السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين: أما بعد:
أنا شاب عمري 23 سنة، متدين لدي أصدقاء لا يصلون يسمعون الموسيقى كثيرا، لاهية أمورهم في أمور الدنيا، وأنا أجلس معهم، لكنهم يسخرون مني، يقولون لي أنت مازلت شابا فتمتع بالحياة، فبدأت أكرههم، وعندما أبتعد عنهم يضيق صدري.
مع العلم أني محافظ على الصلاة، ولكن يأتيني شعور سيء، فهل الجلوس معهم حلال أم حرام؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابننا الكريم في موقعك، ونسأل الله أن يديم عليك الخير، وأن يرزقك السداد والثبات على هذا الطريق، وأن يعينك على الحصول على رفقة صالحة تذكرك بالله إذا نسيت، وتعينك على طاعة الله إن ذكرت.
ونحن حقيقة لا ننصح بترك هؤلاء الرفقة، ولكن أيضا ينبغي أن يكون هدفك النصح، وينبغي أن تبادر إلى نصحهم قبل أن يبادروا إلى غوايتك وإضلالك، ومحاولة الكلام بمثل هذا الكلام الزائف، الذي فعلا يدل على غفلة عند هؤلاء الشباب، الذين نسأل الله تبارك وتعالى لهم الهداية.
فإذا كان هؤلاء بهذه الطريقة فحق لك أن تبحث عن رفقة صالحة، وستجد من الصالحين في مواطن الخير، في بيوت الله وفي أماكن الخير، وأيضا إذا وجدت الصديق الصالح فإنه سيكون عونا لك على إصلاح هؤلاء.
لكن عموما لا تستمع إلى استهزاءهم، ولا إلى سخريتهم، واعلم أنهم بحاجة إلى شفقتك، وبحاجة إلى هدايتك، وبحاجة إلى نصحك، وإذا وجدت نفسك تتأثر بهم سلبا فعند ذلك نقول لك: لابد أن تنجو بنفسك، أما إذا كنت لا تتأثر وتستمر في النصح – أكرر- فاستمر في نصحهم – وإرشادهم، وننصحك بأن تبدأ النصح بطريقة فردية مع من تتوسم فيه الخير منهم، تدعوه إلى أن يصلي، إلى أن يلتزم بعض أحكام الشريعة ليكون عونا لك وسندا لك على هدايتهم وعلى دعوتهم، فإن الإنسان في طريق الدعوة يحتاج إلى وزير، ولذلك قال: {واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري * كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا} فالواحد ضعيف بنفسه، لكنه قوي بعد الله بإخوانه، يجد المؤازرة والمناصحة، ومن يعينه على هذا الخير، ومثلك صاحب همة عالية، نحن نرحب بك في الموقع، فاتخذ هذا الموقع صديقا لك، ودل هؤلاء الشباب على الدخول على مثل هذه المواقع، واجتهد في النصح لهم، وإرادة الخير لهم، وتوجه إلى الله تبارك وتعالى، فإن في هدايتهم خير لك ولنا جميعا، فلأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
فلا تتأثر بما يحصل منهم، بل كن واثقا على أنك على طريق يرضي الله تبارك وتعالى، وأرجو أن يزيدك هذا الكلام ثباتا وإصرارا على السير في هذا الطريق، ونكرر: ضرورة أن تبحث عن رفقة صالحة، وعن بيئة صالحة، وضرورة (كذلك) أن تجتهد في دعوتهم إلى الله تبارك وتعالى. وإذا كانت هناك معاص ظاهرة فلا تشارك في تلك المعاصي، وعليك دائما أن تشهد الله بقلبك على كراهيتك مما يحصل من المعاصي، ثم عليك – كما قلنا – ألا تتأثر بكلامهم، ونسأل الله أن يرزقك الثبات والسداد، وأن يعينك على الخير، ومثلك فخر لأمتنا، فنسأل الله لك التوفيق والسداد.
ولا يجوز ولا نرى أن تخرج عنهم وتتركهم، إلا إذا تيقنت من السقوط، وتيقنت من الانحراف والانجراف في مسيرهم، عند ذلك الإنسان ينجو بنفسه، ويبحث عن وسيلة يرسخ بها ويثبت نفسه فيها على هذا الطريق.
ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، ونسأل أن يقر عينك وأعيننا بصلاح شبابنا وشباب المسلمين، هو ولي ذلك والقادر عليه.