كيف أحب تخصصي؟

0 442

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 20 سنة، في السنة الثانية قسم رياضيات، اخترت هذا التخصص لأنه لا توجد تخصصات مفتوحة في جامعتنا، إلا الرياضيات ومواد أخرى علمية لا أحبها، واخترت الرياضيات بعد المقارنة بين المواد الأخرى، لا أكره الرياضيات، وأطلب من الله أن يجعلني أحبه، وأكون قادرة على دراسته، وأن أكون أستاذة مميزة.

أول كورس لي في الرياضيات كل درجاتي مقبولة، كيف أنظم وقتي للدراسة وأكون فتاة مميزة وواثقة من نفسها؟ أعاني جدا من الخجل وعدم الثقة، ولا أفهم من أول مرة، وفي الامتحانات يصيبني توتر وقلق، أتمنى أن أكون مميزة، وأتمنى عندما أذاكر مادة في الاختبار أني لا أتوتر وأخاف، وأجاوب إجابات نموذجية، وأكون قادرة على الشرح، وبكل ثقة، خصوصا أني مقصرة في صلواتي، ودائما أفكر بأحلامي وطموحي وأفكاري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ 0000 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، وكما يقولون عندكم في روسيا (سباسيبا) كم جميل أن تختاري مادة الرياضات التي تثير الذهن والعقل، وربما تبقي صحة دماغك بشكل سليم لسنوات وسنوات من حياتك الطويلة -بعون الله-، فمن المعروف أن النشاط الذهني يدفع أمراض اضطرابات الذاكرة والنسيان عن الإنسان، ومنها أمراض العته أو ألزهايمر.

أما قضية أن تحبي المادة لتتقدمي فيها، فهذا أمر أساسي، ومن الواضح أنك تدركين هذا من خلال ما ورد في سؤالك، والإنسان كما يقال "عدو ما يجهل" فحبك للمادة مرتبط بفهمك لها، ولن تفهميها بالشكل المناسب حتى تتعمقي فيها، وكم نحن بحاجة في عالمنا العربي والإسلامي لمن يتعمق في مثل هذه المواد، سواء الرياضيات النظرية أو التطبيقية، ومن مثل هذه المواد هي التي أوصلت روسيا وغيرها لعالم الفضاء.

أما بعض ما ورد من التوتر والقلق المتعلق بالامتحانات، فهذه من الأمور الطبيعية، بل والإيجابية، طالما كان التوتر والقلق ضمن حدود، فهو ما يدفع الطالب للدراسة والعمل والتحضير، بينما الذي لا يشعر بهما قد لا يدرس ولا يحضر، وأيضا التفكير بالأحلام والطموحات أمور طبيعية، بل صحية، فلولاها لما اخترع الإنسان شيئا أو أبدع أمرا جديدا، فحاولي توجيه هذا التفكير في طريق تحقيق شيء أو ابتكار مبدع.

بالنسبة لتنظيم الوقت، فكلنا يحاول أن يجد النظام الأفضل والأجدى، ولكن حاولي أن تجدي النظام الذي يناسبك أنت بالذات، فما يناسب إنسانا قد لا يناسب إنسانا آخر، ولابد هنا من الانتباه للفروق الفردية، فبعض الناس ينشط في الصباح "بورك لأمتي في بكورها" وبعضهم ينشط في المساء والليل.

وبشأن الصلاة، ومن منا لا يقصر، ولكن لنحاول جميعا على شد الهمة، وعلى الالتزام بالصلاة على وقتها، قدر الإمكان، والله معيننا جميعا.

وفقك الله، وجعلك من الناجحات المتفوقات، وأعادك لبلادك سالمة غانمة، ونفع بك تلك البلاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات