وتعالى في كتابه، فكيف بزوجتك؟!

وليس ما تفعله من هجر البيت أو التغيب عنه زمنا طويلا أو كثرة الخروج منه هو العلاج الأمثل لمثل هذه المشاكل، بل ينبغي أن تكون متواجدا في بيتك، حريصا على أن تلين أنت إذا اشدت زوجتك، ولو دعيتها إلى فراشك وتثاقلت لا ينبغي لك الإحجام عن ذلك، أو الانقطاع عنه لهذا العذر، فإن هذا مما يؤجج نار المشاكل بينكما، فينبغي أن تتجاوزه أنت، وإن كان في أول الأمر ثقيلا على نفسك.

وأما ما ذكرته من اللجوء إلى الاستمناء لمثل هذا العذر: فهذا عذر لا يسوغ لك الاستمناء، وتناول الأدوية المفترة التي تضر بك أيضا لا يجوز، لأن الشريعة قائمة على مبدأ (لا ضرر ولا ضرار) فكل ما يضرك حرام عليك.

وأما التزوج من امرأة ثانية فإن كانت لك قدرة بدنية ومالية على تحمل أعباء الزواج بثانية فإنه أمر أباحه الله تعالى لك، ولا يستلزم طلاق الأولى، ولكن نحن نظن أيها الحبيب أنك إذا صرحت بأنك تريد الزواج بثانية أو فهمت الزوجة منك ذلك؛ فإن هذا قد يكون سببا لمراجعتها لحساباتها، ولا بأس بأن تبين لها الأسباب، وأنك لا تجد سكن النفس في بيتك، فربما أدى بها هذا إلى أن تراجع حساباتها، ولكن على كل حال الزواج بثانية مع القدرة والأمن من الوقوع في الظلم أمر مشروع، وينبغي لك أن تدرس الإيجابيات والسلبيات فيه، وتشاور العقلاء من قراباتك وأهلك، ولا يستلزم هذا أن تطلق زوجتك.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يصلح لك زوجتك، ويقر بها عينك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات