السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أشكركم على تأسيس هذا الموقع الرائع، ونسأل الله أن ينفع به وأن يجزيكم عنا خير الجزاء.
باختصار شديد -يادكتور- أنا أبلغ من العمر 28 سنة، أعاني من رهاب اجتماعي وخجل واحمرار في الوجه، عند مواجهة أي شخص أمام الناس، ولا أجيد التحدث! وعندما أتكلم أشعر وكأن البعض يسخر من كلامي، ولازمتني هذه الحالة منذ الصغر، وأنا الآن مقبل على الزواج وأود منك الحل.
بارك الله فيك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
القلق النفسي في بعض الأحيان يعبر عنه في شكل مخاوف، وهذه المخاوف قد تأخذ عدة أشكال ومناح، ومنها الخوف عند المواجهات.
جسم الإنسان ونفسه هيأها الله تعالى لتقابل مواقف الخوف بشيء من الاستعداد والتحفز، لذا عند الخوف والرهاب تجد أن ضربات القلب بدأت في التسارع، وقد يحس الإنسان بدرجة مرتفعة من اليقظة، وقد تأتيه مشاعر سلبية، كما تفضلت وذكرت مثل الاعتقاد بأن الإنسان أصبح محطة سخرية من جانب الآخرين.
هذا شعور كله متربط بالمخاوف، إذن هنالك تحفز نفسي وجسدي، وهنالك لاشك توجد أفكار خاطئة، وهي التي تجعل الإنسان يصاب بالمزيد من الخوف، ولذا أود أن أؤكد لك أن هذا الخوف ليس جبنا أو ضعفا في شخصيتك، إنما هو صفة مكتسبة، غالبا تكون ناتجة من حدث حدث لك في الصغر، تعرضت لخوف ولم تعره اهتماما في ذات الوقت، وظل محفورا في ذاكرتك، وبقي الآن في شكل ما نسميه بالخوف الاجتماعي.
إذن هذا الخوف مكتسب ومتعلم، وليس وراثيا، وهذا يجب أن يطمئنك لأن الأشياء التي يكتسبها الإنسان يمكن أن يفقدها، وذلك من خلال ما يسمى بفك الارتباط الشرطي، أو التعليم المعاكس أو المضاد.
ثانيا يجب أن تصحح مفاهيمك وما تحس به من خوف دائما يكون مبالغا فيه، أي أن حجمه وكثافته وشدته ليس بنفس الحجم الذي تشعر به، كما أن الآخرين لا يسخرون منك ولا يرغبونك، ومشاعرك هي مشاعر داخلية خاصة بك أنت، ليست مكشوفة أو مفضوحة للآخرين، هذا مهم جدا أن تصححه، لأن هذا من المفاهيم المعيقة جدا.
ثالثا: الإنسان يجب أن يفكر ويتأمل في هذه المخاوف التي تأتيه عند المواقف الاجتماعية، ويجب أن ينظر إلى نفسه بنظر إيجابي، ويسأل نفسه لماذا أخاف وأنا لست بأقل من الأخرين؟ يجب أن لا أرهب الناس، يجب أن أحترمهم وأقدرهم، وهذا أساس من أسس العلاقة الإنسانية، يعني مثل هذه التفكير وحديث النفس مفيد جدا للإنسان.
رابعا: يجب أن تعرض نفسك لمصادر الخوف، ولا تتجنب أخي الكريم، وكون علاقات على مستوى الأصدقاء والجيران، كن حريصا على الصلاة في الجماعة، وابدأ حين تقابل الناس أن تحيهم تحية طيبة، وهذا يفيدك كثيرا.
توجد علاجات دوائية ممتازة جدا، إن تمكنت أن تذهب وتقابل الطبيب فهذا سوف يفيدك -إن شاء الله- من خلال ما يوجه لك الطبيب من إرشاد، وما يصفه لك من دواء وإن لم تستطيع أن تذهب للطبيب فهنالك دواء ننصح به في مثل هذه الحالات.
الدواء باسم لسترال واسمه العلمي سيرترالين الجرعة المطلوبة في حالتك أن تبدأ بنصف حبة (25) مليجراما تناولها ليلا لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقف عن تناول الدواء هذا دواء طبيب وممتاز جدا وفاعل.
نسأل الله تعالى أن ينفعك بهذه الإرشادات وكذلك الدواء الذي وصفنها لك وبالطبع أنا سعيد جدا أنا أعرف أنك مقبل على الزواج، فأرجو أخي الكريم أن لا تتردد مطلقا فالزواج نفسه يفتح لك -إن شاء الله تعالى- باب الخير والطمأنينة والرحمة والاستقرار.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.