أمي تأثرت بتعلقي بجدتي.. فكيف أتعامل معها؟

0 376

السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 19 سنة، سكنت منذ الصغر، وأنا عمري سنتين ببيت جدي لأبي، عندما سافرت أمي لبلدها بحكم الظروف لمدة السنتين، وفي هذه الأثناء تعلقت بجدتي كثيرا جدا، فعندما عادت أمي لم أذهب معها إلى البيت، حاولت كثيرا معي، ولكن دون جدوى.

علما بأن بيتنا وبيت جدتي متقاربين، وظللت مع جدتي إلى أن بلغت 17 سنة، كانت زياراتي لبيتنا يوميا لا تتعدى الساعتين إلى الثلاث ساعات.

مرضت جدتي وأخذتها عمتي معها لبيتها للعلاج بسبب عدم توفر المال عند أبي، وبعدها جلست في بيت جدتي أنا وأختي، ولم أستطع الذهاب لبيتنا، ثم اضطررت للذهاب لبيتنا، وأنا لي الآن ثلاثة أشهر أسكن عندهم ( أبي وأمي ).

والآن أشعر أن أمي لا تتقبلني، ولا أشعر باهتمامها، ولا حبها مثل ما تفعله مع أختي، وكل ما أواجهها تقول لي: لا توجد أم لا تحب عيالها.

تغيرت معيشتي كليا لا أشعر بالراحة، ولا أحب الجلوس بالمنزل عكس ما كنت سابقا، ولا أخفي أن عيني تضررت بكثرة البكاء، ولو أني لم أسمعها تقول أنا لا أحب أمل مثل ما أحب أختها.

من الممكن أن يكون حالي أفضل كلماتها ترن في أذني أتعبتني جدا، وكل ما أفعله الآن الكتمان وأبين لها أني راضية، وذلك طاعة لأمره فيما أمرني ببر والداي.

أرجو مساعدتي، وأنا جدا متأسفة أني طولت، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ومن حقك أن تطيلي كما تريدين، فنحن لك في مكان الآباء، وفي مكان الإخوان، ونسأل الله أن يصلح أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وصدقت الوالدة فإنه لا يوجد أم لا تحب ابنتها – هذا صدق – وإن ظهر لك خلاف ذلك، وإن سمعت أذنك خلاف ذلك، فإن هذا الكلام ما ينبغي أن تظني أنه ليس بصدق، فهذا هو الصدق.

وعليك أن تجتهدي في بر هذه الوالدة، وأنت -ولله الحمد- في عمر الآن يسمح لك بأن تناقشي وتحاوري، وغدا سيأتيك الرجل الذي سيأخذك إلى دراه، ونسأل الله أن يسعدك في بيتك، فلا ترجعي إلى الوراء، ولا تلومي نفسك، واعلمي أنك لم تخطئي، فكثير من الشباب اليوم يتربى عند جدته، أو عند جده، ولا شك أن الجد والجدة دائما يسبغوا على الأبناء الصغار (الأحفاد) عواطف زائدة، الأمر الذي يجعل هؤلاء الصغار يميلون إلى الجد ويميلون إلى الجدة، ولا شك أن الأم والأب يتفهمون هذه الأمور، فالجدة ليست غريبة، هي أم للوالد – وأحيانا تكون أم للوالدة – ولذلك لا تلومي نفسك على ما حصل، ولا تتأثري بهذا الواقع، وحاولي أن تخالفي هذا الذي يظهر لك، ويبدو أن الوالدة أيضا تعاني نفس المعاناة، والدليل أنها كلما تقابلك تقول: (لا توجد أم لا تحب بنتها) فهي تحبك ولا شك، فاقتربي من الوالدة، واكسري هذه الحواجز الوهمية، ولا تحيطي نفسك بحواجز، ولا تفكري فيما مضى، وتعوذي بالله من الشيطان الذي يريد أن يشوش عليك، وأقبلي على البيت، وعلى الوالدة، وعلى الأخت بروح جديدة، وبأمل جديد وبثقة في الله تبارك وتعالى المجيد.

ينبغي أن تكون هذه الأمور واضحة، وأنت الآن ينبغي أن تأخذي الأمور بمنتهى البساطة، ولا تحاولي البكاء، فليس هناك ما يبكي عليه الإنسان، فالوالدة ستقبلك غدا، وأعتقد أن مدة ثلاثة أشهر قليلة للتأقلم، ولكن أنت ينبغي أن تعتادي هذا الوضع، وتعلمي أنك الآن يمكن أن تتأقلمي حتى مع الآخرين، وغدا سيأتيك زوج غريب ليأخذك، والمطلوب أن تتأقلمي معه، وأن تتعايشي معه، فكيف بالوالدة التي هي والدة حملتك في بطنها، وهي تحبك بلا شك، لكن كما قلنا لأنك كنت غائبة عن عينها وبعيدة عن عينها، فلن تكوني على الأقل للمرة الأولى مثل التي عاشت معها ليلا ونهارا، ولكن الوالدة كما قلنا تحاول أن تعتذر، وهي أيضا تعاني من هذا الشعور الذي عندك، ولذلك تؤكد لك المرة بعد المرة أنك عندها محبوبة، وأنك بنت لها، فتعوذي بالله من الشيطان، الذي يريد أن يشوش عليك، ولا تأخذي بكلام الوالدة الذي سمعته إلا على أنه نوع من التعبير في ذلك الوقت، والمهم أنها الآن حريصة على أن تظهر لك أنك صاحبة مكانة عندها، وأنت كذلك، فأنت ابنة لها، لا تملك أن تتنصل من الأمومة، كما أنك لا تملكين أن تتنصلي من كونك بنتا لها.

نسأل الله أن يديم بينكم المحبة، ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها، وحاولي أن تقتربي من الوالدة، وأن تقتربي من إخوانك، وأن تتعاشي مع هذا الجو الجديد، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات