السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع النافع، مشكلتي مع ابني، هو الآن بالصف الرابع الابتدائي وكسول جدا، فلا يحب التعليم وكل واجباته يؤديها بالتهديد والوعيد، وإذا قام ليجلب أي طلب يخص المدرسة يقوم ببطء وتقاعس لأقصى درجة، وأنا أبذل معه معظم وقتي لتدريسه وتحفيظه دروسه إلا إنني أنصدم بالامتحانات، فلا يجاوب ويترك معظم الأسئلة فارغة بدون حل، وإذا حفظ بعض المصطلحات ينساها بسرعة.
أنا قلقة جدا من ناحية تحصيله العلمي، كما أنه مسالم مع زملائه وطيب القلب جدا لدرجة أن الجميع ممكن أن يعتدوا على حقوقه دون أن يدافع عنها.
فهل ذلك ناقوس خطر على مستقبله؟ كما أنه ما زال في بعض الأوقات يتبول على نفسه بالليل، فما حل مشكلة ابني؟ وأين أذهب به لعلاج لامبالاته؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى مدحك لخدمات الموقع، تقبل الله منا جميعا.
من خلال ما ورد في سؤالك من الصعوبات التعليمية وتعرض طفلك لاستغلال الآخرين من الطلاب، وربما أيضا التبول الليلي أحيانا، ربما يفيد وقبل كل شيء عرض طفلك على طبيب أطفال ليقوم بالفحص الشامل، وخاصة في درجة نموه وتطوره الحسي والحركي والنفسي، لنتأكد من عدم وجود ما يعيق نموه وتطوره الطبيعي، ولنتأكد من النمو الذهني عنده بالشكل المناسب.
هل دعاك أحد من مدرسته ليسأل أو يخبرك عن سلوكه وإمكاناته داخل المدرسة، فالعادة أن يشير هذا لبعض الجوانب الهامة في نمو طفلك.
وكيف هو سلوكه بالمقارنة مع الطلاب الآخرين داخل المدرسة والصف؟ فمن المفيد جدا متابعة هذه الأمور مع معلميه في المدرسة، فهم أقدر على توصيف حالته الذهنية والنفسية والسلوكية، وهم أقدر على تسليط الضوء المناسب على هذه الجوانب.
وبالنسبة لكونه مسالما لحد أنه لا يدافع فيها عن نفسه، فمن المفيد جدا زرع وتقوية ثقته بنفسه داخل البيت أولا من ناحية تعزيز الإيجابيات عنده، وتشجيه على ممارسة الرياضات والهوايات المختلفة والمفيدة، فكل هذا يعزز ثقته بنفسه مما لا يعود يجعله لقمة سائغة للآخرين، ولا يجرئ الأولاد الآخرين على الاعتداء عليه، مما يجعله يسير رافع الرأس، مما يخفف احتمال تعرضه لإيذاء الآخرين، فهذا أفضل طبعا من مجرد تعليمه أن يضرب الآخرين إن هم ضربوه، وإلا أصبح المجتمع مجتمع شريعة الغاب، كل يأخذ حقه بيده، وبغض النظر عن القانون والسلطة.
حاولوا أن تحترموه في البيت، ولحد كبير من خلال الحديث معه والاستماع لآرائه، فهذا مما يقويه أمام الآخرين، ولا تعود عنده "القابلية للاستعمار" والقابلية للاعتداء: وهي مفتاح تعرض بعض الأطفال للتنمر والأذى.
حفظ الله طفلك وأطفال كل المسلمين.