تشتت ذهني وفقدت التركيز لأن أهلي لم يوافقوا على ارتباطي بمن أحببتها

0 490

السؤال

أنا أحب فتاة جدا, وكنت أريد أن أخطبها, لكن أهلي غير موافقين, وحاولت معهم كثيرا, ولا زلت أحاول معهم, لكن المشكلة أننا – أنا وهي - نتعرض لمشاكل وأحداث شبه يومية تقريبا: مرة من أهلها معها, ومرة من أهلي معي؛ حتى أني أصبحت أخاف من سؤالها عن أي مشكلة حصلت بينها وبين أهلها, وأحس أني أريد التجاهل؛ لأني أحس أني خائف أن أعرف المشكلة؛ فأنا لا أستطيع حلها؛ ومن أجل هذا أتهرب من سؤالها, وأنا أعلم أنه يضايقها, لكني لا أستطيع التخلص من هذا الموضوع, وأنا لا أريد أن أخسرها, وعندي شعور بأني لا أستطيع تركها لأني أحبها, ولم أستطع الوصول لها والزواج منها, حتى أني أصبحت لا أستطيع حل أي مشكلة في حياتي وأفضل الهروب منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب فأهلا وسهلا ومرحبا بك, ونسأل الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدرك للذي هو خير, وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونا لك على رضا الله.

وبخصوص ما ورد في رسالتك بأنك تحب إنسانة حبا شديدا, وتتمنى خطبتها, ولكن أهلك ليسوا راغبين في ارتباطك بها, فأقول: هنا تكمن المشكلة؛ لأنك تعلم أنه لا يجوز شرعا أن يفجع الرجل أهله فيه, بأن يرتبط بفتاة لا توافق أمه, ولا إخوانه, ولا أهله عليها, وأنا أعتقد أن رفضهم ليس سهلا.

فكون الأسرة تقف موقفا واحدا تجاه مسألة معينة فهذا - إن دل على شيء - فإنما يدل على أن لهم رؤية خاصة, وقد تكون أكثر توفيقا منهم؛ لأن الحب يعمي ويصم, فالإنسان إذا أحب إنسانا يغض الطرف عن كل عيوبه, أما أهلك فهم ينظرون نظرة أفضل منك؛ لأنهم يريدون ارتباط أسرة بأسرة, ومجتمع بمجتمع, وكيان بكيان, ولعل هذه الفتاة ليست من هذا الصنف, وأنت تعلم أن الله تبارك وتعالى جل جلاله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم جعل للوالدين حقا أعظم من حق الزوجة.

فما دامت الوالدة رافضة, والوالد رافض, فأرى - بارك الله فيك - أن تحاول التخلص من هذا الموضوع, حتى إن كانت هناك فرصة لإقناع الأسرة بالارتباط بها فأنا أرى أن اتصالك بها الآن اتصال غير شرعي؛ لأن الإسلام لا يعرف الحب إلا في الأمور الشرعية, أما الحب خارج الإطار الشرعي فالإسلام لا يقره ولا يؤيده بحال من الأحوال.

ولعل هذه المشاكل التي نتكلم عنها أثر من هذه الآثار, ولعل سببها معصية الله باتصالك بهذه الفتاة التي لا يحل لك أن تتصل بها, فهي ما زالت أجنبية عنك, وكذلك المشاكل التي تحدث بينها وبين أهلها فإني أرى - بارك الله فيك – أنك إذا كنت جادا ولا تستطيع أن تتخلى عنها، أرى أن تتفق معها الآن على إيقاف أي علاقة بينكما؛ من أجل الله سبحانه وتعالى, لعل الله تبارك وتعالى يشرح صدر أهلك لقبولها زوجة لك ببركة الطاعة؛ لأنك الآن تريد شيئا ولكنك تسلك في سبيل الوصول إليه طريقا غير مشروع لأنك تحبها, وهذا الحب ليس شرعيا - كما سبق - وكلامك معها ليس شرعيا, ولعل هذه المعاصي هي التي أدت إلى رفض أسرتك ارتباطك بها.

فأنا أرى - بارك الله فيك – أن تتوقف نهائيا, وأن يحاول كل منكم أن يحل مشاكله بطريقته الخاصة, وعليها أن تتوجه بالدعاء بأن يكرمها الله بك, وأنت توجه بالدعاء بأن يكرمك الله بها, وأعتقد بأننا سوف نكون قد وصلنا إلى حل المشكلة: إما أن يوافق أهلك بناء على توبتك ودعائك وإلحاحك على الله تبارك وتعالى - وهذا ما نريد - وإما أن يصرف الله قلبك عنها, ويمن عليك بخير منها ممن يقبله أهلك.

نعم, أنا أرى أن تفضلها على غيرها, ولكنك لا تدري هل ستكون سببا في سعادتك أو تعاستك؛ ولذلك أرى أن تتوقف عن العلاقة بها نهائيا, وأن تتفق معها أن مشاكلها مع أهلها ليست لك علاقة بها؛ لأنه ليس بينك وبينها أي رباط شرعي يجعلك قادرا على حل مشكلتها.

أسأل الله أن يوفقك إلى كل خير, إنه جواد كريم, وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات