أنا فتاة مطلقة وألبس ما يلفت نظر الرجال، ما نصيحتكم؟

0 347

السؤال

السلام عليكم..

أخجل والله من ذكر مشكلتي، لكن أعلم أن السكوت عنها هو المخجل.

أنا فتاة كنت متزوجة من شخص جاف بالمشاعر، غير مبالي بي، ولا مقدر شخصي، مع العلم أني جميلة ومؤدبة، ولا أحب المشاكل، ومرت السنوات ورزقت منه بأطفال وانفصلنا.

مشكلتي، أني أحب أن ألفت انتباه الرجال لي، وأحب أن أظهر لهم أن صوتي ملفت، وأتعمد لبس العباءة الأنيقة، رغم أني منقبة، ولكن -والله يشهد على كلامي- أني أندم وأحاول الابتعاد عن ذلك، ولكني من غير شعور أعود إليه.

علما أني أحافظ على الفرائض والنوافل، وملازمة للاستغفار والقرآن والأذكار.

ما نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الجوهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك - أختنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب. نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يعوضك خيرا مما فاتك.

محافظتك - أيتها الأخت - على الفرائض والإكثار من النوافل دليل على رجاحة في عقلك، وصحة في إيمانك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا، ولكن البقاء على هذا الذنب الذي تمارسينه (أحيانا) وهو مجاوزة حد الله تعالى فيما يجب على المرأة أن تفعله من الحجاب والاحتشام، وعدم التعرض للافتتان بها أو الفتنة لها، هذا الذنب - أيتها الأخت – يخشى عليك أن تموتي وأنت مصرة عليه، فينبغي أن تتذكري دائما أن الله تعالى يجازي الإنسان بخاتمته، وأن من مات على شيء قابل الله تعالى على تلك الحالة التي مات عليها.

ينبغي أن يكون لديك خوف من سوء خاتمك بسبب إصرارك على هذا الذنب، وأن يتوفاك الله تعالى وأنت عليه، ثم تقابلين الله تعالى بذلك الوجه، ينبغي أن يكون هذا الخوف مستحضرا لديك، وسيكون - بإذن الله تعالى – معينا لك وقالعا لهذه الشهوة من نفسك، فتذكري دائما عقاب الله تعالى لمن تجاوز حدوده، فإن الخوف يقلع ما في النفس من الهوى والشهوة، وأكثري من سماع المواعظ التي تذكرك بلقاء الله تعالى وجزائه، وتذكرك بأهوال يوم العرض، وأهوال النار، فإن هذه المواعظ من شأنها أن تعين الإنسان على الابتعاد عن الوقوع في المعصية.

إذا استغلك الشيطان فوقعت في شيء من تلك المعاصي فالواجب عليك أن تبادري للتوبة، وتسارعي إليها، وذلك بالندم، فالندم توبة، والعزم على ألا ترجعي إلى هذا الذنب في المستقبل، وتركه في الحال، فإذا فعلت ذلك فإن الله تعالى يتقبل توبتك ويغفر ذنبك بهذه التوبة، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

لو قدر أنك رجعت مرة أخرى إلى هذا الذنب، فالواجب عليك أيضا أن تسارعي إلى التوبة مرة ثانية، وهكذا كلما أذنبت فسارعي بالتوبة، واندمي على فعلك، واعزمي على ألا ترجعي إليه، وسيتقبل الله تعالى منك التوبة، ونحن على ثقة - أيتها الأخت – بأنك إذا جاهدت نفسك وعملت بما أوصيناك به من السماع للمواعظ التي تخوفك من عقاب الله تعالى، ومن مجاوزة حدوده، نحن على ثقة بأنك إذا داومت على ذلك فإنك ستقلعين عن هذا الذنب.

ثم اعلمي – أيتها الكريمة – أن ما عند الله تعالى من الرزق الحسن لا ينال بسبب أعظم من طاعته سبحانه، وفي المقابل اعلمي أن كل حرمان وشقاء يصيب الإنسان في هذه الدنيا إنما هو بسبب ذنوبه، كما قال النبي - عليه الصلاة والسلام: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).

خذي بالأسباب التي توصلك إلى السعادة، والتي تجر إليك وتجلب لك أرزاق الله تعالى، ومن ذلك الزوج الصالح، من أعظم الأسباب في ذلك: طاعة الله تعالى، وتعرفي على النساء الصالحات، وأكثري من مجالستهن، مثل دار التحفيظ للقرآن، فهن خير من يعينك في البحث عن الزوج الصالح.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان، إنه جواد كريم.

مواد ذات صلة

الاستشارات