السؤال
هناك بنت أعرفها وتبلغ من العمر 12 سنة، تعرضت لحادث في يوم من الأيام وهو أنها سقطت من على الخزانة إلى الأرض فأخذتها والدتها إلى المستشفى والحمد لله لم يحدث لها شيء ومع مرور الوقت والأيام ظهرت لها تغيرات كثيرة وهي أنها لا تحب أباها أبدا، ولا تريد أن ترى وجهه، فإذا دخلت الحمام مكثت وقتا طويلا ما يقارب الساعة، وأما معاملاتها مع أمها فهي طول الوقت تسب فيها ومع إخوتها تظل تصرخ في وجوهم وعصبية جدا.
أخذتها أمها إلى الطبيب حتى ترى إن كان للسقطة أثر في ذلك ولكن الطبيب يقول: لا يوجد شيء، وأخذها والدها إلى الشيخ ولكن لا جدوى في ذلك ولا تحب من أحد أن يأمرها بشيء، رجاء منكم أن تردوا علي بأقرب وقت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أم مريم حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
يفضل أن يتم إجراء تصوير للدماغ للتأكد من مدى علاقة سقوط الطفلة، وإصابة الرأس بما تعاني منه من أعراض؛ لأن إصابات الرأس قد تؤدي إلى تغيرات سلوكية تنشأ من إصابات الفص الأمامي للدماغ، كما أن تجمعات دموية قديمة يمكن أن تفسر هذه الأعراض، أو حتى حالات صرعية ، لذا لابد من عرضها على طبيب أعصاب أولا .
د. حاتم محمد أحمد .
=========================
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
شكرا على سؤالك واهتمامك بهذه البنت، ربما تكون إصابة الرأس التي تعرضت لها لا علاقة لها بالاضطرابات السلوكية التي تعاني منها، ولكن أيضا يصعب استبعاد ذلك؛ لأن ارتجاج المخ خاصة التأثير على الفص الأمامي في المخ ربما يؤدي إلى تغيرات في الشخصية، واضطرابات عصبية، ووجدانية، وسلوكية، وأنا أميل إلى أن سلوكيات هذه البنت لا علاقة لها بحادثة السقوط من على الخزانة، إنما الأمر يرجع في الغالب إلى أخطاء تربوية، فهذه البنت ربما تكون قد عوملت معاملة خاصة فيها الكثير من التدليل، أو القسوة والصرامة، أو التناقض في معاملة الأبوين بالنسبة لها، ومن هذا المنطلق أرجو أن تشجع هذه البنت على كل عمل إيجابي تقوم به مهما كان بسيطا، وأن تحفز على ذلك في حدود المعقول، وفي المقابل من الضروري جدا أن يتم تجاهل تصرفاتها السلبية بقدر المستطاع؛ لأن العلاج بالتجاهل يعتبر نافعا وناجعا في تقليص السلوك السلبي، واستبداله بسلوك إيجابي، ويمكن أيضا أن توبخ قليلا على السلوك السلبي الكبير، فلابد أن تشعر هذه البنت بمكانتها في المنزل، وأن تستشار في بعض الأمور الأسرية التي تناسب عمرها، من المهم أيضا أن توجه طاقاتها نحو الدراسة، ويمكن للمدرسة والباحثة الاجتماعية بالمدرسة أن تساهم كثيرا في تغيير سلوك هذه البنت .
في بعض الحالات يكون مرد هذا السلوك هو الإصابة بالاكتئاب، خاصة في هذه المرحلة العمرية لدى البنات، حيث التغيرات الهرمونية والوجدانية، حيث يظهر الاكتئاب في شكل عصبية وتوتر، واستنكار لسلطة الأبوين، وبناء على هذه الفرضية أود أن أنصح لابنتنا هذه أن تعطى دواء مضاد للقلق والاكتئاب، يعرف باسم ( طوفرانيل ) وجرعته هي 25 ملجرام ليلا، لمدة ستة شهور، وهو سليم جدا، وربما يسبب فقط في الأيام الأولى للعلاج زيادة بسيطة في النوم، وجفاف بالحلق، وبالله التوفيق .
د. محمد عبد العليم